رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"لوفيجارو" تحمِّل حزب النهضة المسئولية السياسية لاغتيال بلعيد


بلغ العنف الاجتماعى والسياسى والدينى، الذى تشهده تونس مستوى جديد باغتيال المعارض شكري بلعيد .. وهو حادث الاغتيال الأول، منذ قيام الثورة الديمقراطية فى تونس قبل عامين.

وقالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية اليومية فى موقعها على شبكة المعلومات الدولية “الإنترنت” إن حزب "النهضة" الاسلامىي المعتدل يتحمل المسئولية السياسية، لاغتيال بلعيد وذلك لعجزه عن وقف دوامة العنف التى طالت كافة أرجاء البلاد، بل إنه كان يشجعها فى بعض الاأحيان ... وذلك رغم انه ليس المتهم المباشر فى هذا الحادث.

وأشارت الصحيفة ـ فى هذا الصدد ـ إلى ان حزب النهضة اظهر ـ خلال اجتماعه فى الأول من فبراير الماضى ـ تأييده للأشخاص المحتجزين فى تطاوين، وهم المشتبه فى مشاركتهم فى عملية قتل لطفى النبض ممثل حزب المعارضة “نداء تونس” فى 18 أكتوبر الماضى فى هذه المدينة الواقعة جنوب تونس.

بل إن على فارس عضو حزب “النهضة” فى الجمعية الوطنية التأسيسية ذهب إلى ابعد من ذلك، عندما برر هذا العمل الإجرامى .. إذ قال:"إن اولئك الذين نزلوا إلى تطاوين، سعوا لتطهير البلاد من فلول النظام المخلوع" .. وهم لم يفعلوا شيئا سوى تحقيق أحد أهداف الثورة المتمثل فى تطهير البلاد من الأعضاء السابقين فى حزب “التجمع الدستورى الديمقراطى” وهو حزب بن علي الحاكم.

واشارت "لوفيجارو" إلى ان لطفى النبض المسئول فى حزب “نداء تونس” لم يكن أحد زعماء حزب “التجمع الدستورى الديمقراطى” السابق ومع ذلك كان الضحية السياسية الأولى لتونس الثورية ... وقد قتل خلال اشتباكات اججتها "رابطة حماية الثورة" وهى الذراع المسلح لحزب “النهضة” والتى طالما طالبت المعارضة بحلها ولكن دون جدوى.

وفى عطلة الأسبوع الماضى، عرقلت "رابطة حماية الثورة" اجتماعين سياسيين للمعارضة فى قيروان والكاف، وقامت باحتجاز مسئول فى قابس، واستولت على مكاتب حزب.

وقالت "لوفيجارو" إن وزيرى الداخلية والعدل ـ الأعضاء فى حزب النهضة ـ  واجهوا هجومًا بما فى ذلك من الحلفاء العلمانيين فى الحزب الإسلامى الذين طالبوهما بالاستقالة .. ورأوا إن عدم قدرة حكومة النهضة على حماية روابطها، يؤكد تساهلها مع السلفيين.

كما تحدثت الصحيفة الفرنسية إلى تزايد عمليات هدم الاضرحة الصوفية فى الأشهر الأخيرة على ايدى المسلمين الأصوليين، ورغم ذلك لم يتم اعتقال اى شخص ... مشيرة إلى ان مرتكبى الهجوم على السفارة الأمريكة فى الرابع عشر من سبتمبر عام 2012 تمت إدانتهم بصورة جزئية فقط بل اطلق سراح غالبيتهم ... كما افلت من العقاب السلفيين المتهمين بالاعتداء على العلمانيين او المعارضين .

ورأت "ليبراسيون" إن هذا العنف الذى يحاول حزب “النهضة”فى بعض الاحيان تنسيقه يمكن ان ينقلب عليه ... فالمناطق المحرومة مثل سيدى بوزيد والقصرين ـ مسقط رأس الثورة ـ تقع فريسة اضطرابات اجتماعية مستمرة ... مشيرة فى هذا الصدد إلى رئيس الدولة ورئيس البرلمان، اضطرا إلى مغادرة الاحتفالات التى اقيمت فى الذكرى الثانية للثورة فى بوزيد فى شهر ديسمبر الماضى بعد رشقهما بالحجارة .

واختتمت "لوفيجارو" مقالها بالإشارة إلى ان هذا السيل من المحرومين من الطبيعى ان ينقلب على الأحزاب الحاكمة ... مشيرة إلى ان اليسار المتطرف التونسى ـ الذى ينتمى إليه شكرى بلعيد ـ والذى يعى جيدًا الحركات الاجتماعية المتأججة فى المناطق الفقيرة، قد يضطر إلى ان يقابل العنف بالعنف.