رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تكشف تفاصيل سقوط خلية تفجيري مارجرجس والمرقسية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى التفاصيل الكاملة لخطة فريق البحث الذى شكلته وزارة الداخلية، بإشراف اللواء مجدى عبدالغفار، وقيادة اللواءين جمال عبدالبارى، مدير مصلحة الأمن العام، واللواء محمود شعراوي، مدير قطاع الأمن الوطنى، وتمكن من خلالها تحديد وكشف عناصر الخلية الإرهابية التى خططت ونفذت تفجيرى كنيستى «مار جرجس» فى طنطا، والمرقسية بمحافظة الإسكندرية.

◘ 27 فرعًا للأمن الوطنى شاركت فى كشف الخلية

بدأت خطة كشف منفذى ومخططى التفجيرين بتفريغ كاميرات المراقبة، سواء المتواجدة فى الكنيستين، أو محيطهما، ومضاهاة البصمة الوراثية لأشلاء الانتحاريين التى عُثر عليها بمسرح الحادثين مع البصمة الوراثية لأهل العناصر الهاربة من التحركات السابقة والمشتبه فيهم، وإعادة استجواب عدد من المقبوض عليهم فى قضايا إرهابية، وفى مقدمتهم خلية تنفيذ حادث الكنيسة البطرسية فى «العباسية»، ثم عرض المعلومات والصور على ضباط الـ27 فرعًا للأمن الوطنى بالمحافظات.

بعد وصول هذه المعلومات لفروع «الأمن الوطنى»، توافقت ردود 3 فروع منها بأن المعلومات والصور الخاصة بالانتحارى منفذ تفجير «المرقسية» تشير إلى أنه «محمود حسن مبارك»، وأنه يرتبط بإحدى البؤر الإرهابية التى يتولى مسئوليتها زوج شقيقته الهارب «عمرو سعد عباس إبراهيم»، وتبين ارتباط الأخير بعلاقات وثيقة مع الإرهابى الهارب أيضًا «مهاب مصطفى السيد» الملقب بـ«الدكتور»، وهو المدبر الرئيسى لحادث تفجير الكنيسة البطرسية الذى سبق أن نفذه الانتحارى «محمود شفيق».

وعقب جمع التحريات وربط المعلومات الواردة بعضها البعض أمكن تحديد باقى أعضاء الخلية، وكشف شخصية «انتحارى الإسكندرية» والتأكد منها بعد تحليل حامض «دى إن إيه» وتطابقه مع العينات المأخوذة من أسرته.

◘ تحديد هوية منفذ «تفجير طنطا»

كشف مصدر أمنى عن تمكن فريق البحث أيضًا من تحديد شخصية الانتحارى الذى نفذ تفجير كنيسة «مار جرجس» فى طنطا، وقال: «لم يعلن عن اسمه حتى الآن حتى يتم التأكد التام من المعلومات الواردة بشأنه»، موضحًا أنه وفقًا للمعلومات الأولية فأنه يدعى «م. ع» وعاد من سوريا منذ فترة قصيرة.

وتوافقت تلك الرواية مع مصدر أمنى آخر قال: «أجهزة الأمن تمكنت من تحديد شخصية الانتحارى منفذ تفجير كنيسة مار جرجس فى طنطا، وسيتم الكشف عنها قريبا بعد الانتهاء من استكمال باقى التحريات اللازمة»، مشيرًا إلى أن التحقيقات الأولية أشارت إلى أنه غافل فرد الأمن التابع للكنيسة والمنوط به التعرف على شخصية المترددين عليها، وتمكن من الدخول إلى قاعة الصلاة وتفجير نفسه.

وأوضحت مصادر أمنية وخبراء الطب الشرعى، أن عملية تجميع «وجه» انتحارى طنطا ستستغرق بعض الوقت، نظرًا لوجود تشوهات كثيرة فى الوجه تحتاج إلى العديد من المعالجات الفنية حتى يتم الاستقرار على طبيعة وشكل الوجه بالكامل، على أن يتم تسليمها إلى شعبة البحث الجنائى ومطابقتها بالصور الموجودة لديها للإعلان عن التفاصيل الكاملة حول هويته وموطنه والجهة التكفيرية التى يتبعها.

وأشارت إلى أن القدمين اللتين تم العثور عليهما داخل الكنيسة أجرى لهما عملية مسح كيميائى خاص بالأنسجة لمعرفة الشريحة العمرية الخاصة بالانتحارى، والتى كشفت أنه فى العقد الثالث من العمر، وأن التشوهات الكاملة الموجودة فى وجهه قريبة الشبة بالعملية الانتحارية التى تمت فى كنيسة القديسين 2011.

◘ الإرهابيون خططوا لتفجير «دير العذراء» فى أسيوط
ترتبط الخلية التى نفذت تفجيرى الإسكندرية وطنطا بعلاقات وثيقة بالخلية الإرهابية التى تمت تصفيتها مؤخرًا فى جبل «عرب العوامر» بمحافظة أسيوط، والتى تم خلال تصفيتها العثور على كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والأحزمة الناسفة والذخائر، ومنها أسلحة «جرونوف» وعبوات معدة للتفجير وأحزمة ناسفة.

وقال مصدر أمنى إن كشف خلية تفجيرى طنطا والإسكندرية ومن قبلهما تصفية خلية «عرب العوامر» أحبط أكبر مخطط لتنفيذ عمليات إرهابية كبرى كان مزمع تنفيذها، ومنها تفجير دير العذراء فى «درنكة» بأسيوط، مضيفًا: «فور كشف الخلايا الثلاث وتبين ارتباطها بعلاقات وثيقة، تم تكليف فروع الأمن الوطنى بالمحافظات المنتمين لها، وهى أسيوط وقنا والفيوم، بإجراء التحريات اللازمة حول علاقاتها وأصدقائهم وأسرهم».

وعلمت «الدستور» أن فرع الأمن الوطنى فى الفيوم استدعى عددًا ممن لهم علاقة قرابة أو صداقة بالإرهابى «إسلام سعيد عبدالسلام إسماعيل» وشهرته «خطاب»، مواليد 1995، طالب بكلية الحقوق، الذى تمت تصفيته ضمن عناصر خلية أسيوط فى جبل «عرب العوامر».

وأوضح المصدر أن وزارة الداخلية وضعت خطة محكمة لمحاصرة العناصر الهاربة وسرعة ضبطها، تتضمن تشديد الإجراءات الأمنية، والتفتيش الدقيق فى الأكمنة والارتكازات الأمنية، خصوصًا الحدودية التى تربط بعض المحافظات ويرجح اختباء تلك العناصر بها، مع دعم تلك الأكمنة والارتكازات بعناصر قتالية من قوات مكافحة الإرهاب والعمليات الخاصة، فضلًا عن شن فروع الأمن الوطنى حملات مكبرة على البؤر والأوكار المرجح اختباؤهم بها.

◘ مصادر أمنية: جميع الهاربين داخل مصر.. ويختبئون فى جبال الصعيد

شددت مصادر أمنية على أن جميع العناصر الهاربة من الخلية التى تم الإعلان عن تورطها فى تفجيرى طنطا والإسكندرية أمس الأول موجودون داخل مصر، ولم يهربوا إلى الخارج، وتم تحديد أماكنهم، وهم مختبئون داخل أوكار فى مناطق جبلية بقلب الصعيد.

وقالت المصادر الأمنية: «تم تدريب 80% من هذه العناصر داخل سيناء، وتدريب الـ20% الباقيين ويطلق عليهم الأمراء فى أفغانستان ثم انتقلوا إلى ليبيا وسوريا أثناء ثورة يناير، وعادوا إلى مصر لتجنيد وتدريب الشباب، وتحديدا فى سيناء»، وأوضحت أن هؤلاء «الأمراء» يكونو مسئولين عن التدريب ونقل الأخبار ودفع رواتب الشباب، ويصدرون تكليفات للشباب بتفجير الأماكن المرصودة عن طريق خلايا عنقودية وأسماء كودية.

وعن الخلية المتورطة فى تفجيرى طنطا والإسكندرية، أضافت: «عقب تحديد دائرة الاشتباه ومناقشة أهاليهم، نجحت قوات الأمن من خلال معلومات دقيقة من تحديد أماكنهم فى مناطق جبلية بالصعيد جار تمشيط صحرائها بواسطة تقنيات حديثة، خاصة وأن هذه المناطق تم تلغيمها بعبوات ناسفة».

وأضافت: «بداية تجنيد أعضاء الخلية كانت بالانضمام لجماعات سلفية متشددة وتلقينهم بعض الآيات القرآنية التى تم تحريف تفاسيرها ومفاهيمها إلى الفكر الجهادى، فضلًا عن مطالبة الأمراء للعناصر الحاصلين على مؤهلات علمية عليا بتتبع بعض المواقع الإلكترونية التى تبث طرق تصنيع المتفجرات وكيفية تصنيع الأحزمة الناسفة، وذلك بهدف الوقاية من التدريب المباشر المحاصر من قبل الأمن، خاصة أن تلك المواقع يتم بثها من الخارج ولا يمكن للجهات الأمنية تتبع الشفرات والأكواد السرية التى تستخدمها».

◘ «الداخلية» تكذب «القبس»: لم نتسلم «أبوالبراء»


كشفت مصادر فى وزارة الداخلية، أن قطاع الأمن الوطنى أجرى عددا من المخاطبات مع نظيره الكويتى، بشأن ما رددته صحيفة «القبس» الكويتية عن تسليم الكويت «أبوالبراء المصري»، المتهم الرئيسى فى تنفيذ تفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية لمصر، وقيام الأمن المصرى بإطلاق سراحه.

وطالب قطاع الأمن الوطنى الجانب الكويتى فى خطاب مبدئى بإرسال تقرير يوضح فيه اسم الضابط الذى سلم لهم التقارير الخاصة بالمتهم «أبوالبراء» الذى زعمت الجريدة الكويتية تسليمه إلى مصر، ومن الذى تسلم منهم تقاريرهم من الجانب المصري.

وأضافت المصادر: «سبب طلب وزارة الداخلية المصرية من نظيرتها الكويتية يرجع إلى أنه بمراجعة جميع سجلات الأمن الوطنى من واقع الدفاتر والسجلات تبين عدم تسلم أى تقارير خاصة بالمتهم إطلاقًا».

وتابعت: «ربما يكون أحد من عناصر التنظيمات الإرهابية انتحل صفة ضباط مصريين، وأسفر ذلك عن حدوث عملية تضليل للجانب الكويتى وتسليمه لهم».

◘ ضبط هارب فى قنا.. وآخر يسلم نفسه بالبحر الأحمر

ألقت الأجهزة الأمنية فى محافظة قنا، القبض على أحد أعضاء الخلية الإرهابية المسئولة عن تفجيرات كنيستى طنطا والإسكندرية.

وقال مصدر أمنى بمديرية أمن قنا، إن أجهزة الأمن تمكنت من ضبط المتهم «على شحات حسين»، أثناء وجوده فى قرية «الأشراف البحرية» التابعة لمركز قنا، مشيرًا إلى أن الفريق الأمنى توصل إلى عدة رسائل بينه وبين باقى أفراد الخلية.

وأشار المصدر إلى أن قوات الأمن تكثف من جهودها لضبط باقى المتهمين الهاربين، وأنه تم توزيع صور المتهمين على الكمائن المتمركزة بمداخل ومخارج المحافظة، للتعرف عليهم وسرعة ضبطهم.

وسلم المتهم «على محمود محمد حسن»، البالغ من العمر 45 عامًا، أمس الخميس، نفسه إلى نيابة مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر، وهو أحد المتهمين الهاربين فى تفجيرى طنطا والإسكندرية.

وقال مصدر قضائى: «المتهم سلم نفسه لنيابة مدينة رأس غارب، وتم التحفظ عليه لحين بدء التحقيقات معه».