رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل خناقات الـ13 ساعة بين مندوبى الجامعة العربية

الجامعة العربية
الجامعة العربية

خيمَّت أجواء من الخلافات الثنائية، والشد والجذب، بين المندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية، أثناء جلسات العمل المغلقة، فى دورتها العادية الـ147، أمس الأول، قبيل إقرار جدول أعمال تضمن 29 بندًا، لعرضه على وزراء الخارجية اليوم.

وتأخر بدء الجلسة الافتتاحية للمندوبين عن موعدها، قرابة الساعة ونصف الساعة، وامتدت أعمالها نحو 13 ساعة، لتختتم فى الساعات الأولى من صباح أمس.

وشهدت الجلسات المغلقة عددًا من الأزمات أثناء إقرار بنود جدول أعمال المجلس الوزارى، ومشروعات القرارات، التى سيرفعها مجلس الجامعة على المستوى الوزارى، اليوم.

وبالرغم من الحديث الذى سبق أعمال الدورة عن عودة عضوية سوريا فى الجامعة، التى لا تزال مجمدة حتى الآن، فإن الأمور ظلت معلقة دون تقدم.

"قطان" ينسحب من القاعة بعد رفض تعديل لائحتى الموظفين المتعاقدين والخبراء

أكدت مصادر دبلوماسية لـ«الدستور» أن البند الـ 22 الخاص بملف تطوير الجامعة العربية، شهد الكثير من النقاشات والأزمات أدت بالسفير أحمد قطان، سفير السعودية ومندوبها لدى الجامعة العربية، إلى الانسحاب خارج القاعة الكبرى، رافضًا العودة إلا بعد الانتهاء من هذا البند، وقالت المصادر إن انسحاب "قطان" جاء بسبب الرفض الواسع لمطالب المملكة التى يقترحها فى ملف التطوير، خاصة فيما يتعلق بالنظام الأساسى للموظفين ولائحتى المتعاقدين والخبراء.

وكشفت المصادر عن أنه سيتم الاستغناء عن قرابة 150 من المتعاقدين، حال الالتزام بالمطالب التى يسعى "قطان" لتفعيلها ضمن ملف التطوير، وأن الأمر لن يقف عند هذا الحد، بل سيجرى تخفيض كبير فى رواتب الموظفين، ومكافآت نهاية الخدمة، ما أدى بعدد من الموظفين لتقديم استقالاتهم، خوفًا من إقرار هذه التعديلات.

وتابع أن "السعودية لديها موقفها من ملف الإصلاح والتطوير، خاصة فيما يتعلق برواتب الموظفين".

أزمة بين العراق وقطر بسبب ملف المختطفين

عندما كانت الساعة تشير إلى التاسعة مساء، تعالت أصوات من داخل القاعة الكبرى بالجامعة، سمعها من بالخارج، وأرجع مصدر سبب ذلك إلى أنهم بدأوا فى مناقشة «بند ما يستجد من أعمال»، لترفع الجلسة خمس دقائق، وتعود إلى الانعقاد وتعالت الأصوات أيضا.

وقال مصدر دبلوماسى، شارك فى الاجتماع، إن الأزمة تصاعدت بسبب إدراج طلب قطر بند «ما يستجد من أعمال»، يتعلق بالمخطوفين القطريين لدى دولة العراق.

وأوضح، فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن قطر تقدمت لأول مرة بمشروع قرار حول موضوع مخطوفيها، وهو ما رفضه العراق رفضًا قاطعًا، خاصة أن مشروع القرار كأنه يتحدث بصورة غير مباشرة عن إدانة عربية للعراق فى هذا الملف.

واستطرد أن «العراق رفض المشروع واحتج عليه بشدة»، متابعًا: «بالرغم من ذلك، فقد تم تمريره ورفعه لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، وذلك من أجل إقراره، بالرغم من الرفض العراقى له».



صراع العودة للاتحاد الأفريقى بين المغرب والجزائر

الأزمة الأبرز، وربما تكون الأخيرة فى مسار اجتماع المندوبين الدائمين كان من الممكن تلافيها، إلا أنه ووفقًا لمصدر عربى شارك فى الاجتماع، لم يستطع رئيس الاجتماع السفير نذير العرباوى، سفير الجزائر ومندوبها لدى الجامعة العربية، التفرقة بين رئاسته الاجتماع، وجنسيته، ففرضت الأخيرة نفسها على الاجتماع بعض الوقت، عندما تقدم المغرب بمشروع بيان، لتهنئته من الدول العربية بعودته إلى حضن الاتحاد الأفريقى بعد قطيعة امتدت نحو الثلاثة عقود. وانتهى المصدر إلى أن السفير الجزائرى رفض مشروع البيان، قائلًا: هذا أمر يتعلق بالاتحاد الأفريقى وليس هنا مجاله، ما أثار أزمة فى داخل الاجتماع، لولا تدخل عدد من مندوبى الدول العربية اتخذوا موقفًا مؤيدًا للمغرب، ليتم رفع مشروع البيان للمجلس الوزارى، لكن بعد أن أثار أزمة ربما لم يكن هذا وقتها».