رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الهامش الاجتماعي في الرواية .. رسالة دكتوراه لهويدا صالح


تناقش الكاتبة والناقدة، هويدا صالح، رسالة الدكتوراه التي قدمتها في المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، ظهر غد الأثنين.

ويأتي موضوع الرسالة، مميزًا ولم تتم دراسته كثيرًا من قبل الدارسين، حيث يدور حول الهامش الاجتماعي وبلاغة هذا الهامش في السرد الروائي، وقد اتخذت العقد الأخير من القرن العشرين فترة زمنية لدراستها، وقد قامت هويدا صالح في هذه الرسالة، بكشف المسكوت عنه في وضعية الهوامش الاجتماعية المختلفة، سواء كان الهامش الديني المسيحي أو الهامش الجغرافي القرية في مقابل المدينة، أو الهامش العرقي مثل أهل النوبة وأهل سيناء أو هامش المجتمعات البينية على أطراف المدن الكبرى، ثم وأخيرًا هامش المرأة في مقابل الرجل.

وعرضت هويدا صالح، في هذه الرسالة الإشكالية ما يمارسه المتن والمركز ضد الهوامش من إقصاء وإبعاد وقهر، كما عرت الثقافة الذكورية التي يغرق فيها مجتمعنا العربي والتي تهمش وتقصي وتتحييز ضد مكوناتها الثقافية المختلفة, وحاولت الباحثة في دراستها أن تستقصي الهامش لغة واصطلاحًا، كما حاولت أن تبحث تجليات هذا الهامش في الروايات التي صدرت في عقد التسعينيات، وقد اختارت هذا العقد للدراسة لأن هذا العقد كان بمثابة الانطلاقة الحقيقية للاهتمام بالتهميش والمهمشين بصفة عامة، والاهتمام بكتابات النساء بصفة خاصة، فمصطلح كتابة الهامش والمهمشين طرح بشكل لافت في التسعينيات.

ولم تكن كتابة المرأة بعيدة عن دائرة الاهتمام، فقد لاقت تلك الكتابة اهتمامًا كبيرًا من قبل النقاد، ولاقت أيضًا جدلًا واسعًا في الأوساط الأدبية والنقدية عن مصطلح الأدب النسوي، ما بين معارض بشدة للمصطلح وقابل، بل ومتحمس له، وكل هذا أحدث زخمًا نقديًا على التوازي.

إذن اختيار عقد التسعينيات كعينة للدراسة،لم يكن من قبيل المصادفة أو الاستسهال، وإنما كان بوعي تام من قبل الباحثة لكشف الظاهرة وتتبعها منذ أن بدأ الجدل حولها، وليس معنى هذا أن طرح مفهوم الكتابة النسوية وليد عقد التسعينيات فقط، بل هو أقدم من ذلك بكثير، لكن الاهتمام والجدل الذي ناله المصطلح يتوازى مع الاهتمام والجدل الذي ناله مصطلح "أدب المهمشين" أو " المهمشون في الأدب" أو "واقعية القاع".

وهكذا تتكون لجنة مناقشة الرسالة من الأستاذ الدكتور محمد حسن عبد الله أستاذ النقد الأدبي في جامعة الفيوم، والأستاذة الدكتورة نهاد صليحة أستاذ النقد الأدبي بالمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، والأستاذ الدكتور أحمد بدوي أستاذ النقد الأدبي وعميد المعهد العالي بأكاديمية الفنون والمشرف على رسالة

الدكتوراه.

وهويدا صالح روائية وناقدة صدر لها عدة كتب وروايات منها: رواية عمرة الدار ورواية عشق البنات ومجموعة قصصية "سكر نبات" ومتوالية سردية".