رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الغلاء يقتل فرحة العيد".. كساد يضرب أسواق الأضاحي.. شعبة القصابين تحذر: موجة غلاء مسعورة في أسعار الخراف.. وملابس العيد تحت رحمة الأوكازيونات.. والزنانيري: 40% زيادة في أسعارها بداية من أكتوبر

جريدة الدستور

وسط أزمات اقتصادية طاحنة، مصحوبة بإجراءات قاسية اتخذتها الحكومة مؤخرًا، لترشيد النفقات من رفع تدريجي للدعم، وتحريك لأسعار العديد من السلع والخدمات، تعالى معها أنين المواطنين من الغلاء، يدق عيد الأضحى الأبواب، تصحبه مخاوف متجددة من انفجار وشيك في الأسعار.

وتسود حالة من الترقب والقلق في الشارع المصري، تحسبًا لزيادات متوقعة في أسعار السلع بمختلف أنواعها لاسيما الغذائية منها، حيث يرتبط الاستعداد لعيد الأضحي الذي يحل مطلع الشهر المقبل، بشراء لحوم الأضاحي بمختلف أنواعها، والملابس الجاهزة للكبار والصغار؛ باعتبارها من أهم طقوس الاحتفال بالعيد.

وألقت أزمة الدولار بظلالها هي الأخرى علي أسعار مختلف السلع، بعد أن أخذت تتفاقم طوال الأشهر الماضية، حتى كسرت العملة الأمريكية حاجز الـ12 جنيها في السوق السوداء لتجارة العملة، لتنذر بموجة جديدة من ارتفاع الأسعار، بحسب توقعات المختصين وتحديدًا فيما يخص أسعار اللحوم والملابس الجاهزة.

ويقول محمد شرف، نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، إن أسواق بيع لحوم الأضاحي تعاني حالة من الكساد في الفترة الحالية؛ نتيجة للحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، متوقعًأ أن يشهد الأسبوعان المقبلين تزايد حجم الطلب على حجز الأضاحي وشراء اللحوم.

وأشار نائب رئيس شعبة القصابين، إلى أن توقعات ارتفاع أسعار اللحوم أو انخفاضها بحلول عيد الأضحي، صعب خلال الفترة التي تمر بها البلاد، مضيفًا أن السوق أصبحت الآن تعاني من ركود حاد وضعف في الإقبال.

وأضاف شرف- في تصريح لـ"الدستور"- أن سعر العجول ارتفع مما يتراوح بين 15-16 ألف جنيه العام الماضي إلى 20 ألف جنيه، بزيادة 4-5 آلاف جنيه، أي أن كيلو اللحم قفز سعره 25 جنيها دفعه واحدة، ورغم دخول شحنات كبيرة من العجول المستوردة؛ إلا أن الأسعار أخذت تزداد بسبب ارتفاع أسعار العلف.

وأشار إلى أن تذبذب أسعار العملة الصعبة وارتفاعها الي مستويات قياسية في السوق السوداء نتيجة نقص المعروض منها؛ أثر بشكل كبير علي أسعار كميات العلف المستورد الذي تعتمد عليه مصر بنسبة 80%، لعدم وجود مراعي طبيعية، ومصانع للعلف، حيث قفز طن العلف من 1.300 جنيه قبل عام ونصف إلي ما يتراوح بين 4- 5 آلاف جنيه للطن اليوم.

ولفت إلي أن أسعار اللحوم البتلو تبدأ من 150 جنيهًا فأكثر، بينما يتراوح سعر كيلو الكندوز بين 90-100 جنيه مرشحة للارتفاع في حدود 5 -10 جنيهات مع اقتراب موسم العيد، أما اللحم الضاني فيتراوح بين 85 إلى 100 جنيه للكيلو قابلة للزيادة بنسب متفاوتة حسب العرض والطلب.

وبين أن اختلاف أسعار اللحوم من منطقة لأخرى، يحكمه طبيعة قطعة اللحم التي يحصل عليها المستهلك وطريقة إعدادها التي تختلف من مكان لآخر، ففي المناطق الراقية يزداد الإقبال علي شرائح الإسكالوب، وكلاتا وفخدة، وموزة، وروسبيف، وغيره بخلاف ما يقبل عليه المستهلك في المناطق الشعبية حيث تختلط قطع اللحم بالعظام ما يقلل سعرها.

وحذر من ارتفاعات كبيرة في أسعار لحوم الأضاحي الضأن؛ حال عدم توفير كميات مناسبة من لحوم الأضاحي المستوردة، لاسيما وأن الكميات المتاحة محليًا لا تكفي لسداد حاجة المواطنين خلال موسم العيد، حيث يسعي أصحاب محال الجزارة من الوقت الحالي لشراء الخراف من محافظات مرسي مطروح والوجه البحري والصعيد استعداد لعرضها أمام الراغبين في الشراء من المواطنين.

ويواكب الاستعدادت لاستقبال موسم الأعياد، إقبال كثيف علي شراء الملابس الجاهزة لاسيما بالنسبة للأطفال الذين يعتبرونها أحد مظاهر البهجة والاحتفال بالعيد، الذي يتزامن هذه المرة مع أواخر فصل الصيف.

ويقول يحيي الزنانيري، نائب رئيس الشعبة العامة للملابس الجاهزة في الاتحاد العام للغرف التجارية، إن أسعار الملابس الصيفية لن تشهد أية زيادات عما كانت عليه مع دخول موسم العيد، مضيفا أن تزامن حلول العيد مع فترة الأوكازيونات يمنح المواطنين فرصة لشراء احتياجاتهم بأسعار مخفضة حتي نهاية سبتمبر المقبل مقارنة بنظيرتها طوال الموسم الصيفي الحالي.

ولفت الزنانيري إلي تأثير أزمة الدولار علي أسعار الملابس المستوردة ومحلية الصنع علي السواء نتيجة ارتفاع تكلفة استيراد الآلات المستخدمة في الصناعة، وكذلك كافة مدخلات الصناعة تستورد من الخارج، متوقعًا أن تشهد أسعار الملابس الشتوية، قفزة كبيرة لا تقل عما بين 30- 40% بداية من أكتوبر المقبل.

وأوضح، في تصريحات خاصة، أن حجم الإقبال علي شراء الملابس يرتبط في الأساس بتوقيت تزامن العيد مع موسم البيع في بدايته أو أثنائه، حيث يزداد حجم الإقبال، بينما يضعف مع أواخر الموسم كما هو الحال بالنسبة لعيد الأضحي القادم.