رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

33 عامًا على تحرير سيناء


فى ظل معركة ضارية تخوضها مصر بجيشها البطل وشرطتها الباسلة وشعبها الأبى الحاضن لهما ضد الإرهاب الأسود المدعوم من قوى إقليمية ودولية وسننتصر عليه بإذن الله.. تطل علينا الذكرى الثالثة والثلاثون لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى وقد استعادت مصر مكانتها الإقليمية والدولية بفضل الرؤية والسياسة التى انتهجتها مصر منذ ولاية الرئيس عبد الفتاح السيسى أمورها.. ففى يوم ‏25‏ إبريل‏1982‏ تم رفع العلم المصرى على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء معلنا برفعه استكمال الانسحاب الإسرائيلى من سيناء بعد احتلال دام 15 عاماً، وأعلنت مصر هذا اليوم عيداً قومياً تحتفل به كل عام لتتذكر قصص البطولة والتضحية والفداء لأبطال قواتنا المسلحة الذين بهروا الدنيا كلها بشجاعتهم النادرة واستخدامهم السلاح الأقل تقدمًا من نظيره فى يد العدو الصهيونى وتحقيق الانتصار عليه

وعلينا أن نتذكر أيضا ونذكره للأجيال الجديدة كيف اتخذ الرئيس البطل محمد أنور السادات قرار العبور وفاجأ العالم فى وقت تصور العالم أن مصر وأمتها العربية أصبحت جثة هامدة لا حراك فيها؟ وكيف سبق القرار العظيم الأخذ بالعلم وأسبابه والتخطيط والتدريب الشاق ليعبر المقاتل المصرى القناة ويجتاح خط بارليف وهو يحمل على ظهره معدات وزنها مائة كيلوجرام ويواجه الجيش الإسرائيلى ويقهره.

علينا أيضًا أن نتذكر كيف استطاعت القيادة المصرية مواجهة مراوغات إسرائيل فى الاحتفاظ بطابا والتى جعلت منها مشكلة فى آخر أيام انسحابها من سيناء حتى لا تكتمل فرحة المصرaيين بتحرير التراب الوطنى كاملاً، وتعود طابا إلى حضن الوطن الغالى بعد معركة قانونية ودبلوماسية برزت فيها قامات مصرية علمية وقانونية ودبلوماسية عملت معًا كفريق واحد لتحكم المحكمة الدولية بمصرية طابا ويكتمل التحرير برفع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك علم مصر على طابا فى 19 مارس عام 1989. وعلينا أن نعد العدة لما بعد الانتصار على الإرهاب الأسود وتطهير سيناء منه وتنميتها وتعميرها بما يتناسب مع مكانتها المتميزة فى قلب كل مصرى.. تلك المكانة التى صاغتها الجغرافيا.. وسجلها التاريخ.. وسطرتها سواعد ودماء المصريين على مر العصور.. فسيناء هى بوابة مصر الشرقية.. هى الموقع الاستراتيجى المهم.. وهى المفتاح لموقع مصر العبقرى فى قلب العالم بقارته وحضارته، هى محور الاتصال بين آسيا وأفريقيا.. بين مصر والشام.. بين المشرق العربى والمغرب العربى. فسيناء بمقوماتها الطبيعية ومواردها الزراعية والصناعية والتعدينية والسياحية هى القادرة على خروج الوطن من أزمته الاقتصادية وبناء نهضته الكبرى.. فسيناء هى البيئة الثرية بكل مقومات الجمال والطبيعة والحياة برمالها الذهبية.. وجبالها الشامخة.. وشواطئها الساحرة.. ووديانها الخضراء.. وكنوز الجمال والثروة تحت بحارها، وفى باطن أرضها من كائنات.. ومياه.. ونفط ومعادن.

وعلينا أن نفتح صفحة جديدة فى سجلها الخالد نكتبها تعميرًا وتنمية بعد تطهيرها من الإرهاب الأسود الذى بات يلفظ أنفاسه الأخيرة.

رئيس حزب الجيل الديمقراطى