رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور.. محمود الضبع: الأدب لم يعد يخضع لمعايير نقدية حاسمة

جريدة الدستور

انتهت منذ قليل، فعاليات ندوة مناقشة المجموعة القصصية "صباح مناسب للقتل" للكاتب أسامة جاد، والصادرة عن دار عين للنشر والتوزيع.

شارك في الندوة، الناقد الأدبي الدكتور محمود الضبع، والناقدة اللبنانية الدكتورة لنا عبد الرحمن، والكاتب أسامة جاد، وأدارها الأستاذ أشرف عويس.

بدأت الندوة بقراءة بعض قصص المجموعة للكاتب أسامة جاد، أعقبها كلمة للكاتبة والناقدة اللبنانية الدكتورة لنا عبد الرحمن، والتي تحدثت عن غلاف الديوان، وارتباطه بالعنوان ومعناه، ومفهوم الذاكرة والتي تعتبر الملمح المؤثر في مجموعة "صباح مناسب للقتل"، ابتداء من الإهداء الذي يقدمه لأمه ثم اختيار "القتل" كذاكرة أولى.

وتحدثت عن الفرق بين نوعين من الزمان؛ الزمان الواقعي، والزمان الإنساني، فالأول هو الزمن الحقيقي، أما الثاني فهو شعور الإنسان بالزمن، وهذا يظهر في بعض العناوين بزمن محدد مثل "يوم، ليلة، أمس، ....".

وأشارت إلى تعدد الأبطال في هذه المجموعة "الحاج محمود وابنه، مينا وأبوه" من خلال طرح علاقة المودة التي تربط بين أسرتين إحداهما مسلمة والأخرى مسيحية، وما يربطهما من عمق وألفة وثقة، مع اختلاف سياق القصص بين الواقعية والفانتازيا؛ ولكن تبدو بعض القصص غير مكتملة يشوبها الغموض.

ومن جانبه، قال الناقد الأدبي الدكتور محمود الضبع، أستاذ الأدب والنقد بجامعة قناة السويس، في كلمته: أن بداية استعارة بعض الكتابات الإبداعية من الفنون الأخرى كـ"المسرح، السينما، التصوير"؛ جعلتنا نشاهد العالم كمجموعة من المشاهد السينمائية المتجاورة بلقطات مختلفة ومتنوعة.

وأضاف أن تطورًا آخر حدث بفعل تطورات ما بعد الحداثة، فلم يعد الإنسان هو محورية الكون فتراجع للوراء، وأصبح شيئا من الموجودات، وذلك بالطبع ما أثر على الكاتب وعلاقته بتقنيات السرد؛ فأصبح وعيه متساويًا مع شخصيات العمل، وأصبحنا نتعامل كمن يتلمس طريقه برحلته المبهمة في محاولة للوصول للحقيقية.

وتابع: "أصبحنا نرى أن الحقيقة شئ من اثنين؛ إما شيئًا توارثناه من الماضي وأصبح غير متناسب مع الحاضر، أو أن الحقيقية شيء لا وجود له من الأساس؛ فالأدب لم يعد يخضع لمعايير نقدية حاسمة تخلص العمل من نقائه، وأصبحنا لا نستطيع تحديد مفهوم "المسار"، وانتفى مفهومه، فالنص يأخذ مفهوم الرواية الجديدة المعتمدة على تفكيك الوعي؛ فأصبح الكاتب يسير في طريق المغامرة الأدبية كالباحث، ومن هنا أصبح الكاتب يبني "الشخصية" دون أن يعرف خط سيرها من البداية، وإلى أين ستذهب؟!.

وقال: "إن الكتابة ليست على طريقة عمنا "نجيب محفوظ"؛ فالشخصية متغيرة في العمل الأدبي وتغير وعيها وأيدلوجيتها مع الأحداث؛ فـ"نقاء النص" انتفى، ومعه "الموضوع" منذ البداية" مشيرًا إلى أن العمل يُقرأ على أنه قصة، ولكنه "نص أدبي" منفتح الدلالات على مختلف السياقات بقراءات مختلفة من القارئ، في اطار تأويلات متنوعه منه، والنص اصبح اكثر انفتاحا بدلالاته المختلفة.

واختتمت الندوة بمداخلات بين الجمهور والنقاد في حالة تفاعل واستحسان بين الطرفين.