رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كم من أفاعٍ حولنا؟


يحكى أن «أفعى» قد دخلت ورشة «نجار» فى الليل بعد أن غادرها تبحث عن طعام، وبينما كانت «الأفعى» تتجول هنا وهناك فى الورشة، مر جسمها من فوق المنشار مما أدى إلى جرحها جرحاً بسيطاً، ارتبكت «الأفعى»، وعلى الفور حاولت لدغ المنشار، فسال الدم من فمها، لم تستوعب «الأفعى» ما يحدث، واعتقدت أن المنشار يهاجمها، فأخذت تلتف حوله حتى أنها أدركت أنها ميتة لا محالة. فقررت أن تقوم برد فعل أخير قوى ورادع !!!!. فالتفتت بكامل جسمها حول المنشار محاولة عصره وخنقه، فماتت «الأفعى». فى الصباح، وجد «النجار» المنشار على الأرض وبجانبه الأفعى ميتة بسبب طيشها وحماقتها وغضبها!!!

فقد قتلت «الأفعى» نفسها بنفسها.. لأنها لم تدرك أننا فى لحظات الغضب، الطيش، الغباء التى نحاول فيها أن نجرح غيرنا، لا ندرك إلا بعد فوات الأوان أننا لم نجرح أو نقتل إلا أنفسنا. وأنا أقرأ هذه القصة، راودتنى وجوه كثيرة تحيط بنا، وملامح شخصيات كثيرة حولنا، وبلدان وعواصم عربية كثيرة تتصرف مثل هذه الأفعى!!! شخصيات حمقاء، دول كثيرة حمقاء تخسر وتقتل نفسها بنفسها بسبب فقدان الاتزان، غياب مصلحة الوطن واستقراره حتى ولوعلى حساب الاستمرار فى السلطة!!! يا ترى.... كم أفعى حمقاء تحيط بنا؟.. وكم دولة تتعامل مع الأحداث مثل تلك الأفعى؟!!!. فهى لا ترى الحقيقة الواضحة ولا ترى أن نهايتها هى التى صنعتها بنفسها، وأن أمنها القومى مهدد، ووطنها مهدد أيضًا بالانقسام بسبب حماقتها السياسية وطيشها!!!. فقد قامت تلك الدول بتمويل الإرهاب لسنوات... بدعم ونشر الأفكار التكفيرية على حساب وسطية الإسلام.... بتمويل وتسليح الجماعات الإرهابية المختلفة فى دول عربية شقيقة لإسقاط نظام دولة عربية أخرى!!!! دون أن تدرك أن سقوط هذه الدول سيؤدى إلى سقوطها وتقسيمها!!! ألا تفكرك بسلوك «الأفعى»!!!. كم دولة تحيط بنا...لم تدرك أنها لم تلدغ عدوها الحقيقى بل حاربت السراب والوهم، ولفت الحبل حول رقبتها بسبب الحماقة أو الطيش أو الغباء السياسى أو الغطرسة الحمقاء أو الغرور المخادع!! فكم من أفاع حمقاء تحيط بنا جعلت العدو بديلاً للصديق!!!. كم من وجوه وشخصيات ورموز جرحت نفسها وشوهت صورتها، اسمها وتاريخها بنفسها!!! فذكاؤها لم يسعفها لترى أنها بسبب غبائها وغرورها وجشعها للمناصب والأموال طعنت نفسها وتاريخها، دون أن تترك لنفسها فرصة للتراجع أو لاستعادة حياتها واحترامها لنفسها أو احترام الآخرين لها.. انظروا لأيمن نور، البرادعى، أردوغان، تميم، عبدالمنعم أبو الفتوح، الشاويش على صالح، القرضاوى، وغيرهم... هل اكتشفتم من هم الأفاعى حولنا وكم عددهم؟ الآن... إن الأفاعى تؤدى دوراً كبيراً فى اليمن، دوراً لعبته طويلاً فى الصراع الفارسى العربى... تذكروا معى موقعة «ذى قار» التى انتصر فيها العرب على الفرس وذكرت أحداثها فى«كتاب الأغانى» للأصفهانى... لكن... هل التاريخ سيعيد نفسه وسينتصر العرب مرة أخرى؟.. كيف ولماذا انتصرالعرب على الفرس قديماً فى «ذى قار»؟.. موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله