رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المؤتمر الاقتصادى والاستثمار الذى نريده


يأتى المؤتمر الاقتصادى كإعلان واضح من مصر لانطلاقها نحو المستقبل، وإصرار منها على استرداد اقتصادها الوطنى لعافيته وأن تستعيد مكانتها الإقليمية والدولية.. ولاشك أن النجاح المتوقع للمؤتمر وحجم المشاركة الكبيرة من الشركات العالمية والدول التى أعلن عنها حضرت رسمياً ووصل عددها إلى 90 دولة بتمثيل عال جداً منهم أكثر من 20 على مستوى الرؤساء والملوك والأمراء وأكثر من 300 منظمة دولية وإقليمية وفوق الـ 2500 شخصية عالمية من رجال المال والأعمال دليل على ثقة العالم فى مصر الجديدة وقبل ذلك ثقتنا كأمة فى أنفسنا، دون شك نحتاج جميعاً إلى التعمق فى رؤيتنا تجاه نواتج المؤتمر الاقتصادى، وأن نحدد معاً كمجتمع ودولة طبيعة الاستثمار الذى نحتاجه ونبنى به اقتصاداً حقيقياً يستطيع أن يستوعب احتياجات الوطن وينقل مصر من الاستيراد إلى التصدير، ومن النمو إلى التنمية، لذلك كان علينا أن نوضح ما هو الاستثمار الحقيقى الذى نحتاجه ويحمى وطننا ويؤمن مساحات حقيقية لكل المصريين فى المشاركة فى اقتصادهم الوطنى، إن الاستثمار الحقيقى هو من يعطى قيمة مضافة للسوق المحلى وليس الاستثمار الذى يأتى ليشترى شركة قطاع عام أو خاص، وهو الذى يفتح الباب أمام فرص عمل حقيقية تضمن للشباب حياة كريمة منه. إن الاستثمار الحقيقى هو الذى يقوم بضخ رأسمال إلى السوق المحلى وليس الاقتراض من البنوك المحلية فقط وهذا النوع من الاستثمار هو الذى يرسخ لوجود مصر فى اقتصاديات الإقليم والعالم.. وليس استثماراً استهلاكياً يزاحم صناعات محلية ويستهدف القضاء عليها. فشعبنا يتطلع إلى المساهمة الجادة فى حضارة العالم، ويسعى إلى البناء والتنمية وخلق مستقبل أفضل للأجيال القادمة، ويرحب بالاستثمار الجاد الذى يبنى معنا فى كل شبر من بلدنا.وعندما يسفر مؤتمر شرم الشيخ عن هذا النوع من الاستثمار نستطيع أن نقول بكل ثقة وداعاً لكل مشاكلنا وأن المستقبل لنا بإذن الله، والحق إن مصر تتحرك على الطريق الصحيح فى هذا الاتجاه والإرهاب الأسود سيندحر هو ومن يقف وراءه.. فمصر أثبتت بشعبها ودولتها وقيادتها أننا أمة أكبر من أن تنكسر أمام الغدر والخيانة والقتل.. فمصرنا تعيش أعلى فترات صمودها التاريخى، ضد إرهاب تحركه قوى خارجية تستهدف إيقاف مسيرة شعبنا ووطننا التى بدأت فى الخامس والعشرين من يناير واستكملت طريقها بثورة الثلاثين من يونيو التى كانت تصحيحاً للمسار وإنقاذاً لشعبنا من الوقوع فى براثن الإرهاب الذى أراد موت الأمة. إننا نقول للعالم إن مصر، آمنة ومستقرة وقادرة على صناعة الحضارة من جديد، بعيداً عن قوى الجهل والتطرف والقتل والتخريب، وأن شعبنا ضرب مثلاً واضحاً على الإرادة والتفانى فى مواجهة الإرهاب.

رئيس حزب الجيل الديمقراطى