رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تدير ظهرها للدولار ولطائرات الـ F16

جريدة الدستور

في ظل فتور العلاقات بين مصر والولايات المتحدة على عدة مستويات، تتحرك مصر في طريق مواز لتحسين علاقاتها بالدول أخرى، ولعل أبرزها هي روسيا، حيث شهدت زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، توقيع اتفاقيات اقتصادية عديدة، وقررا اعتماد العملة المحلية في التبادل التجاري بينهم، كما أن القاهرة، بدأت من ناحية أخرى، في تنويع مصادر أسلحتها، بعدما اقتربت من إنهاء صفقة شراء 24 مقاتلة من طراز "رافال" وفرقاطة متعددة المهام من طراز "فريم" في صفقة تقدر قيمتها بما بين خمسة وستة مليارات يورو، وهو ما يعني الاستغناء تدريجيا من الاعتماد على طائرات الـ"F16".
الخبراء، أكدوا أن مثل هذه التحركات التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي، هي رسالة للولايات المتحدة الأمريكية، أن مصر قادرة وتستطيع التحرك ويمكنها استبدال الدولار الأمريكي ودعمها العسكري بحلفاء وأصدقاء آخرين لها.
وقال الدكتور حامد مرسي، الخبير الاقتصادي، ورئيس قسم الاقتصاد بجامعة قناة السويس، إن التبادل التجاري بين مصر وروسيا بالعملة المحلية خطوة ممتازة ورسالة قوية للولايات المتحدة، وستثير هذه الخطوة استفزازها، ويقلل من الطلب على الدولار الأمريكي.
وأضاف لو وقع على هذه الاتفاقية أي من الصين أو الهند، فستكون هذه بمثابة الضربة القاسمة لأمريكا، وسيعيد للشرق مكانته في مواجهة الحضارة الغربية الصورية، وكذلك يعود بالنفع على كل من القاهرة وموسكو، خاصة أن روسيا متطورة في مجال التكنولوجيا بدرجة لا تقل عن التكنولوجيا الأمريكية.
وأوضح أن "تعامل مصر مع أمريكا منذ اتفاقية السلام، لم يحدث أي تطور في الاقتصاد المصري، ولم يشهد الاقتصاد المصري سوى الخراب واختفاء الطبقة المتوسطة، فهي دولة مصاصة (تأخذ ولا تعطى)".
وقال اللواء محمود قطري، الخبير الأمني، إن الهجوم خير وسيلة للدفاع، ففي ظل فتور العلاقات المصرية الأمريكية وإيقافها عن إرسال بعض أنواع الأسلحة، يأتي الحديث عن استقبال مقاتلات فرنسية كخطوة استباقية من مصر لتؤكد على تصرف الرئيس كرجل دولة ووطني، وتحركاته كلها تأتى في إطار استعادة الدولة المصرية.
وأضاف "هذه الخطوة إذا تمت فهو تصرف جيد جدا، فتنوع الأسلحة مطلوب، حتى لا تبقى كل أسلحتنا في يد أمريكا وخاصة بعد موقفها من ثورة 30 يونيو ودعمها لجماعة الإخوان، وستجعلها تعيد التفكير في خطواتها تجاه مصر وإعادة إرسال كافة الأسلحة إلينا مرة أخرى.
فيما قال السفير عادل الصفي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن التبادل التجاري بين مصر وروسيا بالعملة المحلية، وكذلك الأنباء على أن القاهرة على وشك الاتفاق مع باريس مع القاهرة على آلية لتمويل شراء مصر 24 مقاتلة، بالتأكيد سيكون هناك نوع من التأثير على العلاقات المصرية الأمريكية في المجالين الاقتصادي والعسكري ويبعث برسالة إليها، مضيفا أن الولايات المتحدة هي من تتحمل نتيجة ذلك في ظل مواقفها الأخيرة مع مصر منذ عزل مرسى، وفيها تأكيد على أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي، سيكون لهذا التحرك المصري مردوده الإيجابي عليها.