رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد مرور 8 سنوات على وفاته.. "ألا ليت صدام يعود يومًا"

صدام حسين
صدام حسين

منذ أن غزت أمريكا العراق بحجة أن نظاما يمتلك أسلحة نووية وكيماوية وقامت بإعدام صدام حسين، الرئيس العراقي الأسبق، تفتت العراق وسادت فيه الفوضى والقتل والدمار المستمر حتى يومنا هذا.

ولم يتمكن أحد من لم شمل العراق، بعد أن كان صدام حسين يحكم قبضته عليه، لتكون رسالته الأخيرة منذ 8 سنوات قبل إعدامه في عام 2006: "أنا ستعدمني أمريكا.. أما أنتم ستعدمكم شعوبكم.. ما يهمني هو أن تبقى الأمة رافعة رأسها لا تنحني أمام الصهاينة، ولكي تقود يجب أن يؤمن الناس الذين تقودهم أنك عادل حتى ولو كنت قاسيًا حينما يتطلب الأمر القسوة" هكذا حافظ على العراق لتتفتت عن آخرها.

وقال جمال أسعد، المفكر السياسي، إن القضية تحسم من خلال ما يسمى بالديمقراطية، وهل هي غاية أم وسيلة، فلابد أن نتعامل معها ليس كبضاعة يمكن استيرادها أو موضة يمكن أن نقلدها، ولكنها ترتبط بظروف معينة وتقبل المجتمع الذي تطبق فيه، مشيرًا إلى أن صدام كان يوجه له النقد أنه كان ديكتاتوريا، ويمكن أن يكون ذلك في الإطار الشكلي.

وأضاف أن السياسة لا تعتمد بشكل عام على الشكل فقط، ولكن بالمردود السياسي على المواطن نفسه في الدولة، وإذا كان صدام من حيث الشكل ديكتاتورا لكنه من حيث المضمون كان يعمل لصالح مواطنيه ويطبق العدالة الاجتماعية، وكان الجانب الأساسي الذي جعل صدام يحكم العراق من خلال جماهيرية حقيقية، بالرغم من ديكتاتوريته.

وتابع، صدام كانت له مواقف وطنية في مواجهة أمريكا، واستفزهم حتى أوقعوا به حين أغروه ليحتل الكويت وكانت السقطة الكبرى لصدام، لذا وصل الاستعمار الأمريكي وضحى به في عيد الأضحى، ورغم ديكتاتوريته إلا أنه سيظل رمزا لمواقف القيادة من الشعوب في مواجهة الاستعمار والاستغلال الخارجي.

وأوضح أن صدام كان يعلم ارتباط شعبه به، لذا لم يعدمه الشعب لكن أعدمته أمريكا، وتنبأ أن الحكام المتواطئين مع أمريكا هم الذين ستسقطهم شعوبهم، وهو ما حدث في ثورات الربيع العربي، من سقوط بن على تونس لتواطؤه مع الاستعمار، ومبارك وتواطؤه مع أمريكا.

وأشار إلى أن العراق رغم التحفظات على الشكل الديمقراطي، يحتاج أن تكون هناك قيادات مثل صدام وقدرتها على إدارة دولها وحسم مواقف في مواجهة الاستعمار بكل أنواعه.

وأكد يسرى العزباوى، الباحث السياسي، أن العراق في حاجة إلى حاكم قوى تجتمع حوله الشعب العراقي، ومخلص لشعبه، وله كاريزما تمكنه من الحفاظ على الوحدة العراقية، بجانب عدم وقوفه في وجه الحريات وتحقيق الديمقراطية.

وأوضح أن تفتت الرعاق بعد إعدام صدام حسين يرجع إلى النعرات الطائفية وظهور الانتماءات المذهبية وساعد على ذلك الأمريكان، وبعض الدول الإقليمية مثل إيران، مشيرا إلى أن الجميع بما فيهم مصر دفع ثمن فاتورة الحروب التي خاضها صدام، لذا فالعراق بحاجة لنخبة سياسية تهتم بالشأن العراقي والوحدة العراقية ومواجهة الفساد الطائفي والفساد الإداري الموجود في العراق الآن.

وأشار السفير حسين هريدى، وزير الخارجية الأسبق، إلى أن العراق الآن يترحم على صدام حسين وعرف قدره حق المعرفة، وليته لم يعش ليرى العراق الذي أحبه، يصل إلى هذه الصورة، لافتا إلى أن العراق منذ الغزو الأمريكي في 2003 حتى الآن حل عليه الخراب والدمار.

ورأى أن العراق الذي عرفناه لن يعود كما كان من قبل، وهذا هدف الغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، فالعراق الموحد لن يعود مرة أخرى، فقد تم تفتيته لصالح إسرائيل والغرب وأصبح اليوم مرتعًا لكافة الأطماع الإقليمية والدولية.