رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التفجيرات والعلاج الناقص


مقال قديم نشرته فى «الدستور» فى أواخر شهر يناير الماضى، ولكنه ينطبق على ما حدث فى سيناء أخيرًا، وما يحدث مستجدًا فى العراق، ولعل الإجراءات الأخيرة بقيادة السيسى تقضى على النقص القائم.. أكتب هذا المقال صباح يوم الجمعة 24 من يناير 2014، بعد أن حزنت حزنًا شديدًا، على عدد ونوعية التفجيرات التى حدثت اليوم فى مديرية أمن القاهرة.
والتى حدثت فى الأيام الأخيرة، ومنها تفجير مديرية الأمن فى المنصورة، ثم العثور على قنابل ومتفجرات بدائية الصنع، وقتل كمائن الشرطة وآخرها - وأرجو أن يكون آخرها - فعلاً قتل أمناء شرطة كمين بنى سويف.

قرأت على النت إعلان جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية بعد الحادث الفظيع اليوم يقولون فيه: «تم بحمد الله استهداف مديرية أمن القاهرة، إحدى أوكار العمالة والإجرام، اللهم تقبل أخونا فى عليين، وليعلم جيش وشرطة الردة أننا ماضون بدك معاقلكم»، لن أناقش ركاكة اللغة والأخطاء اللغوية مما يدل على الثقافة المتواضعة الدينية والعربية واللغوية، فضلاً عن عدم الأهلية للفتوى، أما من الناحية الفكرية والعقدية فالانحراف واضح جدًا.

جماعة تحمد الله على قيامهم بالتدمير والقتل وينظرون إلى الأمن ومديريات الأمن على أنها أوكار للعمالة والإجرام، ويهددون بدك معاقل الأمن، وينظرون إلى الجيش والشرطة بأنهم «مرتدون».هؤلاء بلا شك يريدون سحب الوطن إلى حالة من حالات الدمار والتخلف الذى شاهدناه فى أفغانستان والعراق وسوريا والصومال، وكأن الدولة الإسلامية لابد أن تكون دولة متخلفة رغم ما فى هذا من إساءة للإسلام والدين عمومًا، هؤلاء لا يهمهم وطن ولا دولة ولا نظام ولا قانون، هؤلاء سمعوا من عاصم عبد الماجد الإرهابى فى رابعة «قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار» هذا الإرهابى الذى تستضيفه اليوم «قطر» وسيعانون منه ومن أمثاله فى المستقبل، وستكتوى قطر بنار العنف والإرهاب من هؤلاء الإرهابيين المجرمين قريبًا.المعركة واضحة - وفى ظنى المتواضع - أن هذا الإرهاب يحتاج إلى مواجهة بشكل أدق مما نراه فى مصر اليوم، حتى يكون لدينا برنامج واضح وخطة استراتيجية فاعلة ومتكاملة لمواجهة هذا الإرهاب، تشمل من بين ما تشمله المتابعات الأمنية لهؤلاء المجرمين وإلقاء القبض عليهم، وسرعة محاكمة القتلة منهم وفق القصاص «والقاتل يقتل»، وهذا الإجراء واجب وحق على الجميع المشاركة فيه وإنجاحه.هذا البرنامج والتخطيط المتوقع يحتاج إلى الاستماع إلى رأى المفكرين والباحثين من خلال حوار موسع مستمر حتى ينتهى الإرهاب، وذلك لدعم خطة المواجهة، وتطويرها بصفة دائمة مع تطوير أفكار وأدوات المجرمين الإرهابيين، أيضًا يجب أن يكون القضاء عادلاً وناجزًا، فالعدل يضمن إرضاء الله تعالى، ولا يختلف عليه أحد، ويضمن احترام الجميع ورضاءهم، حتى لو كان ذا وهم أو بعضهم من الإرهابيين، وينبغى فى ظنى السعى الجاد لتجفيف المنابع، وربما نجد بعض المتعاطفين مع المجرمين والإرهابيين ممن لا يصل إليهم شك، وهم موضع ثقة.ومن الضرورى أن يضطلع الأزهر بوسطيته، وكذلك الإعلام بموضوعيته، بدور فاعل فى هذا الأمر وهذا التخطيط المدمر الخطير.

إما وطن مستقر أو إرهاب، العلاج حتى الآن، غير ناجح تمامًا، بل وتظهر معه أحيانًا علامة تفوق فى الدمار، على الوطن أن يتفوق على الإرهاب جميعًا ولا يترك له أى مجال، لا ينبغى أن ينتظر الوطن أو قطاعات منه، تظل تتفرج على ما يحدث، بل على الجميع أداء دور واضح ومحدد فى خطة محاربة الإرهاب، ورحم الله تعالى الشهداء، ونسأله أن يمن على المصابين بالشفاء، وأن يحفظ مصرنا الحبيبة بعيدًا عن هذا الإجرام والإرهاب.

والله الموفق