رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسرائيل تواصل الأكاذيب بحثنا عن شماعة لتعليق فشل نتنياهو وحكومته

إسرائيل
إسرائيل

تتصاعد الادعاءات الإسرائيلية ضد مصر التي تتبنى  القضية الفلسطينية منذ النكبة، بشكل يوضح المأزق السياسي الخطير الذي تعيشه حكومة “نتنياهو”، خصوصا مع تحركات محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية وإدانتها لإسرائيل وقادتها بسبب جرائم الحرب المرتكبة في غزة، والمستمرة منذ السابع من أكتوبر.

وفي سبيل بحثها عن شماعة لتعليق أخطاء الحكومة وفشلها في غزة، تتهم تل أبيب القاهرة بعرقلة مفاوضات تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار، وتعمد غلق معبر رفح الحدودي، بشكل يعيق إدخال المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.

أكاذيب إسرائيلية

وقال السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن إسرائيل في موقف صعب جدا هذه الأيام، بسبب الفشل في تحقيق الأهداف التي سعت إليها، وأعلنتها خلال اجتياح قطاع غزة.

وأشار حليمة لـ"الدستور"، إلى أن نوايا تل أبيب في تصفية القضية الفلسطينية القائمة على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية والعقاب الجماعي، وهدم المؤسسات والمباني، وقتل آلاف الأبرياء من النساء والأطفال، وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، قد كشفت.

وحذر "حليمة" من أن المرفأ الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة على شواطئ غزة لإدخال المساعدات، قد يكون بداية لمخطط إسرائيلي آخر، ليصبح ممرا لتنفيذ خطة التهجير القسري أو الطوعي نحو الدول الأوروبية.

وأوضح أن موقف إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، والتحرك الإيجابي والنشط الذي يستحق الاحترام لجنوب إفريقيا، والذي انضمت إليه مصر ودول أخرى، والقرار المرتقب عن المحكمة بوقف إطلاق النار، فضلا عن الفشل الإسرائيلي في الداخل، أزمت موقف حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة.

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تحرك محكمة الجنائية الدولية رغم ما يتعرض له مدعيها العام من ضغوط، بتقديم لائحة اتهام لاستصدار قرار بحق قيادات إسرائيلية على رأسها نتنياهو، يزيد الضغط على تل أبيب، لافتا إلى أن المحكمة ربما تصدر مذكرات اعتقال لأطراف إسرائيلية أخرى من القادة المتطرفين.

وأكد حليمة أن الجهود المصرية منذ البداية تتمحور حول وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، وفتح المعابر، ومعارضة الإبادة، وكلها أمور وضعت إسرائيل في موقف حرج، ومأزق خطير، ولم يكن أمامها سوى تشويه محكمة العدل الدولية، والجنائية الدولية، وازدراء مؤسسات الأمم المتحدة.

ونوه بأن الاتهامات الإسرائيلية لمصر، محاولة بائسة للخروج من المأزق الذي تواجهه حكومة نتنياهو، عبر إلقاء الافتراءات، في وقت تمارس الولايات المتحدة عملية تدليس سياسي وخداع للعالم، للتغطية على جرائم إسرائيل.

يقظة مصرية

من ناحيته، قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، إن الادعاءات الإسرائيلية بحق مصر زائفة، فالموقف المصري ثابت لا يحمل إلا وجها واحدا منذ البداية، لم نغلق المعبر أبدا، ووصل نصيب مصر من المساعدات التي دخلت إلى قطاع غزة منذ بدء العدوان لأكثر من 65 في المئة من إجمالي المساعدات.

وأضاف بكري لـ"الدستور"، أن مصر لن تقبل بحال من الأحوال إدخال المساعدات من معبر رفح بعد أن سيطرت عليه إسرائيل وأغلقته من الجهة الأخرى، فضلا عن احتلالها مساحة شاسعة من محور فلادلفيا.

وتابع بقوله: هناك أكثر من 500 شاحنة أمام معبر كرم أبو سالم الذي تتحكم فيه إسرائيل، والتي ترفض إدخال المساعدات لسكان قطاع غزة، بل وتسعى للتصعيد مع مصر عبر خرق اتفاقية السلام لعام 1979، التي ينص الملحق الأمني لها الموقع في 2005 بمنع إسرائيل من العودة واحتلال محور فلادلفيا.

وأشار إلى أن الإجراءات التي تتخذها إسرائيل اليوم، تدفع الفلسطينيين إلى مغادرة أراضيهم، واختراق الحدود المصرية، بل ووصل التبجح إلى مطالبة أصوات إسرائيلية الجانب المصري بفتح الحدود، في وقت يتطلب تضافر الجهود لوقف العدوان والحيلولة دون تصفية القضية الفلسطينية.

وواصل قائلا: على إسرائيل أن تراجع موقفها، وتوقف العدوان الذي تمارسه ضد الشعب الفلسطيني، وتلتزم بقرارات الشرعية الدولية، وآخرها قرار محكمة العدل الدولية لوقف احتلال رفح وإدخال المساعدات الإنسانية.

ونوه بكري بأن إسرائيل معتادة على تجاهل القرارات الدولية، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل كما فعل ذلك في أوقات سابقة ضد العراق أو ضد روسيا، مع الفارق في الأسباب، وأن يستخدم القوة لإجبار إسرائيل على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وعدم الرضوخ لازدواجية المعايير التي يتعامل بها العالم مع دولة الاحتلال.

فشل ذريع

وقال محمد الليثي الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، إنه من خلال متابعته لوسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن المعلومات المنتشرة حول الأنفاق الحدودية وتهريب الأسلحة في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، من الواضح جدًا أنها "أكاذيب" لأنها كانت بمثابة "سكريبت" تم توزيعه على مختلف الصحف ولعبة سياسية تهدف للتأثير على المجتمع الدولي الذي شهد جزء كبير منه تحولا كبيرا في الموقف.

وأوضح الليثي أن هناك عددا من الدول التي شهدت تحولًا كاملًا من دعم إسرائيل إلى إدانة ما تمارسه من إبادة في قطاع غزة.

وبشأن تشويه إسرائيل لصورة مصر رغم جهودها في الوساطة بين تل أبيب وحماس، أكد أن إسرائيل في الأساس لا تريد وساطة ولا تريد تهدئة في قطاع غزة، وتسعى بكل الطرق المضي قدمًا في الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، رابطًا ذلك المبدأ بوصول اليمين المتطرف إلى الحكومة. 

واستطرد: "إذا نظرنا لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، نجد اتجاهات تصريحاتهم دائمًا في هذا الاتجاه، وهما نموذج من توجهات اليمين، والحكومة الموجودة الآن هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل".

وأكد الليثي أن السبب وراء اتخاذ إسرائيل ذلك الاتجاه هو فشلها الذريع في قطاع غزة حتى الآن، مشيرًا إلى أن العديد من الكتاب والمحللين الإسرائيليين انتقدوا استراتيجية الحرب في قطاع غزة التي لم تتسبب حتى الآن بالإفراج عن الرهائن، وينتشر هذا الرأي أيضًا في الأوساط الإسرائيلية بشكل واسع، ولذلك، فإنها استخدمت تلك الأكاذيب بمثابة "شماعة في الداخل الإسرائيلي" وأداة لمحاولة جذب تعاطف دولي.