رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللواء محمد الغبارى: الاحتلال الإسرائيلى يمارس الحرب النفسية ويُحضِّر لإخلاء رفح بإغلاق المعبر حتى يدخل المدينة دون قتال

اللواء الدكتور محمد
اللواء الدكتور محمد الغبارى

قال اللواء الدكتور محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق بأكاديمية ناصر العسكرية، إن استمرار وإطالة أمد الحرب فى قطاع غزة هو أفضل غطاء لما تفعله إسرائيل فى الضفة الغربية، التى تشهد ضِعف التدمير الذى شهدته غزة، رغم عدم تسليط الضوء عليه إعلاميًا، مشيرًا إلى أن عملية «طوفان الأقصى» فى ٧ أكتوبر الماضى كانت عملًا بطوليًا من الناحية العسكرية، واستلهمت التجربة المصرية فى حرب ١٩٧٣، لكن «حماس» لم تفكر وقتها فى سكان غزة ولا المدنيين، كما أنها تخدم العدو باستمرارها فى تعميق الانقسام الفلسطينى.

وأوضح «الغبارى»، خلال حديثه لبرنامج «الشاهد»، الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد الباز على فضائية «إكسترا نيوز»، أن استيعاب الرئيس عبدالفتاح السيسى العلوم الاستراتيجية، التى درسها فى مصر والولايات المتحدة، هو من حسن حظ مصر، التى تتسم مواقفها بالحرص على التهدئة مع الطرف الإسرائيلى، لضمان إدخال المساعدات إلى القطاع وإنقاذ حياة الفلسطينيين، منوهًا بأن مظاهرات الجامعات فى الولايات المتحدة تخيف «الصهيونية العالمية»، لأنها تهدد بتراجع الدعم الأمريكى لإسرائيل مستقبلًا.

 

■ ماذا تعنى كلمة الحرب بالنسبة لك؟

- الحرب هى أداة من أدوات السياسة لتنفيذ الأهداف، وعندما تفشل السياسة يتم اللجوء إليها، والحرب عبارة عن صراع بين قوتين أو جانبين لتحقيق الهدف، والهدف دائمًا يتحقق بفرض الإرادة، أى أننى عندما أفرض إرادتى فهذا يعنى أننى كسبت الحرب، ورغم أن الفائز قد يتعرض لخسائر كثيرة لكنه فى النهاية فرض إرادته، مثل حرب ٥٦، فهم دمروا عندنا الكثير، خصوصًا مدينة بورسعيد، إلا أننا فرضنا إرادتنا عليهم ولم يدخلوا قناة السويس أو يسقطوا ثورة ١٩٥٢.

وهنا، أنا فرضت إرادتى عليهم، فهم جاءوا كى يستعيدوا القناة ويُسقطوا الثورة، ويعيدوا القاعدة البريطانية، لكن العدو لم يحقق أيًا من أهدافه، وانتصرنا عليه، وكذلك الأمر فى حرب ١٩٧٣، فقد فرضت مصر إرادتها على إسرائيل، واستعدنا ١٥ كيلومترًا فقط بالحرب، والباقى عن طريق السلام.

■ ماذا عن الحرب إنسانيًا؟

- الحرب فى البداية لم تكن بها إنسانية، وما زالت، بدليل أنه يتم إصدار قوانين للحفاظ على بعض حقوق الناس، مثل القانون الدولى الإنسانى لحماية حقوق الأسرى والمدنيين، فالحرب فعل غير إنسانى.

وفى الحروب القديمة، أى حروب الجيل الأول، كانوا لا يحققون الانتصار إلا بقتل العدو، وبعد المعركة تجد العديد من الجثث على الأرض، وعندما اخترعوا البارود أصبح الضرب من مسافات بعيدة لتقليل الخسائر.

■ ما يحدث فى غزة يرجع أصله إلى الأفكار الصهيونية الأساسية.. فما ملامح ذلك؟

- استمرار وإطالة أمد الحرب فى غزة أفضل غطاء لإسرائيل لما يحدث فى الضفة الغربية، فعقيدة الجانب الإسرائيلى فى الحرب بها قسوة منذ النشأة نفسها، لذا لا ينظر إلى النواحى الإنسانية على الإطلاق، لكن إلى الهدف الذى أمامه فقط.

والقسوة موجودة فى عقيدة اليهود، حتى فى البدايات، فقد كانوا يحرقون أهالى القرى ولا يعرفون شيئًا عن حقوق الإنسان، وعندما دخل يوشع بن نون أرض كنعان استولى على الضفة الغربية والقدس، وأصبحت اسمها دولة يهوذا والسامرة، ولم يكن لهم أرض على الساحل، وكانت هناك مدينة اسمها جازر، مكان حيفا حاليًا، وسيدنا سليمان لم يسيطر عليها رغم عظمة الدولة فى ذلك الوقت، بل تزوج بنت شيشنق المصرى لكى يحافظ له عليها، وهذا إثبات من كتبهم على أنهم لم يكن لديهم أى شىء فى الساحل الفلسطينى بأكمله، فغزة لم تكن موجودة فى خريطة الملك داود، والوضع الموجود حاليًا هو عكس ذلك.

وفى العصر الحديث، كانت جمعية «أحباء صهيون» تنقل اليهود من روسيا والمناطق الشيوعية إلى غرب أوروبا، وبدأ الأوروبيون يشعرون بالضيق منهم، حتى الدكتور عبدالوهاب المسيرى فى موسوعته أطلق عليهم اسم «الفائض البشرى فى أوروبا»، والصهيونية بدأت بإرجاعهم إلى أرض كنعان عن طريق الهجرة غير الشرعية على شواطئ فلسطين.

وأول هجرة شرعية كانت سنة ١٨٨٢، وهى نفس السنة التى جاء فيها الإنجليز إلى مصر، لذا فالفكر الصهيونى يرتبط مع الدول العظمى، ويريد أن تكون مصر بعيدة، لأنها هى التى تدافع عن الشام، ولذلك كان الاحتلال الإنجليزى يحاول إلهاء مصر، مثلما حدث فى فترة الربيع العربى، فقد جاءوا بالإرهاب إلى مصر لكى يبعدوها عن سوريا، وكذلك الوضع فى ليبيا، لكى تنشغل مصر دائمًا، وهذا هو الفكر الصهيونى، لأن مصر هى الدولة التى تستطيع صد الهجوم والدفاع عن الناس.

وبعد هجرة اليهود إلى فلسطين نزلوا على الساحل، ثم كانت الهجرة الثانية، أو العلياء الثانية، فى عام ١٩٠٤، ثم العلياء الثالثة فى سنة ١٩١٩، والرابعة فى سنة ١٩٢٤، وكانوا مسالمين فى البداية ولم تكن هناك مشكلات مع السكان.

وفى عام ١٩٢٣ بدأ بن جوريون يحول المستعمرات إلى مستعمرات دفاعية، خصوصًا أن أعداد اليهود قد زاد وقتها، وبدأ اليهود فى مزاحمة العرب فى أراضيهم، وبدأ الإنجليز يبحثون عن حل وسط للشعبين، إلى أن قامت حرب ١٩٤٨، وتم إصدار قرار بإقامة دولة يهودية على الساحل.

■ ما أسباب العداء الصهيونى المستمر لمصر؟

- العقيدة الإسرائيلية تقول إن سيدنا إبراهيم عندما خرج من مصر وكان فى بئر سبع، قال له الرب إن الأرض لك ولنسلك من بعدك شرط أن تعبدونى، والأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير، أى أن العقيدة الإسرائيلية مبنية على إقامة دولة من العريش إلى الفرات، لذا رفض الرئيس الراحل حسنى مبارك المقترح الإسرائيلى لتوطين الفلسطينيين فى جزء من سيناء، من خلال تبادل الأراضى.

ومصر مؤخرًا كانت أمامها خطة مهمة للقضاء على الإرهاب فى سيناء فى سنوات ما بعد ثورة يناير، لأن الإرهاب كان فكرة ومخططًا صهيونيًا، والقضاء عليه كان هدفًا استراتيجيًا للدولة المصرية.

والحرب الأخيرة على غزة هى محاولة من الغرب واليهود لاستغلال الحدث، بعدما قامت حركة «حماس» بعملية «طوفان الأقصى»، التى أعتبرها من الجانب العسكرى عملًا بطوليًا، لأنها أخذت منهج أكتوبر ونفذته، واستلهمت فيه التجربة المصرية، واستغلت الخلاف بين «الموساد» و«أمان» والمخابرات العسكرية، ولكن بعيدًا عن العسكرية، وكمفكر استراتيجى، أقول إن «حماس» عندما قامت بهذه العملية لم تفكر فى سكان غزة، الذين يصل عددهم إلى ٢ مليون نسمة، ولم تفكر فى توفير احتياطى من الغذاء والماء والأدوات الطبية.

ونحن فى الفكر الاستراتيجى نميل لجانب الحياة، وليس للموت، وفى الاستراتيجية هناك أمور أخرى غير الحرب، والرئيس الراحل أنور السادات عندما أراد أن يدخل حرب أكتوبر درس حالة المجتمع المصرى، وعمل على توفير مخزون استراتيجى للدولة، وهذا الفكر الاستراتيجى للناضجين.

وكان من المؤكد بعد تنفيذ عملية «طوفان الاقصى» أن إسرائيل سترد، وأن هناك جولة من الصراع بين إسرائيل و«حماس» ستطول بسبب الأسرى، لأن «حماس» لم تأخذ أسرى فى السابق، واستراتيجيًا لم يكن هناك غطاء للمدنيين فى غزة، لذا ردت إسرائيل فى شكل عملية انتقام شامل، وفتحت ملفات كبيرة لتنفيذ مخططات شاملة.

■ ما الهدف من فتح إسرائيل كل الملفات بعد الانتقام الشامل من سكان غزة؟

- فى الحرب لا بد من دراسة العدو، والموانع الموجودة فى صفوفه، وكيفية فتحها والسير فيها، ورئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، عندما ضرب قطاع غزة هدم البيوت وأغلق الشوارع والطرقات فى مدينة غزة، وبدأ يستعين بالبلدوزرات لفتح ممرات، وفى البداية ظننت أنه غبى، لكننى أدركت بعد ذلك أنه يريد أن يطيل أمد الحرب، لأنه كان يعمل فى الضفة الغربية.

ولو تم إحصاء عدد القتلى والتهجير وتدمير البيوت فى الضفة الغربية، خلال الـ٧ أشهر الماضية، سنجد أنه أكثر مما حصل فى غزة مرتين، أى أن الإعلام يهتم بما يحدث فى غزة، لكنه هو يعمل فى الضفة الغربية، لأنها هدفه الأصلى، فغزة كما قلت ليست فى خريطة الملك داود، وسبق أن تركها رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون فى ٢٠٠٥، فهو لا يريد غزة، ولكن لأنك ضربتنى من غزة فسأرد عليك.

وهنا يجب أن ننظر للأمر من الناحية التكتيكية، لرؤية أن ما يحدث هو أداة أو سيلة لغرض آخر، فهو لا يفكر فى دخول رفح، لأن رفح بالنسبة له خطر كبير، كما أن العالم ضد تهجير الفلسطينيين ودخول رفح، لأن فيها نحو مليون ونصف المليون مواطن فلسطينى، لكنه فكر فى أخذ المعبر وغلقه ليجبر السكان على الهجرة إجباريًا، بعد منع المساعدات الإنسانية والطعام، والرحيل للمعسكر الذى أقامته مصر على شاطئ غزة، والذى يتم فيه إلقاء المساعدات بالطيران المصرى، أى أنه نفذ «تطويقًا مدنيًا» للسكان، وبدأ يلعب على الحرب النفسية، ويحضّر رفح لأن تكون خالية، ليدخلها دون قتال.

■ كيف يمكن حل هذا الصراع فى ظل التوحش الإسرائيلى؟

- للإجابة عن هذا السؤال يجب أن ننظر إلى أن المسيطر على المنطقة هم الأمريكان، لأن لديهم مصالح كبيرة فيها، فهل من مصلحة أمريكا حل الصراع العربى الإسرائيلى؟، فأمريكا هى طرف فى المباحثات، لكن عندما نصل لحل يتم تجاوزه لإطالة أمد الحرب، لأن أمريكا لا تريد وقف إطلاق نار كما حدث فى أكتوبر ١٩٧٣، فمصر وقتها كانت منتصرة وأنجزت المهام، لكن أمريكا تريد أن تحافظ على اليهود، وهى تدافع عن إسرائيل منذ اعترافها بها، بعد أن أقرت بالحفاظ على أمن هذه الدولة.

وأحد السفراء قال لى إنه فى سنة ١٩٥١ خرج بيان عن أمريكا وفرنسا وإنجلترا يؤكد تحملها مسئولية الدفاع عن إسرائيل، وظهر هذا التعهد فى رد ضربات إيران مؤخرًا.

■ ما الأهداف الاستراتيجية من الحرب الحالية فى قطاع غزة؟

- الهدف الاستراتيجى لأمريكا هو أن يظل الصراع العربى الإسرائيلى قائمًا، لأن إسرائيل ليست لديها رغبة فى إنشاء دولة فلسطينية، وتدعم أن تكون الساحة الفلسطينية منقسمة، وأن يكون نصفها حول الحل السلمى والنصف الآخر مع الجهاد، حتى تقدم نفسها للعالم وتقول إنه لا يوجد طرف واحد للتفاوض، وبالتالى تفشل عملية السلام، كما فشلت عملية الحكم الذاتى والممر الآمن، وغيرهما.

أما إسرائيل فهدفها الاستراتيجى من الحرب الحالية هو القضاء على القدرة العسكرية لـ«حماس»، لأن «نتنياهو» لا يستطيع أن يعيش بدونها، والعالم عندما ثار طالب بالقبول بـ«حل الدولتين»، لكن «نتنياهو» يرى أن «حماس» هى من ستوقف هذا المشروع، فهى، ومنذ اليوم التالى لعملية «طوفان الأقصى» قالت إن منهجها ثابت ولن تغيره بشأن «حل الدولتين»، وأعلنت عن أنها تصر على مبادئها، وهى بهذا تخدم إسرائيل.

وفى النهاية، ومهما طالت المفاوضات، سيتم القضاء على القدرة العسكرية لـ«حماس»، لأن هذا هدف إسرائيل، لكن سيظل الموقف كما هو، والباقى هو ٤ كتائب لـ«حماس»، وإسرائيل تعلم تمامًا ما ستفعله مع هذه الكتائب، بعد أن انخفضت قدرتها العسكرية مع قلة الصواريخ والأسلحة.

و«نتنياهو» قارئ جيد للموقف، ويريد أن يطيل أمد الحرب للقضاء على القدرة العسكرية لـ«حماس»، فهو لديه مشاكل داخلية كثيرة جدًا، ويعانى من مشكلة التظاهرات الخاصة بأقارب المحتجزين، كما أن الوضع الاقتصادى أصبح سيئًا، لأن التعبئة مستمرة منذ ٧ أشهر، بالإضافة إلى أن لديه هجرة عكسية بدأت تخرج من إسرائيل.

ولكن أكثر ما يخيف «نتنياهو»، وفكره الصهيونى، هو مظاهرات الجامعات فى أمريكا، لأن الـ٦٠ جامعة التى تشهد المظاهرات تعد العقل المفكر للسياسة الأمريكية، وتعتبر صفوة العقول الأمريكية، والكلام الذى ستقوله هو ما سيصدقه الشعب الأمريكى، ومن هنا يبدأ التغير فى الفكر لدى الشعب الأمريكى ورؤيته حول دعم اليهود فى المستقبل، وهو ما يخيف العصبة التى تدير الصهيونية العالمية فى الوقت الراهن. 

■ البعض يرى أن رفع العلم الإسرائيلى على معبر رفح من الناحية الفلسطينية يمس الكرامة الوطنية ويتساءل كيف لنا أن نصمت؟.. فكيف ترى التعامل المصرى مع الموقف؟ 

- علينا أن نتعامل مع المسألة تدريجيًا، فالمعبر عبارة عن بوابتين، بينهما أرض حرام ممنوعة على الطرفين، وحتى يتم إخراج شخص من البوابة المصرية للذهاب إلى البوابة الإسرائيلية لا بد أن يأخذ إذنًا من الجانب الإسرائيلى، وذلك لأنها دولة احتلال لفلسطين.

وقد كان هناك اتفاق على إدارة المعابر بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والاتحاد الأوروبى، وعندما انقلبت «حماس» على السلطة الفلسطينية انفردت إسرائيل بالمعبر، فلم تأتِ «حماس» إليه ولم تأتِ السلطة الفلسطينية لأنها غير موجودة، والأوروبى رحل، وأصبحت إسرائيل هى المسيطر الوحيد على المعبر.

وفى حالة المرور من الجانب المصرى من معبر رفح يجب الاتصال بالجانب الآخر من المعبر، أى إسرائيل، ليتم الإبلاغ عن الشخص المراد مروره، وهل معه تأشيرة جاهزة للمرور أم لا.

وبالتالى، فإن الاتصال يتجه إلى معبر كرم أبوسالم، وإذا كان الشخص آمنًا يتم مروره، أما إذا كان غير آمن فلن يمر، والجانب المصرى لو سمح بمرور شخص ورفض الجانب الإسرائيلى دخوله سيظل عالقًا فى المنطقة التى بالمنتصف، وهى منطقة تنعدم فيها الحياة.

كما أن الجانب المصرى يحرص على ضرورة الهدوء مع الطرف الإسرائيلى، لضمان إدخال المساعدات وإنقاذ حياة المواطنين الفلسطينيين، ما يسمى بـ«دواعى إنقاذ الحياة».

ومصر مكانتها عالية، وفكرها الاستراتيجى عالٍ، والمخابرات المصرية متداخلة مع «حماس» ومع إسرائيل، وتعرف نقاط ضعف وقوة الطرف الآخر، ويتم تقريب وجهات النظر فى الاتفاق داخل المفاوضات.

فى المقابل، «نتنياهو» يصر على ما برأسه، فهو لا يعمل بالعقل ولا بالمنطق، لكنه يعمل بالدافع والهدف الشخصى، ويريد أن يكون هو من وضع اللبنة الأساسية للدولة اليهودية، وهذا هو هدفه البعيد الذى لا يراه الناس، وهو دائمًا ما يستخدم الألفاظ الدينية فى لقاءاته، ويستخدم مقاطع من أسفار العهد القديم، ودائمًا ما يقول إنه يُحارب «العماليق»، وهو توظيف سياسى لنصوص العهد القديم، لكن هناك كثيرين يرون أن «نتنياهو» خائف من محاكمته، لأنه طالما ظل سياسيًا فلن تتم محاكمته أمام المحكمة الجنائية، لكن ستتم محاكمته أمام الكنيست.

كيف تقيّم التعامل المصرى مع المخطط الإسرائيلى؟ 

- التعامل المصرى الحالى هو التعامل الطبيعى من أى قائد يفهم فى الأمن القومى ودوائره، ومن حسن حظنا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى رجل يفهم فى السياسة والاستراتيجية بشكل جيد جدًا، فهو قد تعلّم فى أكاديمية ناصر العسكرية، وخرج منها إلى كلية الدفاع الوطنى فى الولايات المتحدة، التى يتخرج فيها كبار قادة أمريكا، وبالتالى فإن استيعابه العلوم الاستراتيجية عالٍ جدًا، وهو دائمًا ما يتوقع المخاطر، وبالتالى فإن قراره دائمًا محسوب.

وعلى سبيل المثال، عندما حدث استفزاز من قبل الدبابة التى دخلت معبر رفح من ناحية فلسطين وهى ترفع علم إسرائيل، تعامل مع الموقف كأنه لا يراه، لأن البديل كان إحداث التصعيد الذى يرفضه.