أسرار الصمت الغامض.. لماذا رفض حزب الله المشاركة فى الهجمات الإيرانية الإسرائيلية؟
كشف صمت حزب الله خلال الضربات الصاروخية المتبادلة بين إيران وإسرائيل عن أسرار جديدة متعلقة بهذا التصعيد، خصوصًا مع تراجع فكرة إشعال حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط واكتفاء كلتا الدولتين بضربات محدودة خالية من الخسائر.
حزب الله على الحياد
وحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، التوترات بين إسرائيل ووكلاء إيران في الشرق الأوسط مشتعلة منذ سنوات طويلة، وخصوصًا حزب الله في لبنان، ولكن مع اشتعال الحرب الإسرائيلية الوحشية في قطاع غزة يوم 7 أكتوبر، وصلت الأعمال العدائية الإقليمية لمستويات خطيرة في الصراع.
وتابعت أن التوترات وصلت للذروة بعد إطلاق إيران أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار تجاه إسرائيل للمرة الأولى، وكانت مشاركة حزب الله في هذا الهجوم محدودة للغاية.
وأضافت أن حزب الله اكتفى بإطلاق عشرات الصواريخ بالتنسيق مع إيران على ثكنة عسكرية إسرائيلية في مرتفعات الجولان وكان القصف من الأراضي السورية وليس اللبنانية، لكن هذه الهجمات كانت أقل من تلك الهجمات التي اعتادت الجماعة اللبنانية إطلاقها منذ حرب غزة.
وتابعت أنه عندما قررت إسرائيل الرد خلال الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الماضي، لم تكن مواقع حزب الله أو جنوب لبنان ضمن المواقع المستهدفة في القصف.
ويرى المحللون أن اختيار حزب الله الابتعاد عن هذه الهجمات المحدودة المتبادلة، وعدم محاولة إسرائيل استهداف أي معقل للجماعة اللبنانية خلال الرد الانتقامي، كشف أن أحد أهم قرارات إيران وإسرائيل خلال القصف المتبادل هو احتواء أي تصعيد خطير كان من الممكن أن يخرج عن السيطرة، وهو أمر يبدو أن إيران وإسرائيل تتجنبانه.
وقالت ريم ممتاز، زميلة أبحاث استشارية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: "بالنسبة لحزب الله وإيران، فإن الأمر يتعلق بتحليل التكلفة والعائد، لو كانت طهران تسعى إلى حرب شاملة مع إسرائيل، لكان حزب الله جزءًا أساسيًا من هجومها".
ويرى محللون أن قرار إيران إبعاد حزب الله عن هذه الهجمات، هو الحفاظ على قوة نارية احتياطية، في حال نفذت إسرائيل تهديدها وتوجيه ضربة كبرى لإيران أو عدم التوصل لحل دبلوماسي للأزمة بين الطرفين، ويساعد هذا التفسير في كشف أسرار ضبط النفس الذي تحلى به حزب الله خلال الهجمات.
إيران تخشى من استهداف إسرائيلى أمريكى لحزب الله
وأكدت الصحيفة البريطانية، أن إيران كانت تتطلع أيضًا لتجنب إثارة أي رد فعل أمريكي إسرائيلي أكثر قوة يستهدف الجماعة التي تتخذ من جنوب لبنان مقرًا لها.
وأضافت ريم ممتاز، أن استهداف إسرائيل لمجمع السفارات الإيراني في وسط دمشق في وقت سابق من الشهر الحالي، لم يكن أيضًا تصعيدا كبيرا مباشرا، لأنه لم يهدد إيران بشكل كبير، لذلك لم تكن مشاركة حزب الله في الهجوم مطلوبة.
وأكدت الصحيفة أن حزب الله فقد قرابة 250 مقاتلا منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهي حصيلة أعلى من تلك التي تحملها الحزب في حربه المدمرة مع إسرائيل عام 2006، كما تسببت حرب غزة والتوتر المشتعل بين إسرائيل وحزب الله في مقتل 60 مدنيا لبنانيا ونزوح قرابة 90 ألف شخص من القرى الجنوبية الحدودية.
وتابعت أن حزب الله يعتبر جوهرة التاج في محور المقاومة الإيراني، الذي يتكون من شبكة من الوكلاء الإقليميين الذين يضمون الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والميليشيات الشيعية في العراق.
