رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نُفذت من داخل الأراضى الإيرانية.. أسرار الضربة الإسرائيلية لأصفهان

الصواريخ الإسرائيلية
الصواريخ الإسرائيلية في سماء إيران

دمرت غارة جوية إسرائيلية على إيران يوم الجمعة نظامًا دفاعًا جويًا، وفقًا لمسئولين غربيين وإيرانيين، في هجوم مصمم لتوصيل رسالة مفادها أن إسرائيل يمكنها تجاوز الأنظمة الدفاعية الإيرانية دون أن يتم اكتشافها أو صدها، حيث تم تنفيذ بعضها من داخل الأراضي الإيرانية نفسها، حتى وصلت إلى الأنظمة الدفاعية في مدينة أصفهان، وفقًا لما نشرته صحيفة "نيوريورك تايمز" الأمريكية.

رسالة تحذيرية وأسرار الدفاعات الإيرانية

وبحسب الصحيفة، فقد ألحقت الغارة الإسرائيلية أضرارًا ببطارية دفاعية بالقرب من نطنز، وهي مدينة في وسط إيران تعتبر حيوية لبرنامج الأسلحة النووية في البلاد، وفقا لمسئولين غربيين ومسئولين إيرانيين. 

وجاء الهجوم ردًا على الضربة الإيرانية في إسرائيل الأسبوع الماضي، بعد أن قصفت إسرائيل مجمع سفارتها في دمشق، لكنها استخدمت جزءًا صغيرًا من القوة النارية التي نشرتها طهران في إطلاق مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الضربة الإسرائيلية التي وقعت يوم الجمعة الماضي، هي الأحدث في سلسلة من الهجمات المتبادلة بين البلدين هذا الشهر، والتي زادت المخاوف من نشوب صراع إقليمي أوسع، لكن يبدو أن النطاق المحدود نسبيًا للضربة الإسرائيلية والرد الخافت من المسئولين الإيرانيين قد خفف من حدة التوترات.

وتابعت أن إيران وإسرائيل خاضتا حرب ظل دامت سنوات، لكن الصراع اشتد في الأول من أبريل، عندما قتلت الطائرات الحربية الإسرائيلية سبعة مسئولين إيرانيين، من بينهم ثلاثة من كبار القادة، في مجمع دبلوماسي إيراني في سوريا، والذي تؤكد إسرائيل أنه كان يستخدم كموقع عسكري. 

وردت إيران الأسبوع الماضي بإطلاق وابل من الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية على إسرائيل، والتي أسقطتها إسرائيل وحلفاؤها تقريبًا، لكن الضربات أثارت قلق الإسرائيليين.

كان هذا الهجوم هو أول هجوم مباشر لإيران على الأراضي الإسرائيلية، ما دفع الحرب السرية بين البلدين- التي خاضتها إيران منذ فترة طويلة في البر والجو والبحر والفضاء الإلكتروني- إلى العلن، وتعهدت الحكومة الإسرائيلية بالرد، حتى في الوقت الذي سارع فيه زعماء العالم والحلفاء الغربيون، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى تهدئة الوضع، وحثوا إسرائيل على عدم الرد بطريقة قد تؤدي إلى حرب إقليمية.

على الرغم من أن القادة الإسرائيليين اقتربوا من الأمر بشن هجوم أكثر شمولًا على إيران، إلا أن هجوم يوم الجمعة يبدو أنه تم ضبطه لإرسال تحذير بشأن القدرات العسكرية الإسرائيلية- ولكن دون زيادة التوترات مع استمرار إسرائيل في قتال حماس في غزة.

وقال المسئولان الإيرانيان، اللذان ناقشا الهجوم الإسرائيلي، إن إسرائيل ضربت نظامًا مضادًا للطائرات من طراز S-300 في قاعدة عسكرية في محافظة أصفهان، وتم دعم رواية المسئولين من خلال صور الأقمار الصناعية التي حللتها صحيفة نيويورك تايمز، والتي أظهرت تلف رادار نظام S-300  في قاعدة شكاري الجوية الثامنة في أصفهان.

ولم يكن من الواضح على وجه التحديد نوع السلاح الذي ضرب نظام S-300، وأكد ثلاثة مسئولين غربيين ومسئولين إيرانيين يوم الجمعة، أن إسرائيل نشرت طائرات مسيرة وصاروخًا واحدًا على الأقل أطلق من طائرة حربية، وفي وقت سابق، قال مسئولون إيرانيون إن الهجوم على القاعدة العسكرية تم تنفيذه بطائرات صغيرة بدون طيار، تم إطلاقها على الأرجح من داخل الأراضي الإيرانية.

وقال مسئولان غربيان إن صاروخًا أطلق من طائرة حربية بعيدة عن المجال الجوي الإسرائيلي أو الإيراني، وإن السلاح يتضمن تكنولوجيا مكنته من الإفلات من دفاعات الرادار الإيرانية، وقال المسئولان الإيرانيان إن الجيش لم يرصد أي شيء يدخل المجال الجوي للبلاد يوم الجمعة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار أو الصواريخ أو الطائرات.