رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيهاب الملاح: سيرة نجيب محفوظ ليست عادية.. وإنما مفعمة بالدروس الإنسانية والأدبية والفنية

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

يصدر قريبا عن دار ريشة للنشر والتوزيع كتاب ""رواة السيرة المحفوظية" للكاتب الصحفي والباحث إيهاب الملاح، وهو الذي التقته جريدة حرف الالكترونية والتي تصدر عن مؤسسة الدستور في حوار مطول سينشر قريبا على صفحات الجريدة.

ومما جاء في الحوار يقول إيهاب الملاح حول فكرة كتابه الجديد:" اهتمامي بنجيب محفوظ يعود إلى 35 سنة، حينما تعرفت على نصوصه للمرة الأولى "رواية كفاح طيبة تحديدا"، وأنا في الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمري تقريبا، وبدأت أجول في أبهاء وممرات قصوره الإبداعية الفخيمة التي أنشأها على الورق، وأقع تحت تأثير أدبه الساحر المذهل، أظن أنني منذ ذلك التاريخ لم أنقطع أبدًا لا عن قراءة نجيب محفوظ، ولا عن محاولة التعمق في فهم هذا العبقري الذي أبدع نصوصه الخوالد.

ويضيف: أما مرحلة الانتباه إلى "سيرة محفوظ" ومحاولة الإحاطة بأبعادها وحدودها ومصادرها فبدأت بالدقة عقب محاولة اغتياله المجرمة في أكتوبر 1994. أتذكر جيدًا أن هذه المحاولة هزت مصر كلها، وشغلت الرأي العام كله لشهور طويلة، كان من آثارها "الثقافية" إن جاز التعبير، صدور مجموعة هائلة من الكتب عن نجيب محفوظ، منها ما يتناول نصوصه رواياته وقصصه، ومنها ما يضم حواراته ومنها ما يتعرض لسيرته وقصة حياته.. وكان الفضل الأكبر للهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة المرحوم سمير سرحان في ذلك الوقت، إذا قرر أن كل الكتب التي أصدرتها هيئة الكتاب وبقي منها شيء في المخازن أن تطرح في المكتبات وفروع البيع التابعة للهيئة بسعر جنيه واحد فقط للنسخة!.

ويكمل:" من هنا بدأت أقرأ تفاصيل حياة محفوظ بدقة وانتباه، منذ ميلاده في ديسمبر 19011 وحتى اللحظة التي تعرض فيها للاغتيال. وانتبهت إلى أن محفوظ قد طعم نصوصه الإبداعية الكبرى بلمحات وأصداء وظلال من هذه السيرة لكن في سياقها الإبداعي تماما ووفق القانون الصارم والبناء الكلي الشامل الذي اختطه لهذه الرواية أو تلك. لكنه في الوقت ذاته قد نص على ضرورة الفصل التام بين حياته الشخصية وتفاصيلها، وبين نصوصه الأدبية وشخصياته المتخيلة. 

ويواصل:" في ذلك قرأت للمرحوم الناقد الكبير شكري عياد رأيا مفاده "أن الفن كله فضيحة، ولكنه في الأغلب فضيحة ماكرة"، فالحقيقة تغيب في ثناياه، تتغير ملامحها، وتفقد شخصيتها، تصبح شيئا آخر يمكنه أن يتبحبح بأنه أكثر حقيقة من الحقيقة نفسها (ما نسميه الحقيقة الفنية أو الصدق الفني).. بهذا المعنى أو هذا المنطق يمكننا أن نقرأ نصا أو نشاهد فيلما أو مسلسلا دون أن نكون مشغولين بفكرة المطابقة التامة بين وقائعه وأحداثه ومرجعها الواقعي.. يصبح الانشغال هنا بالحقيقة الفنية كما أبدعها الفنان، وجسد بها رؤيته لهذه الحقيقة/ هذا التاريخ/ هذا المرجع الواقعي.. 

ويستطرد:" أدركت حينها أن محفوظ لم يكن بسيطا أبدا على عكس ما كان يبدو! كان شديد الذكاء والعمق وسعة الثقافة، ورؤيته الإنسانية والفنية والإبداعية ونفاذها من أعمق ما يكون في أدبنا الحديث والمعاصر.

عندما التحقت بكلية الآداب انصرفتُ انصرافًا كاملًا إلى إعادة قراءة محفوظ وتحليل نصوصه واستيعاب كل (أو معظم) المداخل النقدية التي عالجت رواياته، وبالتالي أهملت هذا البعد السيري تمامًا. عندما احترفت العمل بالصحافة في 2004 وبدأت أمارس الكتابة في مجال الصحافة الثقافية، التفت مجددًا ومرة أخرى إلى أبعاد عالم نجيب محفوظ وضمنها البحث عن سيرته الذاتية التي أتصور أنها لم تكن مجرد سيرة عادية، بل سيرة مفعمة بالدروس الإنسانية والأدبية والفنية، وعلى كل المستويات.

رواه السيرة المحفوظية

ويختتم:" ثم في 2016 نشرت أول مادة مطولة لي تحت هذا العنوان بالضبط "رواة السيرة المحفوظية" على صفحة كاملة، كنت أحاول أن أحدد فيها ملامح خريطة شبه كاملة لمصادر سيرة محفوظ وحياته، وكانت بدأت تتبلور إلى حد كبير هذه المصادر بحسب قيمتها وأهميتها والمساحات التي تغطيها في حياة محفوظ، ثم ما يمكن أن نطلق عليه المصادر الثانوية (أو تنويعات على اللحن الأساسي) التي يمكن أن تضيء شذرة ما أو لقطة عابرة في هذه السيرة يركز على تفاصيلها.. ومن هنا ولدت فكرة الدراسة أو هذه القراءة المعمقة (أو هكذا أطمح) «رواة السيرة المحفوظية» التي استغرقت الفترة من 2016 إلى 2024 كي تتبلور في صورة كتاب بالعنوان ذاته يصدر في القريب جدا بإذن الله.

غلاف الكتاب