رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من هما تلميذا عمّاوس؟ لقاء مع المسيح بعد قيامته

الكنيسة المارونية
الكنيسة المارونية

تحتفل الكنيسة المارونية في مصر بذكرى ظهور المسيح لتلميذي عمّاوس.

من هما تلميذي عمواس

ذكر القديس لوقا في إنجيله حول هذين التلميذين (كليوباس ورفيقه)، حيث لم يكونا مجرد أشخاص عاديين، بل كانوا من ضمن الذين أخبرتهم المريمات بخبر قيامة الرب (إنجيل لوقا 24: 9)، كما قيل عنهم "وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً، اسْمُهَا «عِمْوَاسُ»" أي أنهما كانا "منهم"، أي من الجماعة الخاصة للرسل.

واشار الى الانجيل الى انهما كانا منشغلين بالأحداث "وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هذِهِ الْحَوَادِثِ"  وكانا يتحاوران فيها وهما "مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ".. يبدوا أنهما بدآ يخافا من إشاعة القيامة التي انتشرت، وربما كان خروجهم من أورشليم نوعًا من الهروب..  حيث كان واضحًا عدم تصديقهم التام لبشارة النسوة أنه حيًّا، ومن هنا جاء توبيخ السيد المسيح لهما في إطار تفتيح أعينهما على الحقيقة.

العظة الاحتفالية

 وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: دعا تلميذا عمّاوس الرّب يسوع المسيح ان يبقى "معهم"، وهو أجابهم بنعمة أكبر مما توقّعوا. اراد أن يبقى "فيهم" من خلال سرّ الإفخارستيا. إن قبول الإفخارستيا يعني الدخول في علاقة حميمة مع يسوع. "اُثبُتوا فيَّ وأَنا أَثبُتُ فيكم"  وعلاقة الاتحاد الحميمة هذه تسمح لنا مسبقًا، نوعًا ما، بتذوّق حياة السماء على الأرض. أليست هذه أكبر رغبة من رغبات الإنسان؟ أليس هذا هو ما قدّمه الله عندما تمّم في التاريخ قصده الخلاصيّ؟ فقد وضع في قلب الإنسان "جوعًا" لسماع كلمته، ولن يسدّ هذا الجوع الاّ الاتحاد الكامل معه. تُعطى المناولة لنا كي "تشبعنا" من الله على هذه الأرض، في انتظار "الشبع الكامل" في الأبديّة.

بيد أنّ هذا الحميميّة الخاصّة الذي تتمّ في المناولة الإفخارستيّة، لا يمكن فهمها فهمًا ملائمًا ولا عيشها كاملًا إلّا في إطار الشركة الكنسيّة... إنّ الكنيسة هي جسد الرّب يسوع المسيح، ونحن نسير "مع المسيح" بقدر ما نحن في علاقة "مع جسده". يدبّر الرّب يسوع المسيح إيجاد هذه الوحدة وترقيّها بواسطة فيض الروح القدس. والمسيح لا ينفكّ عن تعزيزها من خلال حضوره الإفخارستيّ. وفي الحقيقة فإن الخبز الإفخارستيّ الواحد هو مَن يجعل منا جسدًا واحدًا. فبولس الرسول يؤكّد: "لمَّا كانَ هُناكَ خُبزٌ واحِد، فنَحنُ على كَثرَتِنا جَسَدٌ واحِد، لأَنَّنا نَشتَرِكُ كُلُّنا في هذا الخُبْزِ الواحِد".