رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرض لمحاولة الاغتيال 4 مرات.. أسرار من حياة "البهتيمي"

البهتيمي
البهتيمي

الشيخ كامل يوسف البهتيمى هو أحد أعلام الإذاعة ودولة التلاوة والإنشاد، وهو صاحب صوت خاشع ما زال المستمعون يأسرهم صوته عبر أثير الإذاعة حتى اليوم وله جمهور كبير من “السميعة” يحرصون على التعرف على تفاصيل حياته الشخصية التى هى بعيدة عن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.

وتسلط “الدستور ” اليوم الضوء على جوانب من حياة القارئ كامل يوسف البهتيمى، للتعرف على حياته من خلال الحديث مع نجلته ومؤلف كتاب عن سيرته وحياته.

نجلة القارئ تتحدث: 

 وفى حديثها لـ"الدستور" قالت عزة محمد زكى يوسف البهتيمى، نجلة القارئ الراحل محمد زكى البهتيمى والمعروف بكامل يوسف البهتيمى، إن والدها كان على المستوى الشخصى إنسانا طيبا هادئا محبا للخير، عطوفا على الفقراء، مؤكدة أنه كان حريصا على تمثيل كتاب الله الذى يحمله فى قلبه بأبهى صورة، وكان خير مثال للقارئ المسلم الذى حمل القرآن فى داخله وعمل به فى تصرفاته.

وأضافت أنه كان شديد التواضع محبا لأهله، ومحبا لكل الناس لا يُفرق فى المعاملة بين أحد، مستحضرة موقف حينما كان هناك عمال بناء يحملون الخرسانه لبناء العمارة الخاصة به، فكان يُعطى  الطعام بنفسه للعمال ثم يجلس ليتناول الطعام معهم، فى الوقت الذى كانت ملابسهم مليئة بالإسمنت والتراب ومواد البناء، ولكن تواضعه جعله يفترش الأرض بجانبهم ليقاسمهم الفرحة والطعام.

وأضافت أن حلاوة صوته كانت مرافقة له منذ أن كان طفلا صغرا، فكان يمشى فى الشوارع “يُدندن”  كان الكل يُعجب بصوته ويحضر لسماعه وينبهر به. 

وأكدت أن والدها كان يحمل سلوكا وطباعا هادئة مثل صوته الخاشع، وكان عطوفا عليها كأب، وشعرت باليتم والحزن حين فارق الحياة، فقد فارق الحياة صغيرا فى السن تاركا رصيدا من التلاوات والابتهالات ما زالت تُذاع حتى الآن وتأسر محبيه بجمالها.

وفى لقاء مع تامرعمر المعروف بـ"تامر البهتيمى“،  مؤلف كتاب ”حياة البهتيمى بين التلاوة والإنشاد“، وجامع سيرة الشيخ البهتيمى ممن عاصروه،  قال إن الشيخ كامل يوسف البهتيمى كان جميل الشكل والطباع، كان اسمه الحقيقي محمد زكى يوسف البهتيمى، وأسماه من حوله ”كامل " لأنهم قالوا إنه كامل الجمال فى الشكل والطباع والكمال لله وحده.

وكان الشيخ البهتيمى هادئ السلوك والطباع وكان خُلقه القرآن ومُخلص ومحبوبا من كل من حوله،  الشيخ كامل  البهتيمى كان إنسان متواضع جدا ومنفق على الفقراء والمساكين، كان مُحبا للمساكين ويعطيهم رواتب شهرية ويطعمهم.

وشهادة على تلك الموقف، قال تامر عمر، إن معاصرى الشيخ من أهله وجيرانه كانوا يقصون موقفا من حياته يدل على حبه للفقراء والمساكين، فعندما منعه الأطباء من أكل السمك وهو كان يحب السمك أعطى لوالدته مبلغ كبير اشترت به كل أنواع السمك الغالي، وأطعم به الفقراء والمساكين وقال “عندما يأكلوا كأني أنا الذي أكلت”.

وتابع: "كان البهتيمى بارا جدا بوالدته “الحاجة ملكة ” وكان شديد الحُب لها، وحين أكرمه لله قام ببناء “فيلا ” لها وكان حريصا على زيارتها باستمرار، وكانت والدته تحبه حبا شديدا، ومن صغره كانت تتمنى أن تراه مشهورا وصاحب شأن، وقد استجاب الله لدعائها ومنحه الشهرة فى دولة التلاوة وفى عالم القراء والمبتهلين.

وعن علاقته بالرئيس جمال عبد الناصر قال تامر عمر، إن  الرئيس جمال عبد الناصر كان يحبه حبا شديدا، ويدعوه للمناسبات الهامة ليقرأ بها، وعندما توفى الشيخ كامل يوسف البهتيمى أمر عبد الناصر بمركبات عسكرية لتشيع جنازة عسكرية للشيخ بحضور الآلاف من الشعب.

تشابه مع المنشاوى فى جمال الشكل وخشوع الصوت والتعرض للاغتيال:

وأوضح أن الشيخ كامل يوسف البهتيمى تشابه مع الشيخ محمد صديق المنشاوى فى العديد من الأمور كجمال الشكل وخشوع الصوت وأيضا فى التعرض لمحاولة الاغتيال، حيث تعرض الشيخ المنشاوى لمحاولة اغتيال باءت بالفشل، ولكن الحقيقة أن الشيخ كامل تعرض لمحاولة القتل أكثر من 4 مرات، أشهرهم فى عام ١٩٦٧ حين كان يقرأ في عزاء في مدينة بورسعيد وقام أحد العاملين فى “البوفيه ”، بوضع مادة قاتلة للشيخ في فنجان القهوة وذلك بالاتفاق مع شخص مجهول من الحاقدين على الشيخ، وعندما شرب الشيخ القهوة شعر بدوار وسقط من على كرسي التلاوة ودخل في غيبوبة، ونقلوه إلى المستشفى وتم إسعافه ولكن صوته بعدها تأثر بالمادة السامة ولم يعود كما كان.

حيث ذكر علاء المنشاوى حفيد الشيخ محمد صديق المنشاوى فى حديث سابق لـ"الدستور"، أن الشيخ المنشاوى قد حكى لأولاده هذه الواقعة قائلًا إن الأمر وصل ببعض الحاقدين لمحاولة التخلص منه، وذلك بدس السم له فى الطعام.

وحكى القارئ الراحل تلك القصة لوالده وأبنائه، مشيرًا إلى أنه كان مدعوًا فى سهرة ما عام ١٩٦٣، بعد انتهاء السهرة دعاه صاحبها لتناول الطعام مع أهل بيته على سبيل البركة، فرفض الشيخ، فأرسل صاحب الدعوة إليه بعضًا من أهله يلحون عليه.. فوافق.

وقبل أن يبدأ الشيخ المنشاوى فى تناول ما قُدم إليه من طعام، اقترب منه الطباخ وهو يرتجف من شدة الخوف، وهمس فى أذنه قائلًا: «يا شيخ محمد. هاقولك على أمر خطير. وأرجو ألا تفضح أمرى فينقطع عيشى.. أوصانى أحد الأشخاص بدس السم فى طعامك، فوضعته فى طبق سيقدم إليك بعد قليل. لا تقترب من هذا الطبق، قد استيقظ ضميرى، لذلك جئت لتحذيرك».

وأكد الطباخ أن أصحاب السهرة لا يعلمون بالأمر، فقد أعطاه شخص مبلغًا من المال وطلب منه أن يفعل ذلك، وطلب من الشيخ أن يستر عليه.

وحينما وضع الطبق المسموم، عرفه الشيخ كما وصفه له الطباخ، وادّعى شعوره بالإعياء أمام أصحاب الدعوة، فأقسموا عليه أن يأكل، فأخذ كسرة من الخبز وقال «هذا يبر يمينكم» ثم تركهم وانصرف، ولم يفصح المنشاوى عن اسمه أبدً ولم يقل أى شىء إلا أنه كان أحد قراء القرآن المشهورين.

فقد نجا المنشاوى مما فُعل به.. ولكن البهتيمى لم ينجو وأصابه الضر.

واستكمل تامر عمر حديثه قائلا، إن الشخ البهتيمى نجح فى التلاوة والإنشاد بإبداع وجمع بينهما ببراعة، وقد وقع اختياره على الشيخ البهتيمى لتأليف كتاب عنه لعدة أسباب، أبرزها أنه لم يأخذ حقه فى الإذاعة كما يجب، ولم ينصفه الإعلام ولم يأخد الشهرة الكافيه بما يليق بموهبته.

يُذكر أن الشيخ كامل يوسف البهتيمى قد وُلد فى 6 أبريل عام 1922 بعزبة إبراهيم بك التابعة لمركز بهتيم شبرا الخيمة القليوبية، وأتم حفظ القرآن في كُتاب القرية، وكان والده مُقرئا ومحفظا لكتاب، تم حفظ القرآن فى سن صغير،  أصبح قارئا بمسجد قرية الحمرا ببهتيم، وفى الوقت نفسه يرفع الأذان للصلوات الخمس فارتبطت الناس به وذاع صيته.

تتلمذ الشيخ البهتيمى على يد الشيخ محمد الصيفى، والذي تبناه واصطحبه في حفلاته وأخذ بيده من قريته التي نشأ بها واستضافه في بيته بالقاهرة فعرف طريق الشهرة حتى أصبح مقرئ القصر الجمهوري، التحق بالإذاعة سنة 1946.

ورحل البهتيمى عن عالمنا 6 فبراير 1969 عن عمر يناهز الـ47 عاما، تاركا رصيدا من التلاوات والابتهالات بالإذاعة المصرية، أصبح مدرسة للعديد من محبيه من الأجيال المتعاقبة.

406519225_2011520039226571_8770377361014686777_n
406519225_2011520039226571_8770377361014686777_n
432842508_336081112772909_14196667506973704_n
432842508_336081112772909_14196667506973704_n
433123639_934683341449504_444693985762808755_n
433123639_934683341449504_444693985762808755_n