رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى الأورشليميّ المعترف

 الكنيسة المارونية
الكنيسة المارونية

تحتفل الكنيسة المارونية في مصر بذكرى مار كيرلّس الأورشليميّ المعترف، الذي وُلِدَ في ضَواحي أوراشليم حَولَ السَنة 315 واشتُهِرَ بِمَواعِظِهِ التي كان يُلقيها في كنيسَةِ القِيامَة. إنتُخِبَ اسقُفاً عَلى اوراشليم حَولَ السنة 350. 

اضطُهِدَ عَلى يَدِ الآريوسيين وَنُفِيَ، كانَ في اوراشليم على عَهدِ يوليانوس الجاحِد الذي أمَرَ بِأن يُعادَ تَشييدِ هَيكلَ سُليمان كُرهاً بالمَسيحيين. 

نُفيَ هَذا الاسقُف مُجَدَداً عَلى عَهدِ الآريوسي فالِنس سَنة 367 وعادَ الى كُرسيهِ بَعدَ وَفاة الامبَراطور سَنة 378. 

حَضَرَ المَجمَع المَسكوني الثاني في القِسطَنطينيَة سَنة 381، وانتَقَلَ الى الحَياةِ الخالِدةِ حولَ السنة 386. إشتَهَرَ بِمَواعِظِهِ التي هِي مُختَصَر المُعتَقَد المَسيحي وامتازَ بِدِفاعِه عَن الايمانِ المُستَقيم.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: 

"فقالَ يسوع: أَنا باقٍ مَعَكم وَقْتاً قليلاً ثُمَّ أَذهَبُ إِلى الَّذي أَرسَلَني". تُعبِّر هذه الكلمات عن تواضع عميق، وكأنّه يقول لهم: "لماذا تتسرّعون في قتلي؟ انتَظروا قليلاً بعد. بذلك، كان يهدّئ من غضب الأكثر جرأة، ويلفت انتباه أفراد الشعب الذين كانوا يرغبون في سماع كلامه، من خلال إخبارهم أنّه ما زال أمامهم القليل من الوقت للاستفادة من تعاليمه. قال لهم الرّب: "أَنا باقٍ مَعَكم"، أي أنّه بالرغم من اضطهادِكم لي، لن أتوقّف عن الاهتمام بمصالحِكم وعن إعطائكم التعاليم التي بها تستطيعونَ الوصول إلى الخلاص. 

كما أنّ الكلمات التي أضافَها "ثمَّ أَذهَبُ إِلى الَّذي أَرسَلَني"، كانت كافية لإثارة مخاوفهم. فهو ذاهبٌ إلى أبيه، وكأنّه ذاهبُ لاتّهامهم: فمن خلال إهانَتِهم المُرسَل، لا شكّ في أنّهم كانوا يهينون الذي أرسَلَه. "ثمَّ أَذهَبُ إِلى الَّذي أَرسَلَني"، أي أنّني سأصعد إلى أبي الذي طلبَ منّي أن أتجسّد من أجل خلاصكم.

ثمّ أعلَمَهم بأنّهم سيحتاجون إليه حين أضافَ قائلاً: "ستَطلُبونَني فلا تَجدوني". لم يرِدْ المخلِّص أن نعتقد أنّه سيخرج من هذا العالم بالموت، وفقًا للقواعد العاديّة، فأضافَ قائلاً: "وحَيثُ أَكونُ أَنا لا تَستطيعونَ أَنتُم أَن تَأتوا". لو بقيَ في أحشاء الموت، لاستطاعوا أن يلحقوا به إلى هناك، لأنّنا سنُواجه جميعًا هذه النهاية. 

من خلال هذا الكلام، أرادَ الربّ يسوع أن يَجذُبهم إليه. الوقت القصير الذي كان سيُمضيه معهم، ورغبتهم برؤيته مجدّدًا بعد أن يغادرَ هذا العالم، وعدم تمكّنهم من لقائه مجدّدًا؛ كانت هذه الأسباب كلّها كافية لإقناعهم بالمجيء إليه. وحين قالَ لهم: "ثمّ أذهبُ إلى الذي أرسَلَني"، أرادَ أن يُفهمَهم بأنّه لا يخشى مكائدهم وبأنّ آلامه طوعيّة تمامًا.