رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صالح الغازى: فى رواية الباص البطولة مشتركة بين كائن بشرى ووسيلة مواصلات

صالح الغازي
صالح الغازي

تحدث الكاتب صالح الغازي، لـ "الدستور"،  ضمن سلسلة "شخصيات روائية"، عن شخصية "أحمد صابر" في عمله الروائي "الباص"، والصادرة مطلع العام الجاري عن مكتبة ذات السلاسل.

في رواية الباص البطولة مشتركة بين كائن بشري ووسيلة مواصلات

وقال صالح الغازي: أبطال روايتي "الباص" من هذا العصر، وسائل المواصلات مثل الباص، وهي مؤثرة وفاعلة، ووسائل الاتصالات أهمها الإنترنت التي تخترق بها حياة الآخر، ووسائل التواصل الاجتماعي منها الفيس بوك كبديل واضح عن العلاقات الاجتماعية، بالإضافة للهيمنة الرأسمالية الاستثمارية الاقتصادية التي قد تجرد الكثيرين من حق الحياة وهناك أبطال من البشر بوصفهم صناع التكنولوجيا والاستثمار وفي نفس الوقت منهم الضحية ومنهم المستفيد، أما الطبيعة فهي موجودة وتحمل خطرها داخلها يهدد الإنسان، مثلًا كزلزال أو بركان أو عاصفة، أو في حكايات شعبية تطارد الإنسان كاللعنات.

أعتقد بذلك يمكن تفهم القول بأن في رواية الباص البطولة مشتركة بين كائن بشري ووسيلة مواصلات، بين الشاب أحمد صابر والباص.

وأوضح صالح الغازي: نبدأ بالباص، حين تراه تشعر بالألفة فهو ممتلئ بالناس والحياة، بينما كل ما حوله أبراج عالية ومولات، ركوبه مصدر فرح، له سمات مختلفة عن باص الإمارات وعن النقل الجماعي في السعودية ومختلف حتى عن الأوتوبيس المصري، هناك من يحبونه وهناك من يكرهونه ويعتبرونه أقل ما يمكن فهو يدخل في نطاق المسكوت عنه في الحوارات اليومية عند أغلب مواطني الكويت.

الباص تلجأ إليه من قسوة الأحوال الجوية، حيث العواصف الرملية أو البرد الشديد أو الحر الملتهب، إنه مأوى لذا يعرف أسرار لا تتخيلها عن العديد من الجنسيات عرب وآسيويين وأجانب، هو نظيف ومكيف، لكن لا يدخل كل أماكن المدينة فقط الأماكن التجارية وبعض الشوارع الرئيسية، وغير مسموح له أن يرى البحر.

تتعرف على أحوال من فيه من خلال مكالمات الهاتف او الفيديو مع عائلاتهم ومن أحاديثهم الجانبية ومن شكلهم الواضح.

فيه تحدث مواقف كثيرة وطريقة تفكير ومشاعر وأحلام، وتتعرف من الإرشادات المكتوبة على الباص وأساليب السائقين في القيادة وملاحظي الحركة على طريقة الإدارة، وتأثيرهم على الركاب وعلى الشارع، يشق البلد طولًا وعرضًا ومساره ينتج أنهارًا من الحكايات والأحلام.

وتابع صالح الغازي: ويبقى سؤال عن الباص هل هو ظالم أم مظلوم هل هو الذي يحمي فئة ضعيفة من البشر فيوصلهم لأماكنهم ويحميهم من قسوة الأجواء أم أنه يصنفهم بشكل قاس؟

واختتم صالح الغازي: أما "أحمد صابر"، شاب في مقتبل العمر يضيق به الرزق في مدينته المحلة الكبرى، فيعمل في شركة اتصالات بالقاهرة، لكن مديره يسرق أفكاره وانجازاته وينسبها لنفسه، يشعر بالظلم ويبحث عن فرصه للعمل بالخارج في تطوير وأبحاث شبكات الاتصالات، وبالفعل يسافر ليبتعد للمرة الثانية عن والدية الذي يحبهما، هو فتي طموح يحب البحث والموسيقى، يواجه الغربة للمرة الأولى ولا يجد من يساعده في الشركة ولا أحد يلتفت له في بلد جديدة وحياة جديدة، تصدمه مقولة (دبر حالك) والجميع إما يستغلونه أو لا يفيدونه، وفي نفس الوقت لا يبدأ العمل لأن مديره في إجازة، وهناك تغيرات طرأت على نظام الشركة، فيكون معطلًا عن العمل ولا يتمكن من استخراج رخصة قيادة، ليكون الباص هو العالم ليشتبك مع مختلف الأماكن الشخصيات والجنسيات ويصادف فيه الأحداث ويعيش فيه تفاصيل الغربة والوحدة، والقلق ويرى أحلام من حوله وأفكارهم، يعكس لنا أسباب القسوة ودراما الحياة وتقلباتها، هو الكائن النقي الذي يرغب في التفوق لكنه يتورط في جرائم ويرتكب أخطاء مهلكة، تضيق به الدنيا كأنه في لعبة خطرة.