رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مناقشة تأثير التغيرات العالمية الراهنة على المستقبل المهنى للسيدات فى أولى جلسات "قمة المرأة المصرية"

جلسات قمة المرأة
جلسات "قمة المرأة المصرية

ناقشت الجلسة الأولى من فعاليات قمة المرأة المصرية التى انطلقت نسختها الثالثة  صباح اليوم الأحد تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وينظمها منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرا بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة والاتحاد الأوروبي، وتستمر لمدة يومين، تأثير التغيرات العالمية الراهنة على مستقبل المرأة المهنية وسبل تخطي تحدياتها.

في البداية، قالت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، إن منتدى الخمسين اقترب من الوصول إلى 10 سنوات على إنشائه، إذ تم إنشاؤه في عام 2016، منوهة بأنه أصبح حاليا يشكل العديد من التنوع والمشاركات.

وأشارت إلى الاستراتيجية الوطنية التي تعدها الحكومة، إذ تتضمن جزءا مهما بمشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني، كما أنه يتم تمويلها من شركاء التنمية، لافتة إلى مشاركة المرأة والتي تجعل قدرة الاقتصاد المصري مرنا في مواجهة التحديات.

ونوهت المشاط بأن أكثر فئة تتأثر بالتغيرات هي السيدات، إذ تتأثر بالحروب والتغيرات المناخية وغيرها من التغيرات، داعية إلى المشاركة في العديد من البرامج المتاحة للدعم الفني والتشغيل.

من جانبها، أكدت ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن المرأة هي أول المتأثرين بملف تغير المناخ خاصة المرأة المعيلة والأطفال وكبار السن، وذلك بسبب تحملها التعاملات اليومية التي تنجح في أغلب الأوقات في حلها.

وأضافت خلال كلمتها أن هناك تجارب ناجحة جدا من السيدات اللاتي يمتلكن الصبر وقوة التحمل ويستطيعن استغلال المشاكل وتحويلها إلى نجاحات، فعلى سبيل أول سيدة ابتكرت فكرة استغلال نفقات الحيوانات وتحويلها إلى سماد عضوي كانت من أسوان.

وتابعت فؤاد، أن ملف البيئة له أهمية كبيرة كونه يشمل الحصول على مياه نظيفة وغذاء وتربة، مشيرة إلى أن المرأة الفلسطينية محرومة من حصولها على حقوقها الطبيعية، لذلك يجب ألا ننسى معاناة السيدات في فلسطين والسودان وغيرهن مما يعانين في بلدان أخرى.

وأشارت إلى أن المرأة لديها القدرة على تغيير أي تحد وتحويله الى حل فعلى سبيل المثال السيدات التي تعمل في منظومة  قش الأرز (السحابة السوداء) من خلال تحويله إلى أعلاف وأسمدة وصل الدخل الخاص بهن في شهرين ونصف الشهر إلى 1.2 مليار  جنيه.

ونوهت فؤاد بأن المجهودات التي تقوم بها المرأة تحتاج إلى عمل أكثر، وتحدثنا عن هذا في مؤتمر المناخ فيجب الاهتمام بالتعليم وخاصة للفتيات الصغار، والاستفادة من المبادرات، وهناك آمال كبيرة جدا للمرأة المصرية للاستثمار في البيئة.

من ناحية أخرى، قالت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، إن تقديم الدعم الثقافي والمادي للمصريات المبدعات يتصدر محاور عمل وزارة الثقافة لدعم المرأة.

وأضافت الكيلاني خلال كلمتها بالجلسة الأولى لقمة المرأة المصرية، أن الوزارة تعمل من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة بالتعاون مع عدة وزارات على توفير كافة سبل الدعم للمرأة المصرية.

وأوضحت أن اكتشاف المواهب من السيدات وتنميتهن وتحفيزهن على دعم موهبتهن يأتي على رأس هذه السبل، بجانب التعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي لتوفير الحماية المجتمعية للمرأة والمساهمة في القضاء على محو الأمية بين السيدات.

وأشارت إلى إطلاق وزارة الثقافة مبادرات للحرف التراثية وتم تخصيص مبادرة هذا العام للسيدات بما يسهم في تحقيق إستراتيجية الدولة لدعم تمكين المرأة اقتصاديًا.

وعلى الجانب الفني، قالت الكيلاني إن هناك فرقا فنية وكورالات وأوكسترا تقودها سيدات، مشيرة إلى الفنانة إيمان جنيدي كأول امرأة مايسترو بصعيد مصر.

فيما أكدت السفيرة سها الجندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن للمرأة دورا عظيما مهما كان حجم التحديات التي تواجهها، فرغم الكوارث والأزمات العالمية المتتالية خلال الفترة الأخيرة، فإن المرأة كانت ركنا أساسيًا وداعمًا قويًا لمواجهة هذه التحديات.

وأضافت في كلمتها أن المرأة تبحث دائما عن حلول لمواجهة التحديات، وهناك 14 مليون مصري ومصرية مغتربون في الخارج وجزء كبير منهم من السيدات.

وأكدت تواصل الوزارة باستمرار وبشكل يومي مع الجاليات المصرية في كافة أنحاء العتلم، وذلك من خلال وسائل الاتصال التكنولوجية المختلفة، إذ تم عقد لقاءات عبر تطبيق زوم مع الجاليات المصرية بالخارج خاصة في الدول التي تواجه تحديات وأزمات تؤثر على المصريين بها، لافتة إلى العمل بجهد وقوة لمساعدة الطلاب المتواجدين في السودان والذين بلغ عددهم 10 آلاف طالبة وطالبة.

وأشارت إلى أن المرأة في أي دولة يوجد بها أزمة تنجح في تجميع زملائها وأقربائها وتنظيم الوضع ي ضوء فطرتها كأم وراعية للمحيطين بها.

من جانبها، قالت الإعلامية دينا عبدالفتاح، مؤسس منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرا، إن المشكلات التي تواجه المرأة لم تعد مشكلات تمكين وإننما أصبحت الحق في الحياة.

وتساءلت خلال مشاركتها بالجلسة الأولى لقمة المرأة المصرية الثالثة، أيهما أقدر بالدعم الصحة النفسية للمجتمعات أم الفوز بالثورات، وأضافت: "أتصور أنه مع التقدم والتكنولوجيا والتطور الذي يشهده العالم زيادة الوحشية"، مضيفة أن 24 سيدة تواجه خطر الموت على مدار اليوم في غزة وكذلك السودان وأوكرانيا وكل مكان يعاني من الوحشية.

وأضافت عبدالفتاح أن السيدات هي المتصدر للصفوف الأولى لمواجهة الوحشية، وتقدمت بالشكر لجميع السيدات على مستوى العالم، وللدولة في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي وحكومة نابهة ومجالس متطورة تسمح لكل شخص عنده إمكانيات يأخذ دوره في المجتمع المصري.
وقالت مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة، إن وصول المرأة للمناصب القيادية يؤكد أن لديها الكفاءة والقدرة والمقدرة والرؤية لوضع الحلول، منوهة بأن التحدي الأكبر للمرأة الوصول إلى سوق العمل والتمكينات الاقتصادية المختلفة.

أشارت إلى وصول المرأة إلى مواقع اتخاذ قرار ورؤساء في العديد من الشركات، حيث أنها دائما تربح حينما تتقلد العديد من المناصب القيادية.

من ناحيته، قال السفير كريستيان برجر، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى مصر،  أن التكتل يرى أن حماية الحقوق الأساسية للمرأة، وتمكينها هو أحد المبادئ الأساسية له، موضحًا أن النساء والفتيات يمثلن نصف سكان العالم، لذا فمن الضروري أن يكون اهتمام كبير بالقضايا الملحة المتعلقة بهم، وهو ما لم يكن موجودًا بشكل كاف في الماضي.

وأشار كريستيان برجر، إلى أن السنوات الماضية شهدت الكثير من التقدم على الصعيد المتعلق بتمكين المرأة والمساواة ما بين الجنسين، ولكن لا يزال من الضروري أن تصبح تلك القضايا إحدى الأولويات الملحة في المجتمع، لافتًا إلى أهمية وجود تقدم على الصعيد الخاص بالمرأة في سوق العمل حيث يجب أن تتمتع النساء والفتيات بإمكانية الوصول إلى عمل لائق، وتحون قادرة على التنقل بين للمناصب في مكان العمل، ما يدعم النساء في أعمالهن، وكذلك على المستوى الدولي، وبالتالي من خلال العمل في هذا الجانب سنكون قادرين على سد الفجوة بين الجنسين في الشركات.

وأضاف: "نحن نرى التطور الحادث هنا في مصر فيما يتعلق بتمكين المرأة في سوق العمل في كافة القطاعات، لكننا مازال هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لزيادة تمكين المرأة خاصة في القيادة السياسة وفي المناصب الحكومية، فضلًا عن تعزيز دورها في مجال التعليم والمجال التقني  وكذلك أيضًا المحور الصحى، إضافة إلى تمكين المرأة  فى المشاركة فى الحياة العامة، وأيضا تعزيز دورها فى مجال  الاقتصاد الرقمي".

وأشار رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى مصر، إلى أنه بالإضافة إلى سوق العمل، هناك مجال آخر يجب أن يتم العمل عليه يتمثل في تعزيز الاستثمار في حصول المرأة على التعليم، بما في ذلك العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وحصولها على الحماية الاجتماعية الشاملة والنظام الصحي.

وقال السفير، "لقد شهدنا تحديات في السنوات القليلة الماضية والتي كانت تشكل عوائق ضد هذا المسار العالمي الخاص بتمكين المرأة، ما فرض الحاجة إلى بذل المزيد من الجهد في هذه القضية".

ولفت برجر إلى أن التحدي الأول تمثل في تباطؤ النمو الاقتصادي بسبب الأزمات المختلفة التي شهدناها، بداية من جائحة كورونا، إلى جانب العديد من الأزمات الأخرى حول العالم، وهو ما سلط الضوء على أهمية قضايا مثل الرقمنة والمناخ يتعين علينا التعامل معها، إذ يعد التحول الرقمي وسد الفجوة الرقمية بين الجنسين  التحدي الأكثر أهمية.

وأكد ضرورة تعزيز المعرفة الرقمية للفتيات في مجال النساء والتعليم، وتعزيز المهارات الرقمية للمرأة في الوظائف وريادة الأعمال، ومواجهة المعايير والقوالب النمطية المتعلقة بالجنسين التي تدفع النساء والفتيات بعيدًا عن التكنولوجيا.

وأوضح ان التحدي الثاني يتمثل في الارتباط بتغير المناخ، ولدينا التحدي المتمثل في تحقيق انتقال نظيف عادل وشامل.

وذكر أن التحدي الثالث والأخير، يتمثل في مجابهة القضايا والصور النمطية الاجتماعية من خلال سن القوانين والتشريعات التي تدعم وتعزز هذا المسار، وتغير هذه الصور فى المجتمعات المحلية.

وقالت إيفينيا سيدريا، نائبة رئيس البعثة بالسفارة الأمريكية لدى مصر، إن التحديات التي تواجهها المرأة المصرية تتشابه كثيرا مع تحديات المرأة في الولايات المتحدة الأمريكية.

تابعت أن المرأة تواجه العديد من المشاكل سواء على مستوى دعم الأسرة وتربية الأبناء أو في المساهمة في الاقتصاد الرسمي وغير الرسمي.

وتابعت قائلة: "أنا فخورة لكوني حاضرة منتدى الخمسين، اليوم، للمساهمة في مناقشة طرق اندماج المرأة مع التحديات المحيطة حتى المناخية وذلك للتغلب عليها في ضوء أهداف رؤية 2020".

وأشارت إلى أن مشاكل وقضايا التعليم والبيئة والصحة ومواجهة الأمية المتعددة هي عامة للمراة في أي دولة، موضحة أن مصر تلعب دورا محوريا وإقليميا مهما في مساعدة المرأة على التغلب على تلك التحديات وأكبر دليل على ذلك هو محاور مناقشة منتدى الخمسين اليوم.

ونوهت إلى أهمية إتاحة الفرصة للمرأة وذلك المشاركة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، موضحة أن مصر تسمح للمرأة بالصعود للمناصب الهامة السياسية والريادية.

وقالت إن الإحصائيات تشير إلى أن نسبة تمثيل المرأة في مصر جيدة، متمنية أن تزداد مع الوقت ليس فقط في مصر بل أيضا في الولايات المتحدة وذلك للمساهمة في القطاع الرسمي وغير الرسمي بشكل كاف. 

تابعت أن مؤسستها لا تقتصر على التعاون مع الجهات الحكومية فقط بل مع القطاع الخاص والمجتمع المدني أيضا من خلال برامج ريادة الأعمال الاجتماعية وإتاحة الفرصة أمام الفتيات في مصر لإيمانهم بمدى معرفتهم ومهاراتهم الفعالة والتي تظهر بقوة في الشركات العائلية التي تترأسها المرأة.

وأشارت إلى الدور الذي تلعبه المؤسسات الأمريكية في مصر من حيث تقديم البرامج الاقتصادية والتعليمية والمنح التي تقدمها في مختلف بقاع مصر وقطاعات الدولة كالتكنولوجيا وغيرها وذلك للعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة المستهدفة.

وأشارت إلى أن الجامعة الأمريكية تقدم العديد من البرامج سعيا لإتاحة الفرص الأكاديمية والبحثية للكثير من المصريين ليس للطلاب فقط لكن للمؤسسات التي تعمل محليا وكذلك المجتمع المدني. وذكرت أن هناك اهتماما كبيرا في مجال تطوير الأعمال وتمكين الأعمال التجارية للشركات الناشئة وحاضنات الأعمال لمساعدتهم على الننمية والانطلاق بأفكارهم والتركيز على تمكين المرأة من خلالهم كجزء من تحقيق رؤية مصر لدعم مكانة المرأة.