رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطة شيطانية.. لماذا يكتفي بايدن بانتقاد نتنياهو ويرفض تطبيق العقوبات على إسرائيل؟

بايدن ونتنياهو
بايدن ونتنياهو

كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، السر في الخطة الشيطانية التي يتبعها الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتي تتضمن انتقاد بايدن لنتنياهو علنًا، دون تطبيق أي عقوبات أو اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل ما يعزز من موقف نتنياهو أمام الإسرائيليين وحكومته.

وتابعت أن نتنياهو يعزز موقفه ويهين بايدن، حيث أعلن خطته لقطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب، وهي احتفاظ إسرائيل بسيطرة عسكرية لأجل غير مسمى وإنشاء مناطق عازلة ما يعني احتلال عسكري، تحت إدارة مدنية غامضة مكونة من فلسطينيين يرغبون في التعاون، وتمثل خطة نتنياهو صفعة على وجه بايدن، الذي أصر منذ أشهر على أن الولايات المتحدة لن تقبل احتلالًا عسكريًا إسرائيليًا أو محاولات للاستيلاء على أجزاء من قطاع غزة.

دعم بايدن المطلق لنتنياهو يضعه في مأزق

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإنه منذ أعلن بايدن دعمه غير المشروط لإسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى، تحدى نتنياهو علانية أهم حليف لإسرائيل ولم يدفع أي ثمن في مقابل ذلك، وفي كل أسبوع، ينتقد بايدن وكبار مساعديه نتنياهو وطريقة تعامله مع الحرب، لكنهم يواصلون توفير الغطاء الدبلوماسي الأمريكي وشحنات الأسلحة التي تسمح لإسرائيل بمواصلة حربها.

وتابعت أنه في الأسبوع الماضي، قبل أيام من إعلان نتنياهو عن خطته لما بعد الحرب، استخدمت واشنطن حق النقض "الفيتو" ضد القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وكانت هذه هي المرة الثالثة التي تستخدم فيها الولايات المتحدة حق النقض لحماية إسرائيل من قرار للأمم المتحدة منذ أكتوبر، وامتنعت بريطانيا فقط عن التصويت على الإجراء الأخير، في حين أيده أعضاء المجلس الثلاثة عشر الآخرون.

وأضافت أنه بعد يوم واحد، في 21 فبراير، وقفت الولايات المتحدة مرة أخرى بمفردها تقريبًا للدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود للضفة الغربية والقدس الشرقية، حيث قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي إن "احتياجات إسرائيل الأمنية الحقيقية" يجب أن تؤخذ في الاعتبار قبل أن تدعو المحكمة إلى انسحابها الفوري من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وطلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية، في عام 2022 مراجعة شرعية السياسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، وقدمت أكثر من 50 دولة مرافعاتها في جلسات الاستماع التي استمرت أسبوعًا في لاهاي، ولم يقف إلى جانب إسرائيل سوى عدد قليل من الدول – بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا والمجر.

وأوضحت الصحيفة أنه لا يبدو أن بايدن، الذي يُفترض أنه رجل عملي في السياسة الخارجية، منزعج من كون الولايات المتحدة واحدة من الدول القليلة التي تواصل بكل إخلاص دعم الحرب الإسرائيلية على غزة، بل وراهن على مستقبله السياسي من أجل دعم نتنياهو وإسرائيل ولكنه بدأ يخسر،  وفي الانتخابات الرئاسية هذا العام، حيث من المرجح أن يواجه دونالد ترامب مرة أخرى، فقد بايدن بالفعل الدعم بين التقدميين الشباب، والناخبين الأميركيين السود والعرب، الذين يشعرون جميعا بالغضب من رفضه كبح جماح إسرائيل.

وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من ذلك يرفض بايدن استخدام النفوذ الكبير الذي يتمتع به لإجبار نتنياهو على قبول وقف دائم لإطلاق النار، فإلى جانب توفير الغطاء الدبلوماسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى، تعد الولايات المتحدة أكبر مورد للأسلحة إلى إسرائيل، حيث قدمت 3.8 مليار دولار من الأسلحة إلى إسرائيل، فضلًا عن مساعدات عسكرية سنويا ومن دون إمدادات ثابتة من الأسلحة الأمريكية منذ أكتوبر لنفذت القنابل التي تسقطها إسرائيل على غزة. 

قال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية، في مؤتمر صحفي يوم 12 فبراير: "إنها عصا سحرية يمكنها التلويح بها لجعل أي موقف في العالم يسير بالطريقة التي نريدها تمامًا، وهذا ليس هو الحال أبدًا".

وأوضحت الصحيفة أن تعليق ميلر الوقح يثير سؤالا مهما: إذا لم يتمكن بايدن من استخدام مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية ــ والقدرة على قطع إمدادات إسرائيل من القنابل حرفيا ــ لإجبار نتنياهو على قبول وقف إطلاق النار، فماذا يمكن أن يفعل بايدن بالعصا السحرية؟

وأشارت إلى أنه بدلًا من استخدام نفوذها على نتنياهو، تحاول إدارة بايدن بدلًا من ذلك أن تُظهر للأميركيين أنه غاضب من نتنياهو، وأنه سخر منه وأهانه خلال الأسابيع القليلة الماضية، وقام مسؤولون أمريكيون مجهولون بتسريب نسخة من هذه القصة إلى صحيفة واشنطن بوست، ونيويورك تايمز، وشبكة إن بي سي نيوز.

وتابعت أن هذه التسريبات ما هي إلا ستار من الدخان لأن بايدن يرفض استخدام نفوذه لوقف الحرب، إما عن طريق وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل أو السماح بتمرير قرار الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار دون حق النقض الأمريكي، كما أن هذه التسريبات تجعل بايدن يبدو أضعف وتساعد في تعزيز مكانة نتنياهو في إسرائيل، ما يظهر أنه قادر على الوقوف في وجه الرئيس الأمريكي.