رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نص رسالة مطران الأرمن الكاثوليك بمناسبة بداية الصوم

الصوم
الصوم

وجه المطران كريكور أوغسطينوس كوسا رسالة لصوم 2024 لعيد القيامة وفقا للتقويم الغربي، بعنوان "قَدِّسُوا صَوْمًا. ونادوا باحتفال".

وقال كريكور في رسالته:"إلى إخوتي الكهنة الأحباء والراهبات الفاضلات،وإلى أبنائنا الأعزاء في أبرشية الإسكندرية وفي بلاد الإنتشار للأرمن الكاثوليك،وإلى المؤمنين أبناء الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسوليّةـ عليكم النِعمَةُ والسلام من لَدُنِ الله أبينا والرب يسوع المسيح" (رومة ١: ٧) وأوصيكم:"صلوا كل حين ولا تملوا، فالصلاة تصنع المعجزات".

وتابع "أعلن قداسة البابا فرنسيس سنة ٢٠٢٤ "سنة الصلاة" استعدادًا ليوبيل "حجّاج الرجاء" سنة ٢٠٢٥. كل الأبرشيات المنتشرة في العالم مدعوة إلى تعزيز مركزية الصلاة الفردية والجماعية. لهذا، من خلال تأملاتنا الإنجيلية هذا العام سنشترك مع كل شعب الله. لنعيش صومنا بشكل أفضل، ولنعيد علاقتنا الروحيّة العميقة مع الرب، من خلال الطرق العديدة للصلاة والتي نمارسها من خلال تقاليدنا الكنسية الغنية بالروحانيات، لأن الصلاة وحدها تقربنا من الله وهى قوة وطريق تؤدي بنا إلى القداسة."

وأكد مطران الأرمن الكاثوليك أن الصوم مبدأٌ روحي وممارسة مُتّبعة في العهدَيْن القديم والجديد، ومُدّته أربعين يومًا. لقد صام موسى على جبل حوريب سيناء لمُدّة أربعين يومًا، وإيليّا النبي صام أربعين يومًا، وأيضًا الرب يسوع المسيح صام الفترة ذاتها. والصيام في حياة موسى، وإيليا ويسوعَ، كان يسبقه أو يتبعه فترة من التجربة التي تحتاج إلى قوّة روحيّة عالية لمحاربتها. الرقم "٤٠" هو عدد سنوات التيهان التي عاشها الشعب في البريّة بحسب العهد القديم، عِقابًا على تمرّده وعدم ثقته بالله الحي الذي أخرجه من أرض مصر بيدٍ قويّة.

وتابع "يبدأ الصوم عادةً بِيَوم "إثنين الرماد"، والرماد رمزٌ للتوبة واعتراف الإنسان بضعفه، ويُذكرنا بيونان النبي حينما نادى أهل نينوى بالتوبة، إذ آمن الملك والشعب وصاموا عن الطعام، وأجبروا حتّى البهائم والحيوانات على الصوم، وجلسوا في المسوح والرماد تعبيرًا عن خضوعهم للدعوة الإلهيّة وتلبيةً للتوبة المطلوبة (سفر يونان ٣) وكذلك نادى يوئيل النبيّ الشعب قائلًا: "قَدِّسُوا صَوْمًا نَادُوا بِاحتفال" (يوئيل ٢: ١٥)، تعبيرًا عن التوبة والندم على خطاياهم."

أضاف:"في إثنين الرماد، تُمارس طقوس الصلاة على الرماد ثم وضعه على رؤوس المؤمنين، مع قول الاسقف او الكاهن للمُتقدّمين "أذكر يا إنسان أنّك من ترابٍ وإلى ترابٍ تعود" (تكوين ٣: ١٩). 

وبهذه الآية مع وضع الرماد، على الإنسان المُتقدّم أن يُفكّر في ضُعفه البشريّ والرجوع تائبًا إلى الله عن كلّ خطاياه، ليبدأ مسيرة الصوم بعودة صادقة إلى الله وبخلاصه الذي أتمَّهُ على الصليب، استعدادًا للاحتفال بأسبوع الآلام والقيامة المجيدة".