رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"نيويورك تايمز": اليمينيون المتطرفون يعملون على مخطط إعادة التوطين فى غزة

التوطين في غزة
التوطين في غزة

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الجمعة، أنه في الوقت الذي تتصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل لحملها على الانسحاب من غزة، تدفع مجموعة صغيرة من الإسرائيليين باتجاه العكس؛ حيث يريدون إعادة إنشاء المستوطنات اليهودية التي تم تفكيكها أثناء انسحاب إسرائيل من غزة في عام 2005.

أكدت الصحيفة في تقرير لها، بعنوان "غادر المستوطنون الإسرائيليون غزة في عام 2005. ويرون الآن فرصة للعودة"، أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة وقوى أخرى تضغط من أجل أن تصبح غزة جزءًا من دولة فلسطينية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لديه أولويات أخرى، بما في ذلك البقاء في السلطة واسترضاء شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف. وفي غياب خطة حكومية لما بعد الحرب، فإن "الحديث عن الاستيطان يملأ الفراغ ويثير قلق حلفاء إسرائيل".

وأشارت إلى أن حركة الاستيطان في غزة مدفوعة بالحماسة القومية والحماس الديني والمخاوف الأمنية بعد 7 أكتوبر، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حماس في جنوب إسرائيل.

وقالت: "إن الحرب اللاحقة - وغياب خطة واضحة وبديلة لمستقبل غزة - توفر ما يعتبره المستوطنون فرصة؛ حيث على مدار ما يقرب من عقدين من الزمن، ظل المستوطنون ومؤيدوهم ينظرون إلى انسحاب عام 2005 باعتباره نكسة كارثية".

وأضافت: "هناك أقلية قوية تحاول بناء الزخم وراء مشروع إعادة التوطين في غزة، وهي تحظى بدعم ثلث المشرعين في الائتلاف الحاكم اليميني المتطرف في إسرائيل".

وتابعت: "إن حلم المستوطنين بعودة الإسرائيليين إلى غزة يعني استبدال الفلسطينيين الذين يعيشون هناك حاليًا، وبينما تنقسم حركة المستوطنين حول كيفية القيام بذلك، فإن بعض المستوطنين المتطرفين يؤيدون الترحيل".

واستشهدت الصحيفة بمؤتمر للمستوطنين عقد مؤخرًا في القدس، والذي حضره 3500 شخص، بما في ذلك بعض الوزراء اليمينيين المتطرفين، حيث رفعت إحدى المجموعات لافتات كتب عليها: "الترانسفير وحده هو الذي سيجلب السلام".

وأثناء إلقاء خطابه في المؤتمر، رأى إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، الملصقات وقال للمجموعة: "أنتم على حق"، ثم أضاف عن الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة: "عليهم أن يرحلوا من هنا"، وهتف بعض الحاضرين: "الإخلاء فقط".

وأوضح التقرير أن حركة المستوطنين تتمتع بتاريخ طويل ومؤيدين أقوياء، بما في ذلك السيد بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي، مشيرة إلى أن كلا الرجلين يتمتعان بنفوذ كبير لأن حزبيهما الصغيرين مهمان لإبقاء ائتلاف نتنياهو الحاكم في السلطة.

وبدأت الحكومة الإسرائيلية ببناء المستوطنات بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، عندما استولت إسرائيل على الضفة الغربية.

وتعتبر معظم الدول المستوطنات غير قانونية، وتعتبرها عقبة أمام إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة. وعلى الرغم من انسحاب إسرائيل من غزة، إلا أن أكثر من 200 مستوطنة تؤوي ما يقرب من نصف مليون إسرائيلي ما زالت موجودة في الضفة الغربية المحتلة.

وإلى جانب السياسيين اليمينيين المتطرفين، تضم الحركة أيضًا إسرائيليين عاشوا في مستوطنات غزة قبل عام 2005، بالإضافة إلى متشددين دينيين من مستوطنات الضفة الغربية.

في هذا السياق، لفت تقرير "نيويورك تايمز"، إلى أن بعض المستوطنين ينظرون إلى العيش في غزة من خلال منظور ديني، حيث "يسعون للسكن في أرض أجدادهم تحقيقًا لما يعتقدون أنه وعد قطعه الله في زمن الكتاب المقدس". 

ويرى آخرون أن المستوطنات ضرورية لأمن إسرائيل، قائلين "إن الوجود المدني بين الفلسطينيين يجعل من الصعب على المسلحين تنظيم الهجمات".

فكرة إعادة التوطين تنشط بالقنوات السياسية

وأكد التقرير، أن "الدفع لإعادة توطين غزة يحدث عبر القنوات السياسية، حيث يحاول السياسيون اليمينيون المتطرفون منحها الدعم القانوني، وعلى المستوى الشعبي".

ونوه بأنه في أحد الاستفزازات التي وقعت الشهر الماضي، أرسل أنصار المستوطنات أطفالهم لفترة وجيزة لاختراق الخطوط العسكرية للعب داخل المنطقة العازلة بالقرب من حدود غزة، وأنه في نوفمبر اقترح 11 عضوًا في البرلمان الإسرائيلي، وأغلبهم من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، إلغاء القانون الذي يحظر على المواطنين الإسرائيليين دخول غزة.

كما نوه إلى أن حزب الليكود لم يتقدم بهذه المقترحات، ووصف نتنياهو إعادة التوطين بأنها "هدف غير واقعي".

حركة المستوطنين تتجاهل الانتقادات الخارجية

وتطرق التقرير إلى العقوبات المالية التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخرًا على عدد من المستوطنين في الضفة الغربية وسط تصاعد الهجمات التي يقودها المستوطنون على الفلسطينيين هناك، ما يسلط الضوء على المعارضة الأجنبية لخطط المستوطنين.

وذكر في هذا الإطار، أن حركة المستوطنين لديها سجل حافل بتجاهل الانتقادات الخارجية والسياسة الرسمية، وغالبًا ما تقوم ببناء مستوطنات غير مصرح بها والتي تحصل لاحقًا على موافقة الحكومة.

وبالفعل، يقوم زعماء المستوطنين بوضع خطط للتسلل إلى غزة، على أمل بناء قرى غير مرخصة يمكن الاعتراف بها في نهاية المطاف، وفق التقرير.