شعراء وتشكيليون: برحيل مجدى نجيب نودع جزءًا من روح مصر

نعى شعراء وتشكليون الشاعر مجدي نجيب، الذي غادرنا صباح الأربعاء عن عمر ناهز الثامنة والثمانين، مخلفا وراءه إبداعا يخلد ذكراه في سجل الأدب والفن المصري.   

برحيل مجدي نجيب نودع جزءًا من روح مصر

وعبر حساباتهم الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، نعى شعراء وتشكليون الشاعر مجدي نجيب، حيث كتب الناقد الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب الأسبق: مش قادر أكتب عن (عمى) كما كنت أناديه الشاعر والفنان مجدى نجيب، الجانب الإنسانى مسيطر عليا جدا، بابا كان زميله وصديقه فى مجلة الإذاعة والتليفزيون، وكانت معاملته معي في غاية الرقة واللطف دائما، أذكر فى مرة إنه فى أول عيد ميلاد لى بعد تعيينى معيدا بالكلية دعا أبى إلى سهرة معه بعد انتهاء العمل، فاعتذر أبى وقال له: النهارده عيد ميلاد أحمد ولازم أروح، فما كان منه إلا أن حمل ما أحضره لسهرته الخاصة، وأصر على توصيله لى بنفسه فى المنزل، قائلا: كل سنة وأنت طيب، ولم يجلس سوى دقائق معدودة لارتباطه بمن دعاهم، وانصرف".

وتابع: “أما على الجانب الفنى، فأناشد الأصدقاء المعاونين فى الحصول على دواوينه الشعرية بأى سعر، ومن أى مكان، رحم الله صاحب الروح الهائمة كالنسيم العابر، فى قيظ عالم ملتهب”.

الفنان صاحب البصمات التشكيلية العظيمة

وبدوره قال الشاعر مسعود شومان: "الشاعر الكبير العم مجدي نجيب القيمة الشعرية الكبيرة والفنان صاحب البصمات التشكيلية العظيمة، صاحب دواوين شعرية لها بصمتها منها.. صهد الشتا.. ليالى الزمن المنسى.. الحب فى زمن الحرب.. مقاطع من أغنية الرصاص.. الوصايا.. غاب القمر.. ممكن.. حبة ملح حبة سكر، فنان تشكيلى وكاتب أطفال وله إسهامات بارزة فى كتابة الأغنية، صدح بحروفه كبار الموسيقيين والمطربين والمطربات منهم رياض السنباطى، منير مراد، محمد الموجى، كمال الطويل، بليغ حمدى، محمد سلطان، عبد الحليم حافظ (كامل الأوصاف)، فايزة أحمد (العيون الكواحل.. يا هلالا غاب عنا.. آخد حبيبى... إلخ)، نجاة، شادية (قولوا لعين الشمس.. غاب القمر.. يا عزيز عينى... إلخ)، صباح (جانى وطلب السماح)، شريفة فاضل (لما راح الصبر منه.. دور دور لف الدنيا بحالها)، هانى شاكر، محمد منير، هدى سلطان، عفاف راضى، مها صبرى، أحمد منيب. إلخ

وقد شرفت أن أكون إلى جواره منذ سنوات بصالون جريدة الأهرام ملقيا الضوء على تجربته الشعرية مع الناقد التشكيلي صلاح بيصار وبحضور مقدر من عدد من كبار الفنانين والكتاب وقدم للصالون الشاعر والكاتب الصحفى القدير الصديق الأستاذ محمد حربى صاحب هذه المبادرة الكريمة. ألف رحمة ونور.

بدوره نعي الكاتب محمود دوير فقيد مصر قائلا: “برحيل الشاعر الكبير والفنان التشكيلي المبدع مجدى نجيب نودع جزءًا من روح مصر، رحل مجدى نجيب بعد أن ساهم بقدر كبير في صياغة وجدان أجيال متعاقبة وفتح على عقولنا شبابيك تدخل منها شمس الإبداع، وداعا عمنا وأستاذنا الكيير مجدى نحيب”.

بينما قال الدكتور زين عبدالهادي، المشرف على مكتبة العاصمة الإدارية: رحل المبدع المتنوع الجميل مجدي نجيب.

يعد مجدي نجيب واحدا من المثقفين القلائل الذين تنوع إبداعهم بين الفن التشكيلي والعمل الصحفي والكتابة الإبداعية بكل أنواعها، كما يعد واحدا ممن تركوا تأثيرا عميقا في الوجدان المصري بأغانيه التي استوحى بعضها من التراث الشعبي أو التراث الأندلسي إلى الإبداع الخالص سواء في قولوا لعين الشمس ماتحماشي أو أغنيته كامل الأوصاف وأغنية العيون الكواحل، أو الأغاني الشبابية لمحمد منير مثل شبابيك وممكن ومن أول لمسة وغيرها، وغنى له هاني شاكر سيبوني أحب وسواء في أعماله الموجهة للكبار أو أعماله الموجهة للصغار التي استوحى التراث أيضا في عناوينها.

وتابع “عبدالهادي”: وقف مجدي نجيب الشاعر الغنائي الكبير معبرا عن الحب والعشق فكتب قولوا لعين الشمس وغاب القمر يابن عمي لشادية وشبابيك لمحمد منير وكامل الأوصاف لعبد الحليم بتلك السهولة الجميلة غنائيا وموسيقيا، كما ألف الأغاني للعديد من المسلسلات مثل المسلسل الإذاعي دنيا بنت دنيا (١٩٧٣) والمسلسل التليفزيوني لم يكن أبدا لها (١٩٩٣)، وأفلام مثل صوت الحب (١٩٧٣)، وبمبة كشر (١٩٧٤)، ومولد يا دنيا (١٩٧٥)، وامرأة في دمي (١٩٧٨)، كما أن مجدي نجيب له العديد من الأعمال الروائية ومجموعات قصص قصيرة منها وش يشبه حزننا، وديوان الأغاني الذي ضم أعماله الغنائية، وهو ديوان شعري، وكذلك صهد الشتاء (١٩٦٤) وليالي الزمن المنسي (١٩٧٤)، ومقاطع من أغنية الرصاص (١٩٧٦) وممكن (١٩٩٦) والوصايا (١٩٩٧) وغاب القمر ومن صندوق الموسيقى وهي مجموعات قصص قصيرة والعاشقان وهو كتاب عن الحب، ورواية ولد وأربع بنات وغيرها كما أن له العشرات من الكتب الموجهة للأطفال والناشئة.

وكتب الناقد والفنان التشكيلي صلاح بيصار: وداعا الفنان الشامل مجدى نجيب شاعر الألوان غاب القمر يا ابن عمى، ودع الحياة فجر اليوم أخى وصديقى الفنان الشامل مجدى نجيب بعد رحلة معاناة مع المرض كان مجدى نجيب العزيز نموذجا للفنان الشامل متعدد الإبداعات.