رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس دير للروم الأرثوذكس: نرفض عولمة العصر الجديد

 الأنبا نيقولا انطونيو
الأنبا نيقولا انطونيو

نشر الأنبا نيقولا انطونيو متحدث كنيسة الروم الأرثوذكس، ووكيلها للشؤون العربية، بعض تصريحات الأرشمندريت جورج كبساني، رئيس دير غريغورييُو في جبل آثوس المبارك، حول "العولمة".

وجاء فيها أنه يبدو أنّ العولمة هي هدف "العصر الجديد"، وهو التيّار الهادف إلى استبدال المسيح بضدّ المسيح، حكم ضدّ المسيح سوف يبدأ، بحسب العصر الجديد، في الألفيّة الثّالثة، فاليوم كثر من يتحدّثون عن العولمة، بينما تخطّط وتهيّء لها حفنة من البشر، العولمة في الاقتصاد، وفي خلق قوّة متفوّقة شاملة، وفي الدّين أيضًا.

وأضاف: كمسيحيّين، نحن نرفض أن نقبل أو نشارك في عولمة "العصر الجديد". العولمة الحقيقيّة بدأت بتجسّد كلمة الله، الّذي ضمّ الطّبيعة البشريّة كلّها ووحّد "الّذي كان موجودًا" وأقام "آدم في الرّحم". يسوع المسيح هو الإنسان الكونيّ الوحيد. "لأنّه في المسيح يسوع لا يهوديّ ولا يونانيّ، لا عبد ولا حرٌّ، لا ذكر ولا أنثى، لأنّكم جميعكم واحد في المسيح يسوع"(غلا3: 28). 

وكلّ مسيحيّ اتّحد بالمسيح، ويحيا المسيح فيه وهو في المسيح، يصبح هو أيضًا مسيحيًّا كونيًّا. إنّه يضمّ كلّ البشر بغضّ النّظر عن جنسهم، ولغتهم، ودينهم، وإثنيّتهم. يصبح إنسانًا كونيًّا، كونًا مصغّرًا، وفي الوقت عينه كونًا شاملًا، لأنّه يضمّ في ذاته لا فقط البشريّة بل كلّ الخليقة أيضًا.

في زمان مجيء السيّد، كانت روما قد حقّقت نوعًا من العولمة، من خلال "باكس رومانا"، الّذي نصّ على التمييز بين الأحرار والعبيد، والمستَغَلّين والمُستَغِلّين، وفرضت عبادة الآلهة والإمبراطور الرّومانيّ، الّذي اعتبره المسيحيّون سابقًا لضدّ المسيح.

في ليلة الميلاد ترتّل الكنيسة: "إن أغسطس لما انفرد بالرئاسة على الأرض كفّت كثرة رئاسات البشر وأنت لما تأنستّ من النّقيّة بطُلت عبادة كثرة الآلهة الوثنيّة، فالمدن صارت تحت سلطة واحدة عالميّة والأمم آمنوا بسيادة واحدة إلهيّة. الشّعوب اكتُتبوا بأمر قيصر وأمّا نحن المؤمنين فقد كُتبنا باسم لاهوتك يا إلهنا المتأنِّسُ فعظيمةٌ مراحمك المجد لك".

ففي ذلك الزّمان، الشّعوب اكتُتبت بأمر قيصر أمّا اليوم فهي مكتَتبة بأسماء الحكومات المتعدّدة والقوى الفائقة الكونيّة. أمّا المسيحيّون فلا ينتمون إلى هذا التّعداد، لأنّه متمحور في الإنسان وأحيانًا الشّيطان. المسيحيّون يسألون أن يُكتَتبوا باسم المسيح الإله الإنسان. نحن ندعو إلى كونيّة ما هو إلهيّ، كونيّة جسد المسيح الّذي هو الكنيسة.. هذا هو رجاؤنا ولأجل ذلك نجاهد.

وفي سياق متصل واحتفالًا بعيد كنيسة دخول السيد إلى الهيكل التابعة للجمعية اليونانية في القاهرة، أقيمت خدمة القداس الإلهي في الكنيسة برئاسة المتروبوليت نقولا مطران إرموبوليس (طنطا) والنائب البطريركي للناطقين بالعربية. بمعاونة الأرشمندريت نقولا فانوس راعي كنيسة القديس جيورجيوس في طنطا.

وفي نهاية القداس الإلهي، أقيمت خدمة صلاة الخمس خبزات (التي أشبع بها الرب يسوع المسيح سبعة آلاف في البرية)، بحضور رئيس وأعضاء مجلس رعية كنيسة القديس جيورجيوس والمؤمنين من طنطا والمحلة الكبرى وشبين الكوم.

وألقى المتروبوليت نقولا عظة عن تقديم العذراء مريم ويوسف الصديق الطفل يسوع إلى الهيكل اليهودي وتقديمهما ذبيحة كفارة للخطايا عن يسوع الذي بلا خطيئة، وكذلك كطلب يسوع من يوحنا المعمدان كي يُعمده معمودية التوبة والذي هو بلا خطيئة. ذلك كي نتمثل بيسوع في حياتنا الكنائسية وذلك بتقديم الأم طفلها بعد أربعين يومًا من مولده بحضورها إلى الكنيسة مع طفلها ليُدخلهُ الكاهن إلى الكنيسة حاملًا إياه على ذراعيه. 

وقد رتبت الكنيسة أن المولود إذا كان ذكرًا يحملع الكاهن إلى داخل الهيكل لأنه مشروع كاهن، أي عندما يكبر قد يصير كاهن. اما إن كان المولود أنثى فلا يحملها الكاهن داخل الهيكل لأن مثالها العذراء مريم والدة الرب يسوع المسيح الكاهن الأعظم وبالتالي هي ستكون والدة الكاهن الذي سيكون على مثال الكاهن الأعظم. وذلك كما في معمودية يسوع على يد يوحنا كي نتمثل به لنعتمد معمودية مغفرة الخطايا.