رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انهيار المعدن النفيس والأخضر.. الذهب يُرافق الدولار فى "رحلة السقوط"

الذهب
الذهب

تراجعت أسعار الذهب في مصر بالتزامن مع عودة التسعير في أسواق الذهب إلى الانتظام بشكل تدريجي، وذلك في ظل تراجع ملحوظ في سعر صرف الدولار في السوق الموازية، بالإضافة إلى ارتفاع في المعروض من الذهب في السوق. 

وافتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم، الإثنين، عند المستوى 3500 جنيه للجرام، ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3400 جنيه للجرام، وذلك بعد أن انخفض يوم أمس بمقدار 50 جنيها، ليغلق عند المستوى 3500 جنيه للجرام، بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 3550 جنيها للجرام. 

ويرجع الانخفاض الكبير في أسعار الذهب المحلي يوم أمس بعد عودة التسعير إلى الانتظام إلى تراجع مستويات الدولار في السوق الموازية بشكل سريع منذ كون سعر الدولار الموازي مصدرا هاما لتسعير الذهب، وهو المحرك الرئيسي للذهب مؤخرًا.

كما أن الحديث عن سيولة دولارية قد تدخل مصر قريبا من مشروعات استثمارية جديدة، بجانب اقتراب اتفاق مصر مع صندوق النقد على زيادة قيمة القرض فوق 7 مليارات دولار، كلها عوامل ساعدت على تهدئة السوق الموازية، ومن ثم هبوط أسعار الذهب في مصر. 

وساعد أيضًا انتشار أخبار عن مفاوضات مشروع رأس الحكمة على دفع سعر الدولار في السوق الموازية إلى التراجع بسبب توقعات بحصول مصر في الفترة القادمة على سيولة دولارية من شأنها أن تلبي جزءًا من الاحتياجات الضرورية. 

وكشف تقرير "جولد بيليون" عن حدوث ارتفاع في المعروض من الذهب في ظل عمليات البيع العكسي للذهب من جانب المواطنين، بعد أن سجل الذهب مستويات فوق 4000 جنيه للجرام، الأمر الذي زاد من المعروض في الأسواق وبالتالي انعكس بالسلب على سعر الذهب. 

وبالنسبة لسعر الأونصة العالمي، فقد شهد انخفاضا، يوم الجمعة الماضي، بنسبة 0.7% ليفقد 15 دولارا، ما ساهم في زيادة الضغط السلبي على أسعار الذهب المحلي.

جدير بالذكر، أن عدم انتظام التسعير في سوق الذهب خلال الفترة الماضية حال دون تأثر أسواق الذهب بقرار البنك المركزي، يوم الخميس الماضي، بخفض أسعار الفائدة بواقع 200 نقطة أساس، ومع عودة التسعير تدريجيًا يومي السبت والأحد بدأ التأثير السلبي يظهر على أسعار الذهب.

رفع أسعار الفائدة من شأنه أن يجذب المزيد من السيولة النقدية من الأسواق إلى القطاع البنكي وأسواق السندات الحكومية، وذلك بالتزامن مع انتهاء السيولة النقدية الناتج عن استحقاق شهادات الـ25%، ما يزيد من التوقعات بأن السيولة الموجهة إلى أسواق الذهب قد تشهد تراجعا خلال الفترة القادمة.

بالإضافة إلى هذا قد تجتذب الشهادات بعض الفئات التي تبحث عن زيادة في الدخل في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار ومعدلات التضخم الحالية، وذلك بعد رفع المركزي المصري أسعار الفائدة ما يسمح للبنوك بتقديم أوعية ادخار متنوعة بعائد مرتفع خلال الفترة القادمة، وهو الأمر الذي لا يستطيع الذهب تقديمه لممتلكيه كونه يعد ادخارا لا يقدم عائدا.

وبالنسبة للأخبار المحلية، فقد انكمش القطاع الخاص المصري غير النفطي خلال شهر يناير الماضي إلى 48.1 مقارنة مع القراءة السابقة 48.5، ليسجل انكماشا للشهر الـ38 على التوالي، مع العلم بأن المستوى 50 في المؤشر يعد حدا فاصلا بين النمو والانكماش.

من جهة أخرى، اتسع العجز في الميزان التجاري لمصر بنسبة 5% في نوفمبر 2023 وصولًا إلى 3.07 مليار دولار، بعد أن كان العجز بقيمة 2.9 مليار دولار في نوفمبر 2022، حيث انخفضت الصادرات في نفس الشهر بنسبة 20.6 لتسجل 3.21 مليار دولار.

وأصدرت مؤسسة "جولدمان ساكس" المالية الأمريكية، تقديرا للفجوة التمويلية في مصر خلال الأربع سنوات القادمة، لتشير إلى وصولها إلى 25 مليار دولار، وأشار البنك إلى أن إجمالي الاحتياجات التمويلية للعام المالي الحالي يصل إلى 18.6 مليار دولار. 

توقعات أسعار الذهب
افتتح سعر الأونصة العالمية تداولات اليوم على انخفاض كبير، دفعها لتسجيل أدنى مستوى في أسبوع، وذلك بسبب التأثير السلبي لتقرير الوظائف الأمريكي الذي صدر يوم الجمعة الماضي، ليظهر قوة مرونة الاقتصاد الأمريكي، بالإضافة إلى تصريحات رئيس الفيدرالي، جيروم باول، الذي قلل من فرص خفض الفائدة في وقت قريب هذا العام.

وبالنسبة للسوق المحلية للذهب، فقد شهد تراجعًا خلال اليومين الماضيين بعد عودة التسعير إلى الانتظام بشكل تدريجي، لتبدأ الأسعار في التراجع متأثرة بالانخفاض السريع في سعر صرف الدولار في السوق الموازية، بالإضافة إلى عمليات البيع من قبل المواطنين للاستفادة من السعر المرتفع للذهب، ما زاد من المعروض من الذهب في السوق.

وأغلق الذهب العالمي تداولات الأسبوع الماضي تحت المستوى 2040 دولارا للأونصة، وهو ما دفعه إلى انخفاض كبير مع بداية هذا الأسبوع، ليهبط إلى منطقة الدعم 2020- 2025 دولارا للأونصة، والتي قد تحد من عمليات الهبوط وتدفع السعر إلى تحركات عرضية حول هذه المنطقة.

بقاء سعر الذهب فوق المستوى 2015 دولارا للأونصة يعطيه فرصة لتجميع زخم صاعد والعودة إلى الارتفاع، ولكن حتى الآن تستمر الضغوط السلبية على السعر والتي قد تدفعه إلى استمرار التذبذب حول مناطقه الحالية.

سعر الذهب المحلي اليوم 

افتتح الذهب تداولات اليوم الإثنين عند المستوى 3500 جنيه للجرام عيار 21، وذلك بعد تراجع يوم أمس إلى المستوى 3400 جنيه للجرام، ويبقى الترقب حاليًا في سوق الذهب مع توقعات بتسجيل المزيد من التراجع؛ بسبب انخفاض سعر الدولار في السوق الموازية.

السعر انخفض بشكل سريع من مستويات أعلى من 4000 جنيه للجرام، ليصل إلى المستويات الحالية، ولكن قد نشهد تحركات حذرة في السعر عند المستويات الحالية.