المؤرخ معتز محمد عثمان: الدرهم كان يستخدم كوزن وليس عملة
قال الدكتور معتز محمد عثمان إن هناك أصول وقواعد النقد البناء في مهام التوثيق والأرشفة لحساسية هذا المجال، وأشار إلى أنه يجب التفرقة بين النقد البناء وبين النقد الهدام، لأن النقد له أصوله وقواعده، فالنقد العلمي قد يتحول لنقمة، وعلى الناقد الاختيار، وأن يدرك الناقد مدى خطورة نقده الهدام للوسط التاريخي.
جاء ذلك في الندوة التي عقدت بالقاعة الدولية بلازا "2" تحت عنوان "النقود في عملية التوثيق والأرشفة وتصحيح التاريخ"، بحضور الدكتور محمد عثمان الباحث والمؤرخ التاريخي، ويديرها الدكتور سعيد عبدالحميد حسن رئيس مجلس إدارة المؤسسة الدولية لصيانة التراث الثقافي.
معرض القاهرة الدولي للكتاب
وذهب الدكتور معتز عثمان إلى أن هناك بعض النقاط الجدلية التي تظهر على السطح من وقت إلى آخر في تاريخ المسكوكات الإسلامية، فلا يوجد كتاب حتى عصرنا هذا يوثق تاريخنا، متابعًا: «هناك من يشكك في تاريخنا عبر المسكوكات، وأن هناك أخطاءً في القرآن على سبيل المثال، وهذا يجب علينا ألا نتوقف عنده».
وتابع: هل تم انتهاء أسلوب المقايضة؟!!، أكد على نظام المقايضة بوجههه الشمولي قد انتهى في عصرنا الراهن.
وأشار الدكتور معتز محمد عثمان إلى أن أول استعمال للدرهم كان في عام 1100 قبل الميلاد، ولفت إلى أن المشككين في القرآن الكريم ذهبوا إلى أن في العهد المصري القديم "قصة سيدنا يوسف عليه السلام"، بالإشارة إلى الآية الكريمة "وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين"، أما ما تذهب إليه الآية الكريمة أن الثمن الذي دفع مقابل سيدنا يوسف كان مساويًا لبضعة دراهم وزنًا وليس العملة المعروفة لنا حاليًا، بمعنى أنه تم بيعه بوزن فضي بسيط ومنقوص بخس وهو المتعارف عليه عند أهل شبه الجزيرة العربية.
وتابع: الدرهم والعملات اليونانية بمعنى القبضة، فكلمة دراهم اليونانية أصلها من اللغات السامية وهذا مثبت بالنصوص المسمارية، حيث كانت تستخدم دائمًا كوحدة قياس عرفها سكان الشرق الأوسط قبل سيدنا يوسف الصديق بفترة زمنية طويلة، وكذلك نطق الكلمة بكل أشكالها في اللغة اليونانية يثبت أنها ليست من أصل يوناني، ما يعني أن القرآن الكريم لم يخطئ، فكلمة درهم كوزن وليس عملة كان لها وجود قبل زمان سيدنا يوسف في منطقة الشرق الأوسط بآلاف السنين.
