رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير عبرى: مصر تستطيع حل أزمة غزة.. وعلى إسرائيل تجنب استفزازها

العدوان الاسرائيلي
العدوان الاسرائيلي على غزة

حذر تقرير عبري من تداعيات محاولة حكومة الاحتلال الإسرائيلي استفزاز مصر على ضوء استمرار الحرب على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، مؤكدًا أن ذلك الأمر يعرض إسرائيل للخطر ويهدد العلاقات مع القاهرة.

وأكدت الباحثة الإسرائيلية ميرا تزوريف المحاضرة في قسم تاريخ الشرق الأوسط وإفريقيا والباحثة في مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب، أن تجاهل  حكومة الاحتلال الإسرائيلي للخلاف المتزايد مع مصر يهدد بأزمات جديدة.

ميرا تزوريف: تهديد مصر بنتائج عكسية

وقالت ميرا تزوريف وفقا لما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل، إنه على مدى الأسابيع العديدة الماضية منذ بدء الحرب البرية على قطاع غزة حذرت مصر إسرائيل مرارًا من خطط فرض السيطرة الأمنية على طريق فيلادلفيا (محور صلاح الدين)، وهو الممر الذي يبلغ طوله 14 كيلومترًا ويمتد على طول الحدود بين مصر وغزة، ولكن مع ذلك، يبدو أن القيادة الإسرائيلية تصر على مطالبها بل إنها قامت من باب الوقاحة الدبلوماسية، في جلسة الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية في لاهاي، باتهام  القاهرة بعرقلة تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة، مما دفع الرئيس  عبدالفتاح السيسي إلى طرح إمكانية استدعاء سفيره من تل أبيب، بالإضافة إلى ذلك، زعمت إسرائيل أن مصر تسمح بتهريب الأسلحة إلى غزة، وهو مزاعم نفاها المسئولون المصريون.

وتابعت تزوريف، في مقابلة مع تايمز أوف إسرائيل “صمدت معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر لما يقرب من أربعة عقود ونصف من الحروب والتوترات الإقليمية التي لا تعد ولا تحصى، ولكن لم يكن هناك حديث من قبل عن تعرضها للخطر وإذا استمرت إسرائيل في تهديد  مصر فسوف يأتي ذلك بنتائج عكسية في النهاية” .

مصر ترفض احتلال محور فيلادلفيا

وقالت الباحثة الإسرائيلية إن القاهرة تتفهم مخاوف إسرائيل بشأن تأمين الحدود بين غزة وسيناء، مشيرة إلى انه وفي عام 2005، وقع الجانبان اتفاقية فيلادلفيا، التي نصت على أن تتولى مصر مسؤولية تأمين المحور بطول 14 كيلومترًا بـ750 جنديًا، ولتلبية مخاوف إسرائيل، عرضت مصر بعد بداية الحرب تعزيز تلك الوحدة الحدودية، لكن بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، لم يكن ذلك كافيا.

وأوضحت ميرا تزوريف أنه بدلًا من الدخول في مفاوضات مع مصر، تحدث نتنياهو عن “احتلال” ممر صلاح الدين، في حين تحدث وزير الزراعة ومدير الشاباك السابق آفي ديختر ووزير الخارجية إسرائيل كاتس عن “السيطرة”، وينظر إلى هذا المصطلح في مصر على أنه تهديد لسلامة أراضيها وسيادتها وهو أمر ترفضه القاهرة بشكل كبير وتعتبره إهانة على المستوى الشخصي والوطني.

مصر ترفض مخطط تهجير الفلسطينيين

وقالت الباحثة إن مصر عازمة على الحفاظ على سيطرتها على الحدود مع غزة ولن يقبل الرئيس السيسي تحت أي ظرف من الظروف باستقرار مليوني فلسطيني من غزة في شبه جزيرة سيناء، كما اقترح بعض كبار المسئولين الإسرائيليين.

 وتابعت ميرا تزوريف أن الرئيس السيسي سمح ووافق على فتح ممر مساعدات إلى غزة والسماح للجرحى الفلسطينيين بالدخول مؤقتا إلى سيناء لتلقي العلاج الطبي في المستشفيات المصرية، كما رفض  بشكل صارم للضغوط الإسرائيلية الرامية إلى تهجير سكان غزة إلى سيناء والحفاظ على سيادة مصر الإقليمية.

وقالت الباحثة إنه ليست من مصلحة دولة الاحتلال الإسرائيلي العداء مع مصر ولكن عليها أن  تدخل في مفاوضات، وأن تستمع إلى ما يقدمه الرئيس السيسي  وما هي خطوطه الحمراء وفي نهاية المطاف، فإن الحفاظ على الأمن على طول حدود غزة يصب في المصلحة المشتركة لكلا البلدين.

وشددت ميرا تزوريف على أن الدور المصري مهم للغاية كوسيط وهو أمر معروف تماما في المجتمع الدولي، وهي الوسيط المتوازن، وقطر شريك لا مفر منه في هذه المفاوضات، لكنها دولة ليس لها بحجم تاريخ وثقافة مصر، ومن ناحية أخرى، مصر بلد ليس لديه ثقافة عالية فحسب، بل لديه حضارة فهي محاور ناضج يسعى إلى إيجاد الحلول، حتى إنها طرحت خطة سلام من ثلاث مراحل لإنهاء الصراع ــ والتي تجاهلتها إسرائيل إلى حد كبير، فالقاهرة، وليس الدوحة، هي العنوان الحقيقي الذي تلجأ إليه جميع الأطراف عندما تريد دفع المحادثات إلى الأمام.