رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رفض الهروب فعاقبه الاحتلال.. أهوال الاعتقال عاشها مدير قسم الجراحة بالمستشفى الإندونيسي (خاص)

الدكتور محمد الرن
الدكتور محمد الرن

قبل 50 يومًا.. وبينما كان الدكتور محمد الرن مدير قسم الجراحة بالمستشفي الإندونيسي في قطاعغزة، يجري عملية جراحية لأحد النازحين، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي ليقضي الأيام الخميسن داخل المعتقلات الإسرئايلية قبل أن يخرج اليوم من سجنه في صحراء النقب، وقد تدهورت حالته بعد الأهوال التي عاشها.

سائد عابد نجل شقيق “الرن” كشف لـ"الدستور"، عن تدهور حالته الصحية، وروي الكثير من كواليس وظروف اعتقال عمه.

الدكتور محمد الرن قبل الاعتقال

يقول “عابد” الدكتور محمد الرن من مدينة بيت لاهيا الواقعة شمال قطاع غزة، حاصل على البورد الأوروبي بالجراحة العامة ويحمل الجنسية البوسنية، لا ينتمي لأي فصيل فلسطيني وهو دكتور مدني وفي كل الحروب يكون بالعادة على رأس عمله .

وتابع: “الرن” شغل سابقا منصب مدير قسم الجراحة بمستشفى الشفاء في مدينة غزة والتي تعتبر أكبر مجمع طبي في قطاع غزة، ومؤخرًا تم تعيينه مديرا عاما لقسم الجراحة في المستشفى الإندونيسي شمال القطاع.

لحظة خروج الدكتور الرن اليوم

وأضاف: “مع بداية الحرب الإسرائيلية، كان الدكتور محمد الرن على رأس الفرق الطبية التي تقوم بعملها الطبي والإنساني لإسعاف المصابين جراء استهدافات الاحتلال، وبعد فترة وجيزة تعرضت المستشفى الاندونيسي للحصار وقطع الامدادات، قبل أن تقتحمها قوات الاحتلال بوقت قليل وبعد انقطاع الخدمات والكهرباء والماء والمستلزمات الطبية تمكن من إخلاء المستشفى، ثم طلب منه الصليب الأحمر مغادرة غزة كونه يحمل الجنسية البوسنية ولكنه رفض”.

وقرر متابعة العمل والانتقال لإجراء العمليات الجراحية فى مستشفى كمال عدوان شمال غزة وكانت المستشفى الوحيد الذي يعمل آنذاك، متابعا تمت أيضا محاصرة هذا المستشفى وتم اقتحام المستشفى باستخدام الجرافات العملاقة وهدمه فوق رؤوس المرضى والأطباء والنازحين، ولحسن الحظ أيضا تمكن من الإخلاء عن طريق سيارة إسعاف تابعه للصليب الأحمر وقرر الذهاب ومتابعة العمل والقيام بمهامه بمستشفى المعمداني وكان هذا المستشفى اخر معقل واخر مستشفى كان يقوم بالعمليات الجراحية والرعاية الصحية للمواطنين في مدينة غزة وشمال القطاع".

ويضيف عابد "بعد فتره وجيزة أيضا تم محاصرة المستشفى واقتحام المستشفى وكان الدكتور الرن يجري عملية جراحية في غرفة العمليات لأحد المصابين النازحين، وتم اعتقاله من غرفة العمليات مع بعض الأطباء والممرضين أثناء القيام بالعملية الجراحية.

ويؤكد أنه تم فقدان الاتصال به في أول فترة ولكن وردت أنباء من بعض المعتقلين المفرج عنهم أنه قابع في سجن صحراوي في العراء مع عدد كبير من المعتقلين ووضع السجن شحيح من كل مستلزمات الحياة، بالإضافة إلي تعرضه للضرب والإهانة والتحقيق.

ويشير “عابد” إلي أنه كونه يحمل الجنسية البوسنية تم مناشدة السفارة البوسنية وقاموا بالاتصال بقوات الاحتلال وتنكر من معرقة مكانه أو إن كان معتقل لديهم وبعد اصرار شديد من الخارجية البوسنية قام الاحتلال بالاعتراف بأن الدكتور محمد الرن متواجد لديهم في معتقل وسط صحراء النقب، وبعد 51 يوم من الاعتقال تم الافراج عنه بحالة صعبة ومريرة جدا، وتم إخلاء سبيله صباح اليوم  عبر معبر كرم أبو سالم بجنوب قطاع غزة.

ووثق “عابد” لحظة خروج “الرن” عبر المعبر بمجموعة من الصور التي تكشف وتفضح وحشية الاحتلال الإسرائيلي بحق المعتقلين، ليس فقط لخاله، ولكن لمجموعة كبيرة من المفرج عنهم وهم في حالة يرثي لها، وأغلبيتهم من كبار السن والشيوخ.