رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علي هامش معرض الكتاب

هناء متولي لـ"الدستور": القرية تحولت إلى مدينة صغيرة مشوهة (حوار)

هناء متولي مع محررة
هناء متولي مع محررة الدستور

تشارك الروائية هناء متولي في فعاليات الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب من خلال أحدث إصداراتها الأدبية، رواية “يوم آخر للقتل” الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية للنشر التي تكشف فيها بشجاعة عن الوجه المظلم لحياة النساء في مجتمع يقتات علي الممارسات السرية والأكاذيب.

واستهلت هناء متولي، حديثها إلى أن روايتي “يوم آخر للقتل” تتناول الريف في الوقت الحاضر، الريف المختلف عما اعتدنا علي مشاهدته في الأفلام والمسلسلات أو في كتابات وروايات قديمة ككتابات الأساتذة خيري شلبي ومحمد البساطي.

وتابعت هناء: "كما تتناول الرواية التغيرات التي أصابت الريف المصري في وقتنا الراهن. ورغم التكولوجيا والتطور، إلا أن الريف مازال أسير الخرافات التي لم يحصل علي حصانة منها.   

روايتي يوم آخر للقتل كتبتها في شكل غرائبي أهل القرية كل يوم يستيقظون على جثة غريقة ووكل هذه الجثث لنساء فقط هنا يميل الناس إلي الحل الأسهل وتفسير هذه الظاهرة ــ جثث النساء الغرقة ــ بلعنة ملتصقة بالنساء، دون البحث عن أسباب حقيقية، مما يدفع بطلات الرواية للدفاع عن أنفسهن، لكن في النهاية نري نماذج من صور القهر الذي تتعرض له النساء خاصة في الريف مثل الختان والمشاكل المتعلقة بالميراث وغيرها من المشكلات التي لم تأخذ النساء فيها حقهن بصورة حقيقية إلا بشكل صوري فقط.

وعن أبرز المتغيرات التي ألمت بالريف المصري في وقتنا الحاضر ورصدتها في روايتها، قالت الروائية هناء:"التغيير، تغيير ظاهري في الشكل فقط، علي مستوي شكل المباني والأسواق، القرية تحولت إلي مدينة صغيرة مشوهة، لكن أفكار الناس ومعتقداتهم الخرافية لم يصبها أي تغيير، فمازالوا يفكرون بالفكر القديم وهو ما تدفع النساء ثمنه في النهاية.

وعن مشاركتها في معرض القاهرة للكتاب وما نشر لها من قبل تابعت هناء:صدر لي من قبل “أسرار سفلية”، ومجموعة قصصية بعنوان “التنفس ببطء”، وحصلت عنها علي جائزة سعاد الصباح للإبداع العربي 2021، ويوم آخر للقتل هي روايتي الثانية.

وعن زمن الرواية وهل مازلنا نعيشه قالت هناء:"نعم، فالرواية مازالت تحتل أكبر مساحة من المبيعات، وهي الحل الأسهل الذي تراهن عليه دور النشر. لكن هناك أيضا اهتمام بالقصة القصيرة والمسرح ولكن ليس بقدر الاهتمام بالرواية، خاصة مع سهولة التسويق لها.

وعن انطباعها عن دورة معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام أضافت: "هذا العام المعرض أفضل بكثير رغم أننا في بداية أيامه، وهناك إقبال كبير من الزوار عن العام السابق، أيضا هناك اهتمام من دور النشر في عدد إصداراتها. ومن الملاحظ أن تواجد الأقلام النسائية أكثر من الأعوام الماضية، وهو مؤشر مهم، فلفترات طويلة كنا نعتقد بأن الكتابة فعل ذكوري.

وعن الظواهر الثقافية والروائية، كانتشار روايات أدب الرعب لفترة، وروايات أدب الجريمة فترة أخري، وصولا لانتشار الروايات التاريخية ومدي ارتباط هذه الظواهر بالجوائز الثقافية. 

تابعت متولي: الروايات والكتابة عموما أصبح بها موضات، ففي أوقات سادت الكتابة الرومانسية وأصبحت موضة، الكتابت التي تشبه بريد القراء هي الموضة، الرعب، الأكشن، الجريمة. والآن الموضة هي الروايات التاريخية لاهتمام الجوائز بالكتابة التاريخية، والحقيقة كلها ظواهر وموضات تظهر وما تلبث أن تختفي. لكن الإخلاص هي أن يكتب الكاتب ما يشبهه ويقتنع به، وفي النهاية الكتابة الإنسانية هي التي تعيش للأبد.