رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قيادات «الإنتاج الإعلامى» يكشفون خطة إحياء «هوليوود الشرق»

مدينة الإنتاج الإعلامى
مدينة الإنتاج الإعلامى

طفرة كبيرة حققتها مدينة الإنتاج الإعلامى، برئاسة عبدالفتاح الجبالى، على صعيد عمليات التطوير وجذب الاستثمارات، بشكل يسهم فى إعادة الريادة الإعلامية والفنية إلى مصر من جديد.

تتمثل أبرز هذه الإنجازات فى اتخاذ إجراءات مهمة لتسهيل تصوير الأفلام الأجنبية فى البلاد، وكذلك ترميم ٥٠ فيلمًا من كنوز السينما المصرية، فى مركز التراث التابع لها، والذى يتم من خلاله إجراء عمليات الترميم الرقمى وتصحيح الألوان، ونقل الصورة إلى تقنية الـ٤K ذات الجودة العالية.

والتقت «الدستور» عددًا من مسئولى المدينة، للحديث عن هذه الإنجازات والطفرة التى حققها الكيان، وآخر مستجدات المشروعات والبروتوكولات المتعلقة بترميم الأفلام أو منح الشركات العالمية تصاريح التصوير، وغيره.

عبدالفتاح الجبالى: 130% أرباحًا.. وسهم المدينة يقفز لـ23 جنيهًا لأول مرة منذ ٢٠ عامًا

قال عبدالفتاح الجبالى، رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى، إن المدينة أضافت أكثر من ١٠٠ ألف متر مربع كمناطق تصوير جديدة، بجانب المناطق القديمة؛ لتسهيل عملية تصوير الأفلام والمسلسلات. 

وذكر أن المدينة حققت صافى أرباح بمقدار ١٣٠٪ خلال الفترة الماضية، وهو ما يعد إنجازًا كبيرًا، حيث تجاوز سهم الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامى ٢٣ جنيهًا، وهو إنجاز لم يحدث منذ ٢٠ عامًا.

وبيّن أن مركز الترميم فى المدينة أسند إليه العديد من أعمال الترميم، التى تتم بأيدٍ مصرية ١٠٠٪، وتم مؤخرًا ترميم جميع تسجيلات الشيخ الجليل محمد رفعت، التى تم تسجيلها منذ ١٠٠ عام، بخلاف ترميم أفلام لصالح مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية، وأفلام أخرى لصالح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، ومهرجان البحر الأحمر. 

وأوضح أن المدينة عقدت عدة بروتوكولات مؤخرًا مع عدد من الجهات لترميم عدد من الأفلام السينمائية والوثائقية، حيث تم الاتفاق مع وزارة الموارد المائية والرى على ترميم ٥٢ فيلمًا، عن مراحل بناء السد العالى، وتحويلها إلى صيغة رقمية بأعلى وضوح وجودة، كما تم الاتفاق مع شركة كنوز السينما على ترميم ٥٠ فيلمًا من كنوز السينما المصرية، وتم بالفعل ترميم نحو ١٠ أفلام روائية طويلة منها، وسيتم ترميم عدد آخر خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى توقيع اتفاق آخر مع وزارة الثقافة لترميم ٤٠ فيلمًا كمرحلة أولى لأكثر من ٣٠٠ فيلم مملوكة للوزارة، يشرف على اختيارها الفنان حسين فهمى، قائلًا: «حرصنا على تزويد مركز التراث بالمدينة بأحدث الأجهزة العالمية والكوادر البشرية المختلفة المدربة على أعلى مستوى لمواكبة المستويات العالمية فى مجال الترميم».

وكشف عن تجهيز استديو خاص لـ«السوشيال ميديا»، والذى يعد أول استديو رقمى موجّه يتم تنفيذه لمواكبة تقنيات العصر، لافتًا إلى تجهيز استديوهات مركز الخدمات الإعلامية للقنوات الأجنبية بتقنية الـ٤K، لتسهيل مهام عملها والبث بأحدث تقنية.

وأضاف أن جميع الأجهزة المعنية بالدولة تضع أيديها على جميع المشاكل التى تتعلق بالتصوير الأجنبى، لوضع رؤية كاملة له، وإيجاد الحلول لجميع المعوقات التى قد تواجه اللجنة التى تم تشكيلها لهذا الغرض.

وأردف: «أوكلت الدولة إلى لجنة التصوير الأجنبى، والمشكّلة برئاسة مدينة الإنتاج الإعلامى وعضوية الوزارات المعنية، جميع أمور التراخيص والتصاريح اللازمة لهذه الأعمال وفقًا لقوانين الدولة فى هذا الشأن، من خلال نظام (الشباك الواحد)، وهو النظام الذى يسهم فى القضاء على معوقات التصوير التى كانت تواجه شركات الإنتاج الأجنبية فى الماضى».

وأضاف أن وجود المدينة داخل المنطقة الحرة الإعلامية يسهم فى التمتع بجميع المزايا التى يقدمها هذا النظام من إعفاءات جمركية وتسهيلات إدارية.

ندى حسام: نعمل على ترميم نحو 50 فيلمًا أغلبها لفريد شوقى وبتكلفة أقل

قالت المهندسة ندى حسام الدين فرحات، رئيس مركز إحياء التراث السمعى والبصرى فى مدينة الإنتاج الإعلامى، إن فكرة الترميم بدأت بإنشاء مركز للترميم داخل المدينة فى عام ٢٠١٨، بعدما وجد القائمون على صناعة السينما أن التراث السينمائى أصبح فى خطر شديد، ويحتاج لرقمنة، لأن «الماتريال» الخاصة بالمادة الفيلمية تبدأ مع مرور الوقت بالتهالك، وتتحلل إلى أن تصل إلى شىء أشبه بالبودرة.

وتابعت: «كان لا بد من إعادة ترميمها، خاصة أن الشرائط السينمائية كانت وسيطًا للفيديو لأكثر من ١٠٠ عام، فلك أن تتخيلى مائة عام من هذا التراث عرضة للضياع، وبالفعل ضاع بعض هذا التراث، فبدأنا فى المركز بترميم أفلام جريدة مصر السينمائية، لأنها تمتلك تاريخًا كبيرًا». وأكملت: «بدأ العديد من المهرجانات فى الاستعانة بالمركز، مثل مهرجان الإسماعيلية الذى طلب ترميم عدد من الأفلام القصيرة والتسجيلية للمخرجين الكبار، ثم تعاونا مع مهرجان القاهرة السينمائى فى ترميم عدد من الأفلام». وأضافت: «مؤخرًا تعاقدت شركة كنوز السينما مع المدينة، لترميم ٥٠ فيلمًا، وتم الانتهاء من ترميم عدد منها أغلبها لفريد شوقى»، لافتًا إلى أن المركز انتهى من ترميم أفلام: «أهل القمة، والنصاب، وسواق نص الليل، والبؤساء، وفضيحة فى الزمالك، وقاطع طريق».

وعن تكلفة ترميم الأعمال، كشفت عن أن هذه الأعمال كان يتكلف ترميمها فى الهند ٣٠ ألف دولار، ولكن فى مركز مدينة الإنتاج الإعلامى لا يتكلف الترميم عُشر هذا المبلغ، لأن المدينة خفضت من القيمة المالية للترميم دعمًا منها لإنقاذ كنوز السينما المصرية».

وكشفت عن أن عمليات الترميم مكلفة جدًا، لأنها تمر بعدة مراحل، أولاها الترميم اليدوى للمادة الفيلمية، ثم مرحلة الغسل الكيميائى للفيلم، لإزالة أى شوائب، ثم مرحلة الـscanner التى توضح الصورة بشكل كبير وتصلح العيوب.

هانى أبوالحسن: استقبلنا 33 عملًا من 12 دولة أجنبية لتصويرها فى مصر

كشف الدكتور هانى أبوالحسن، مستشار رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى لشئون التعاون الدولى، عن أن المدينة نجحت فى تسهيل عمل شركات التصوير الأجنبية داخل مصر، سواء فى مدينة الإنتاج الإعلامى أو خارجها.

وأضاف أن الأمر يتم وفقًا للصلاحيات الممنوحة للجنة مصر للأفلام، باعتبارها الجهة الرسمية الوحيدة التى لها حق إصدار تصاريح تصوير الأفلام السينمائية الأجنبية داخل البلاد، لمنع أعمال السمسرة واتصال الشركات الأجنبية بأكثر من جهة، حيث تم استحداث نظام «الشباك الواحد» للقضاء على كل هذه المعوقات والتلاعبات. 

وأشار «أبوالحسن» إلى أن مشروع استقبال طلبات الشركات العالمية للتصوير فى مصر أطلق منذ نهاية عام ٢٠١٨ بموافقة رئيس الوزراء، وفى نهاية عام ٢٠١٩ بدأت شركات الإنتاج العالمية تتعرف على المشروع، وبدأت المدينة فى إصدار التصاريح، بالتعاون مع لجنة مصر للأفلام المختصة باستخراج جميع التصاريح وتسهيل الإجراءات، والتى تعتبر مفوضية لصناعة السينما.

وأضاف أن المدينة توفر كل المساعدات لشركات الإنتاج، منها التصوير بالطائرات وتحت الماء أو الإمداد بخبرات، كما أنها تقدم المعدات المطلوبة فى حالة أن شركات الإنتاج جاءت دون معداتها.

وقال إن دور الرقابة هو تسهيل عمل هذه الشركات أيضًا، ولكن هناك معايير وشروط تضعها للموافقة على السيناريوهات المقدمة، للتأكد من مطابقتها للقيم والمبادئ الوطنية، مضيفًا: «لن تترك الدنيا كى تكون (سداح مداح)، فقد تم منح التصاريح للأفلام الجادة، ورفضنا عدة طلبات لتصوير بعض البرامج الأجنبية التى وجدناها دون جدوى».

وأكمل: «نتابع سيناريو العمل المقدم لمعرفة التفاصيل المطلوبة لتسهيل التصوير، ونعقد نقاشات لتسهيل الطلبات وتوفيرها، مع منح الإعفاءات الجمركية اللازمة فى حالة أن شركات الإنتاج أحضرت طاقمها ومعداتها، ولا يوجد إلزام من المدينة لشركات الإنتاج لاستخدام معدات مصرية».

وأشار إلى أن المدينة استقبلت ٣٣ عملًا من ١٢ دولة أجنبية لتصويرها فى مصر، وتعمل على تسهيل دخول وخروج طواقم شركات الإنتاج فى المطارات المختلفة، وتقدم تسهيلات وتصاريح لكل مكان حسب الإمكانية، سواء منطقة أثرية أو بيئية أو حيًا، مع الابتعاد عن المناطق ذات السيادة أو المناطق الحيوية.

ولفت إلى أن المدينة تجرى مراجعات مع الأزهر والكنيسة وأساتذة التاريخ عند فحص الأعمال التاريخية أو الدينية المقدمة، كما تمنح تسهيلات خصم بقيمة ٢٠٪ من قيمة المصروفات المدفوعة فى التصوير، فى حالة كان التصوير خارج المدينة، وتمنح ٣٠٪ خصمًا من قيمة المصروفات داخل المدينة، وهو ما تقدمه دون قانون ملزم بذلك.

وبيّن أن فكرة الترميم بدأت بترميم جريدة مصر السينمائية، التى تملكها الهيئة العامة للاستعلامات، والتى تعد كنزًا معلوماتيًا كبيرًا وغاية فى الأهمية، وتوثق الكثير من الأحداث التاريخية المهمة والمناسبات الكبرى.

وقال إن المدينة تجرى دائمًا تحديثًا للأجهزة والمعدات الخاصة بالترميم، لتواكب الأعمال العالمية، فليس الهدف فقط حماية هذه الأعمال من الاندثار والضياع، ولكن أيضًا منح الجمهور الفرصة لمشاهدة هذه الأعمال بتقنية عالية من حيث الصورة ووضوح التفاصيل.