رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الحمير" في غزة.. وسيلة نقل هالكة ولحوم لسد جوع الأهالي

الحمير في غزة
الحمير في غزة

إبادة غزة الجماعية على يد الاحتلال الإسرائيلي تسببت في عودة مظاهر العصور القديمة مرة أخرى، ولعل أحد أبرز هذه المظاهر استخدام "الحمار" كوسيلة نقل بعد نفاذ الوقود في القطاع، وتحطمه بسياراته ووسائل مواصلاته، ومنع الاحتلال سير حتى عربات الإسعاف لحمل الجثث والمصابين فيه، إلى أن أصبح "الحمار" هو وسيلة النقل البديلة أمام كل هذه العقبات.

ارتفعت أسعارها 

الأمر الذي جعل "الحمير" في غزة خلال أيام قليلة يتزايد عليها الطلب، وبالتالي نتج عنه ارتفاع أسعارها في ظل هذه الحاجة الملحة التي فرضتها الحرب عليها، وما ساهم في ارتفاع سعر الحمير حاليًا أيضًا هو معاناة قطاع غزة من أزمة غير مسبوقة في شح أعدادها في المنطقة، وذلك وفقًا ما ذكرته مؤخرًا صحيفة "واشنطن بوست"، إذ أن الحمير أصابها القتل والنفوق جوعًا مثلها أيضًا مثل البشر والحيوانات الأخرى في غزة بسبب القصف وأعمال الإبادة. 

وحسب تقارير تليفزيونية أوضحت أنه قد ارتفع أسعار علف "الحمار" حاليًا في القطاع إذ بلغ سعر رطل الشعير -إن وجد- 40 شيكل بعدما كان سعره 4 شيكل فقط.

وحسب التقرير نفسه فقد أدى تضرر "الحمار" بسبب أعمال القصف في غزة إلى ارتفاع أيضًا الطلب على إصلاح العربات التي تجره حتى وصل متوسط العربات التي تأتي إلى العامل المسئول عن إصلاح تلك العربات بين 30 إلى 50 عربة في اليوم.

قيود قديمة في بيع الحمير بغزة

ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست  أيضًا كان قد بدأ الاحتلال الإسرائيلي  في فرض قيود على بيع الحمير في فلسطين في ديسمبر من عام 2021، إذ أن حملة الرفق بالحيوان، التي تشتري فيها الجماعات الإسرائيلية الحمير لإبعادها عن السوق، قضت على هذه التجارة "تماما مثل المنتج الذي يختفى من على الرفوف."، ما توقع أن تختفي بشكل كامل من غزة على الرغم من الحاجة الملحة لها.

مع المأساة ليس وسيلة نقل فقط

ليس ذلك فقط بل وحاليًا ووسط المأساة التي يتعرض لها أهل قطاع غزة بسبب الإبادة الجماعية لهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لم يقتصر استخدام الحمار كوسيلة نقل والرجوع بذلك إلى العصور القديمة أو المناطق الريفية، بل نتيجة مآس الفقر والجوع التي يشهدها القطاع حاليًا، أضحى "الحمار" وسيلة غذاء مأمولة بعد أن شح الطعام، وبعد أن هرع المواطنون على عربات المساعدات دون جدوى من أن ينالوا منها شيئًا.

فقد قال يوسف فارس، وهو صحفي من منطقة جباليا في شمال فلسطين، أن فرص العثور على السلع الأساسية مثل الدقيق أصبحت دربًا من دروب المهام الصعبة، وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بمقدار 50 إلى 100 مثل مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب.

وحسب روايته عبر حسابه الرسمي على موقع فيس بوك، أن حالة الجوع التي يشهدها قطاع غزة، وصلت بالبعض أن يذبح الحمار ليطعم بلحمه المئات من أفراد عائلته الذين نزحوا في  المخيمات، رأيت «واحد ذبح حمار، مفيش لحم ولا أكل حتى سعر كيس الطحين إن وُجد 1000 شيكل»، حسب تعبيره.

وكان قد قال المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن الجوعى يوقفون شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة لأخذ الطعام وتناوله على الفور.