رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيد الغطاس.. ما هي البلابيصا؟

البلابيصا
البلابيصا

تمر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بفترة احتفالات عيد الغطاس المجيد، والذي يعتبر ثالث الاعياد السيدية في عام 2024، بعد احتفالات الكنيسة بعيدي الختان المجيد في 15 يناير، والميلاد المجيد يوم 7 من نفس الشهر، اذ تضع الكنيسة الميلاد والغطاس في قائمة الأعياد السيدية الكبرى، بينما الختان في قائمة الأعياد السيدية الصغرى.

ما هي البلابيصا التي يستخدمها الأطفال في الاحتفال؟

كيرمينا سعيد، المتخصصة في الأثار القبطية، قالت في تصريح خاص لـ الدستور، إن البلابيصا هى فانوس كان يصنعه الأقباط قديما، استعدادا لنزولهم الى نهر النيل للاستحمام كعادتهم في هذا الوقت. 

وكانت البلابيصة عبارة عن فانوس من قشر البرتقال المجوف والمغمور في اليت والموضوع به قطنة او فتلة لتضئ اعتمادا على المركبات الشمعية بداخله وكانت تضيئ الطريق للاقباط الذاهبين لنهر النيل للاحفال بعيد الغطاس المجيد ومن وقتها يستخدمه الاقباط في احياء عيد الغطاس.

المعمودية في رؤية قديسي الكنيسة

من جهة أخرى،  تعتبر المعمودية علامة بارزة في عيد الغطاس اذ اعتمد المسيح فيه، وقال القديس نيكولا كاباسيلاس في كتابه عن الحياة في المسيح، إن المعمودية هي ميلاد يتبعها المسح بالميرون والمناولة. خاتمة المعمودية وكل الأسرار هي المناولة المقدسة. وعليه، نحن نعتمد ونُمسَح بالميرون لكي نصير قادرين، كأعضاء للكنيسة، على المشاركة في جسد المسيح ودمه. ارتباط الإيمان بالمعمودية قوي جداً. 

وبحسب القديس باسيليوس الكبير، الإيمان والمعمودية هما طريقان للخلاص طبيعيين وغير منفصلين. يكتمل الإيمان بالمعمودية وتتأسس المعمودية على الإيمان، يتمم أحدهما الآخر ويكمله. تماماً كما نؤمن بالآب والابن والروح القدس، نعتمد باسم الآب والابن والروح القدس. هذا يسبقه الاعتراف الذي يقود إلى طريق الخلاص. المعمودية تتبع لتثبيت قبولنا.

وتُقال هذه الأمور من وجهة نظر أنّ هناك نوعين من الإيمان، التمهيدي الذي يُعرّف بالإيمان المستند إلى السمع، والكمال الذي يُعرَف بالإيمان القائم على المعاينة. في البداية يسمع الإنسان عن الله، يؤمن، من ثمّ يعتمد ويُمسَح بالميرون، وإذ ذاك يبلغ إلى الإيمان من معاينة الله. هذا ينبغي فهمه من وجهة نظر أن في كنيسة القرون الأولى لم تكن المعمودية سراً رمزياً، أو حدثاً دنيوياً واجتماعياً، بل سر الدخول إلى الكنيسة، ما يعني أنّه يأتي بعد تطهر الإنسان. كانت المعمودية وما تزال تُدعى الاستنارة، إذ من خلالها ومن خلال سر المسح بالميرون، يبلغ الإنسان إلى استنارة نوسه.

الجدير بالذكر أنه اعتاد باباوات الكنيسة القبطية الارثوذكسية، الراحل شنودة الثالث، والحالي تواضروس الثاني، على تقسيم فترات الأعياد بين القاهرة والإسكندرية، فيقضى بابا الكنيسة عيدي الميلاد المجيد، والقيامة المجيد في القاهرة، بينما يقضى احتفالات رأس السنة الميلادية وعيد الغطاس المجيد برفقة شعب الاسكندرية.