رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الكاثوليكية" بمصر تحي ذكري القديس بيراردو من كاربيو ورفقائه

 الكنيسة الكاثوليكية
الكنيسة الكاثوليكية

تحي الكنيسة الكاثوليكية بمصر اليوم ذكري القديس بيراردو من كاربيو ورفقائه، شهداء المغرب الفرنسيسكان.
 

ونستعرض أبرز المعلومات عنه وفقًا للأب وليم عبد المسيح سعيد - الفرنسيسكاني
 

  • بحسب المؤرخين، فإن الشهداء الخمسة كانوا ضمن الرعيل الأول لرهبنة الأخوة الأصاغر، وقد نالوا البركة الرسولية من القديس فرنسيس الأسيزي مؤسس الرهبنة، ليؤدوا رسالة التعليم لعوام المسيحيين في أوروبا وينطلقوا للبشارة في البلدان التي لا تعرف المسيح.
     
  • يُذكر عن الراهب بيراردو من كاربيو، أنه من عائلة "ليوباردي" النبيلة، وقد وُلد في كاربيو التابعة لإقليم أومبريا وسط إيطاليا، وإن كان عام ميلاده غير معروف على وجه التحديد لكنه على الأرجح من مواليد الربع الأخير من القرن الثاني عشر.
     
  • عام 1213م، اِلتحق برهبنة إخوة يسوع الأصاغر، بعد أن صار كاهنًا، وتبع المسيح تبعيةً تامة كما تبعه القديس فرنسيس الأسيزي على طريق البساطة والفقر والفرح الروحي، تاركًا ميراثه ورفاهية حياته.
     
  • في الاجتماع العام لرهبان إخوة يسوع الأصاغر عام 1219م، قرر فرنسيس الأسيزي وإخوته أن الوقت قد حان كي يتوسع العمل الرسولي للرهبنة إلى ما وراء شبه الجزيرة الإيطالية وشمال أوروبا. كما كانت التوصيات بالتبشير في بلاد المغرب.
     
  • تم اختيار الأب بيراردو من كاربيو للبشارة ببلاد المغرب بسبب إجادته للغة العربية، كما تم اختيار الأبوين "أوتّوني" و"ﭘيترو" لمعاونته، بالإضافة إلى الراهبين "أكورسيو" و"أديوتو"
    أبحر المبشرون الخمسة من إيطاليا ووصلوا إلى البرتغال حيث مدينة كويمبرا، ومكثوا أيامًا في ضيافة دير الصليب المقدس للرهبان الأغسطينيين، حيث التقاهم الأب الأغسطيني "فرناندو من لشبونة" الذي تأثر بمهمتهم التبشيرية. ثم عبروا الحدود إلى إسبانيا حيث إشبيلية، التي كانت ما تزال تحت الحكم الإسلامي، حيث أثار نشاطهم التبشيري غضب الملك.
     
  • تم اعتقالهم لمدة ثلاثة أسابيع في سيڨيليا ومعاملتهم بمنتهى السوء، إلى أن تقرَّر طردهم للمغرب، على اعتبار أنهم مجرد مجانين بسبب جرأتهم على التبشير بالمسيحية في أراضي تحت سُلطة الحكم الإسلامي.
     
  • هناك بدأوا التبشير في المغرب، وبسبب اعتبارهم مجانين قررت السُلطات إرسالهم عبر البحر إلى مدينة سِوتا الإسبانية المسيحية، لكنهم هربوا من السفن عائدين للبشارة في المغرب مرّة أخرى، كررت السُلطات المحاولة مرة أخرى بتوصيلهم إلى سِوتا، لكنهم كرروا نفس الفعل وظلوا في المغرب.
     
  • مع الإصرار على عدم المغادرة وعدم التوقف عن البشارة، التي اعتبرها الحاكم زرع لمعتقدات وروحانيات مخالفة لدينه، بشكل خاص بعد أن بدأ المغاربة في الاستماع إلى الأب بيراردو الناطق بالعربية، وأصبح تبشيره خطرًا من وجهة نظر الملك، تقرَّر اعتقالهم وتعذيبهم، حيث كانوا يُجبرون على النوم فوق أرضية مكسوة بالزجاج المكسور، بعدها يضع الجنود ملحًا وخلًا وزيتًا مغليًا فوق جروحهم حتى تلتهب، ثم تركوهم يقضون ليلتهم شبه عُراة ومقيدين بالسلاسل.
    وعلى هذه الحالة السيئة سيقوا إلى الملك ليبدأ محاكمتهم. تم استجواب الرهبان الخمسة عن إيمانهم المسيحي، فاعترفوا بحقائق الإيمان بمنتهى الشجاعة.
     
  • حاول الملك أن يُزيل آثار تبشيرهم الذي تأثر به بعض المغاربة، وذلك بأن يتم إثنائهم عن الإيمان المسيحي بالترغيب أولًا. فوعدهم الحاكم بأنهم إن اعتنقوا ديانته وأنكروا الإيمان المسيحي فإنه سيعفيهم من الإعدام، ويوظفهم بوظائف مرموقة بالدولة، كما سيزوجهم خمس نساء حسناوات.
     
  • عندما رفض الرهبان الخمسة عروض الملك ومجدوا اسم يسوع المسيح، قام في نوبة غضب عارمة وقطع رؤوسهم ومثّل بجثامينهم بنفسه يوم 16 يناير 1220م.
    بعد جهد كبير تم استعادة الجثامين للدفن، وسارت في موكب مهيب بنفس خط سير الذهاب، حيث مرّ الموكب بمدينة كويمبرا البرتغالية، بالقرب من دير الأغسطينيين، وشهد الأب فرناندو من لشبونة " القديس انطونيوس البدواني" الموكب، وسمع بظروف استشهاد الرهبان الخمسة، ومن هنا قرر السفر إلى أسيزي لشوقه للبشارة والاستحقاق لاستشهاد من أجل اسم المسيح، والتحق بالرهبنة الفرنسيسكانية، ورغم أنه لم يُوفق في الارتحال إلى بلاد المغرب إلى البشارة، لكنه اشتهر بكونه "شهيد بالشوق".
    كذلك سُجِّل عن القديس فرنسيس الأسيزي أنه عندما علم بنبأ استشهادهم قال: "الآن يمكنني القول أن لديَّ إخوة أصاغر حقيقيين".
    تم إعلان قداستهم عن يد البابا سكيستوس الرابع، عام 1481م.