رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة عراقية لـ"الدستور": العلاقات "العراقية - الأمريكية" معقدة ومتعددة الأوجه

الجيش الأمريكي
الجيش الأمريكي

قالت الباحثة السياسية العراقية رجاء الدين عظمية، إنه يمكن وصف العلاقات الأمريكية العراقية بأنها معقدة ومتعددة الأوجه.

 واضافت “رجاء الدين”، في تصريحات لـ"الدستور"، إنه في بعض المجالات، مثل مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي، تتعاون الدولتان بشكل وثيق، وفي مجالات أخرى، مثل السياسة الداخلية العراقية وعلاقات العراق مع إيران، هناك خلافات كبيرة.

العلاقات الأمريكية العراقية 

 

 

وتابعت: “شهدت العلاقات الأمريكية العراقية تحولات كبيرة في السنوات الأخيرة، ففي أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، كانت العلاقات متوترة للغاية، لكن بعد عام 2014، عندما سيطر تنظيم داعش على مساحات واسعة من العراق، ازدادت التعاونية بين البلدين في مكافحة الإرهاب”.

واستكملت: “في عام 2021، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن انتهاء المهمة القتالية الأمريكية في العراق. لكن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بوجود عسكري محدود في العراق، وتستمر في تقديم الدعم للجيش العراقي في مكافحة الإرهاب”.

وأوضحت أنه بشكل عام، يمكن القول أن العلاقات الأمريكية العراقية في حالة تحسن، فهناك مصالح مشتركة بين البلدين، مثل مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي. لكن هناك أيضاً تحديات كبيرة، مثل السياسة الداخلية العراقية وعلاقات العراق مع إيران.

عوامل تؤثر على طبيعة العلاقات الأمريكية العراقية

وكشفت  الباحثة السياسية العراقية رجاء الدين عظمية، عن عدة عوامل تؤثر على طبيعة العلاقات الأمريكية العراقية.

مكافحة الإرهاب: تعد من أهم المجالات التي تتعاون فيها الولايات المتحدة والعراق، فالولايات المتحدة تقدم الدعم الفني والتدريبي للجيش العراقي في مكافحة تنظيم داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية.

الأمن الإقليمي: تشترك الولايات المتحدة والعراق في اهتمام مشترك باستقرار المنطقة، فالولايات المتحدة تسعى إلى تعزيز الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، بينما يسعى العراق إلى إعادة بناء دولته وتأمين حدوده.

السياسة الداخلية العراقية: تؤثر السياسة الداخلية بشكل كبير على العلاقات الأمريكية العراقية، فالولايات المتحدة تدعم الحكومة العراقية المنتخبة ديمقراطياً، لكنها تشعر بالقلق من نفوذ إيران في العراق.

علاقات العراق مع إيران: تعد من أهم التحديات التي تواجه العلاقات الأمريكية العراقية. فالولايات المتحدة تعتبر إيران تهديداً لأمن المنطقة، بينما ترى إيران أن الولايات المتحدة تسعى إلى تقويض نفوذها في العراق.

وأشارت رجاء الدين إل أنه في المستقبل من المتوقع أن تستمر العلاقات الأمريكية العراقية في التطور، حيث إن الولايات  المتحدة والعراق لديهما مصالح مشتركة، لكن هناك أيضاً تحديات كبيرة، متمثلة في دور الفصائل التابعة لإيران في توجيه الضربات والتحرك العسكري بعيدا عن سيطرة الحكومة العراقية، وبالتالي تضع الحكومة العراقية في حرج واضح، فمن جهة تنضوي هذه الفصائل رسميا تحت تسمية الحشد الشعبي وهي منضوية ضمن المنظومة الأمنية العراقية التي من المفترض أن تأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة لكنها واقعيا تتصل بجهات أخرى وتتخذ أوامرها بعيدا عن قرار العراق، مما يتسبب في إرباك وضعه الأمني، وبالتالي إحراجه سياسيا وإداريا؛ بل وحتى اقتصاديا.

أما الجانب الثاني فيتمثل بأن اي اعتداء من هذه الفصائل على إية قوات عراقية أو"صديقة " سيؤدي إلى الرد بالمثل من تلك القوات وفقا لقواعد الاشتباك لها، وكل ذلك يمثل انتهاكا لسيادة العراق وإحراجا لحكومته وقد يكون فيه اعتداءا على مصالح وإرواح مواطنين أبريا

وأضحت، أنه بالطبع أي تحرك عسكري واضطراب أمني سيكون بالتالي منفرا للاستثمارات والمصالح العراقية التي تتأمل النهوض بالمجتمع، لذلك نرجو تقييد التحرك العسكري والسياسي والاقتصادي.

واختتمت، أنه لابد من توجيه النشاط العسكري لنصرة لأهلنا في غزة وبقية وطننا المحتل  واستغلال العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية في تقليل دعم العدوان على فلسطين، بالإضافة إلى مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال اقتصاديا لتوهين موارد الحرب على أهلنا في غزة والوطن المحتل.