رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بحلول الاثنين الأول من زمن السنة

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الاثنين الأوّل من زمن السنة وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: جاءا إليه كصيّادَي سمك، وصارا صيّادَي بشر، كما قيل: "هاءَنَذا مُرسِلٌ صَيَّادينَ كَثيرين، يَقولُ الرَّبّ، فيَصْطادونَهم، وبَعدَ ذلك أُرسِلُ قنَاصينَ كَثيرين، فيَقنِصوَنهم عن كُلِّ جَبَلٍ وعن كُلِّ تَلٍّ ومِن شُقوقِ الصَّخْر" فَلَو أَرسَل حكماء، لقيل إنّهم أقنَعوا الشعب وبالتالي ربحوه، أو خدعوه وبالتالي استَولوا عليه. ولو أرسل أغنياء، لقيل أنّهم خدعوا الناس بتغذيتهم، أو أفسدوهم بالمال وبالتالي حَكَموه. ولو أرسل رجالاً أقوياء، لقيل إنّهم قد أغروهم بالقوّة أو أَجبَروهم بالعنف.

العظة الاحتفالية

لكنّ الرُّسل لم يكن لهم شيئًا من هذا. وقد أَظهَر الربّ هذا الأمر للجميع من خلال مَثَل سمعان بطرس. فقد كان يفتقر إلى الشجاعة، إذ كان خائفًا عند سماعه صوت جارية. كان فقيرًا، لأنّه لم يتمكّن حتّى من دفع حصّته من الضريبة وهو بنفسه قد قال "لا فِضَّةَ عِندي ولا ذَهَب". ولم يكن لديه ثقافة، لأنّه عندما أنكر الربّ، لم يعرف كيفيّة التملّص بِحيلة.


لقد ذهب صيّادو السمك هؤلاء إذًا وانتصروا على الأقوياء والأغنياء والحكماء. إنّها لَمعجزة كبيرة! كونهم ضعفاء، اجتذبوا الأقوياء لعقيدتهم من دون عنف؛ علَّموا الأغنياء وهم فقراء؛ جعلوا الحكماء والحَذِرين تلاميذهم وهم جُهّال. لقد أفسحت حكمة العالم مكانها لهذه الحكمة التي هي في حدّ ذاتها حكمة كلّ حِكمة.


هوذا الرب ّقد أتى ليقبل العماد؛ لقد وصل وهو فقيرٌ، ودون ثيابٍ وبلا مرافق؛ أتى لابسًا إنسانيتنا فقط، ومُخفِيًا عظمته الإلهية ليغلب مكر الثعبان. ولا يمكن القول إنّه قد جاء إلى يوحنا كسيّدٍ أرسل حرسه الشخصيّ ليمهدّوا طريقه! بل قدِم إلى يوحنّا كأيّ إنسانٍ بسيط خاطئ، ومُحنيًا رأسه ليتلقى العماد منه. وهذا الأخير الذي بهره هذا التواضع جعل يمانعه قائلاً، "أَنا أَحتاجُ إِلى الاِعتِمَادِ عن يَدِكَ، أَوَأَنتَ تَأتي إِليَّ؟".