رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"رسالة إلى شاعر".. تعرف على قصيدة مجهولة لنصر حامد أبوزيد

العدد 400
العدد 400

نشرت مجلة الثقافة الجديدة العدد الأول الصادر من المجلة مع العدد رقم 400 احتفاء بهذا الوصول، ومن ضمن المواد التي نشرت في العدد الأول كان نتيجة مسابقة الشعر والقصة وغيرها..

ومن ضمن الفائزين كان نصر حامد الأزرق، وهو نصر حامد رزق، والذي أصبح بعد ذلك نصر حامد أبوزيد، وكانت له قصيدة فائزة تحت عنوان "رسالة إلى شاعر"، وتعتبر هي القصيدة الوحيدة التي كتبها بالفصحى حيث إنه كان يكتب في تلك الفترة بالعامية.

يقول نصر حامد أبوزيد في قصيدته رسالة إلى شاعر

من قلب الريف

تتلون اغنيتي بحفيف النخل

وأنين الساقية الثكلى

وصراخ الطفل الجائع في الليل المظلم

والأرض استلقت كقتيل يلفظ آخر نبضاته

ليس هناك غير الحسرة والاحزان

وتموت الاغنية على شفة الشاعر

***

لكنك يا شاعرنا الأكبر مازلت تغني

لعشيقتك السمراء بقاعات "الهليتون"

ولذات النهد الرجراج بباريس

ولساق الثالثة الأخرى في مدريد

وغناؤك – رغم الأحزان – يدق الباب

يدخل دون استئذان ردهات الدار

ليعكر صفو الحزن الجاثم في الأعماق

***

معذرة يا سيدي الشاعر

فأنا ايضًا شاعر

لكني من أعماق الريف أغني

للأرض لكي تنبت عودا أخضر

يأكله الأطفال الجوعى

أحمل قيثاري وأدور مع الليل الصامت

على أدفئ مقرورا

أو أحمل هما عن محزون

أو حتى أرفع حجرا كان يسد طريق

***

معذرة يا سيدي الشاعر

فالليل طويل وحزين

و"بهية" مازالت تبكي "ياسين"

ما زال الأطفال جياعا

نوقد تحت القدر لنلهيهم

فيناموا من غير عطاء

***

يا سيدي الشاعر

أعلم اني ما زلت صغيرا

لكني أحمل في قلبي هم الأجيال

ونضال الشهداء العظماء

من أجل البسطاء المطحونين

فرجال القرية صفر مهزولون

يأكلهم دود البلهارسيا

ونساء القرية يمضغن "السل"

لا حب هناك ولا لمسات ملتهبة

لا شيء سوى الحزن الجاثم في الأعماق

تسخر منه اغانيك المشتعلة

بلهيب الجنس

ولهذا فأنا أرجوك

باسم الشهداء العظماء

باسم البسطاء المطحونين

أن تصمت لحظة

حتى تنتهي مراسيم الحزن.