رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اتفاقية السلام تمنعهم.. ما لا تعرفه عن محور فيلادلفيا الذي يسعى الاحتلال للسيطرة عليه؟

محور فيلادلفيا
محور فيلادلفيا

جدلٌ دائر في الوقت الحالي بعد حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ما يسمى بـ«محور فيلادلفيا» الذي تسعى إسرائيل للسيطرة عليه احتلاله، كما فعلت في الأراضي الفلسطينية منذ العام 1948.

وتمتلك إسرائيل منذ تلك السنوات خططًا من أجل أن يكون ذلك المحور تحت سيطرتها، كاشفة عن تلك الخطط بعد خوضها معركة طوفان الأقصى مع قوات المقاومة الفلسطينية حماس منذ 7 أكتوبر الماضي.

إسرائيل تسعى للسيطرة

وأعلن رئيس وزراء إسرائيل أن المنطقة المعروفة باسم «محور فيلادلفيا» الحدودية بين مصر وقطاع غزة، يجب أن تكون تحت السيطرة الإسرائيلية، بهدف ضمان عدم دخول أسلحة إلى غزة، وسط استمرار العمليات العسكرية في القطاع.

وقال نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي: «محور فيلادلفيا، أو بعبارة أدق نقطة التوقف الجنوبية في غزة، يجب أن يكون تحت سيطرتنا، يجب إغلاقه من الواضح أن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نسعى إليه».

محو فيلادلفيا هو الشريط الحدودي الممتد بين مصر وقطاع غزة، والذي يعرف أيضًا بـ«محور صلاح الدين»، وهو منطقة عازلة بموجب اتفاق السلام المبرم بين مصر وإسرائيل عام 1979 ويبلغ طوله 14 كلم.

معلومات عن محور فيلادلفيا 

موقع محور فيلادلفيا الذي تحدث عنه رئيس وزراء الاحتلال هو شريط على الحدود بين مصر وقطاع غزة، ويدخل في نطاق المنطقة العازلة التي حددتها إتفاقية السلام، إذ يبدأ من البحر المتوسط شمالا إلى معبر كرم أبو سالم جنوبًا، بطول نحو 14 كم.

وقبل بداية حرب غزة الحالية، كان لإسرائيل السيطرة الكاملة على محور فيلادلفيا، بسبب وقوعه في (المنطقة د) التي تخضع لسيطرتها، إلا إنها في العام 2005 انسحبت منه بشكل كامل وقامت بتسليمه للسلطات الفلسطينية.

في نفس العام تم توقيع اتفاق جديد من أجل تنظيم انتشار القوات على جانبي المحور بتنسيق بين مصر وإسرائيل، وأصبح لديهم الحق في نشر قوات أمنية من أجل حماية الحدود على ذلك المحور.

البروتوكول وقعته مصر وإسرائيل باسم «بروتوكول فيلادلفيا» بجانب معاهدة السلام فهو لا يلغيها أو يعدل منها، حيث سمحت ذلك البروتوكول بنش مصر 750 جنديًا على امتداد الحدود مع غزة، وهى ليست قوة عسكرية بل شرطية لمكافحة الإرهاب والتسلل عبر الحدود.

لدى مصر قوات على المحور من جانبها وذلك لفرض سيطرتها عليه ومنع تسلل أو تهريب أي شيء نحو الداخل المصري وحفاظًا على أمنها، إذ أن إتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل تسمح بنشر قوات عددية على جانبي الحدود من أجل حماية الدول.

مؤخرا انتشرت تقارير صحفية عن خطة إسرائيلية لبناء جدار تحت الأرض في منطقة المحور، إلا أن مصر ومنذ توقيع بروتوكول فيلادليفا وهي حكمت قبضتها الأمنية على هذا الشريط الحدودي.

كيف تعرقل إتفاقية السلام طموحات نتنياهو؟

تقف اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عائقًا أمام سيطرة الأخيرة على محور فلادليفا، بسبب البنود التي تتضمنها من محدودية القوات التي على مصر وإسرائيل نشرها في المحور لمنع أي نشاط غير قانوني بشرط ألا تتضمن دبابات أو مدفعيات أو صواريخ.

كما تمنع الاتفاقية صدور أي فعل من أفعال الحرب أو الأفعال العدوانية أو أفعال العنف أو التهديد بها من داخل أراضيه، أو بواسطة قوات خاضعة لسيطرته أو مرابطة على أراضيه، ضد السكان أو المواطنين أو الممتلكات الخاصة بالطرف الآخر.

لذلك فإن ما تحدث عن نتنياهو بشأن السيطرة على محور فيلادليفا يتطلب إتفاق آخر بين مصر وإسرائيل يسمح للأخيرة بهذا الشأن، بسبب أن بروتوكول فيلادليفا وإتفاقية السلام الموقعة بينهم تمنع ذلك.