علي الذهب: استهداف السفن بالبحر الأحمر يخلق أزمات أمنية كبيرة بالمنطقة
أكد المحلل العسكري اليمني علي الذهب، أن استهداف الحوثيين للسفن في الممرات الملاحية الدولية له تأثير مباشر وهذا التأثير يستهدف بما يخلق أزمات أمنية تجعل الشركات تتاخذ تدابير اضافيه تضعاف من الأعباء المادية والمالية على هذا السفن ومن ذلك اللجوء إلى الشركات الأمنية التي ترافق السفن أثناء عبور مناطق الخطر ثم النزول منها بعد تجاوز هذا المناطق.
الزواق المسلحة من اليابسة
وأوضح علي الذهب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن التأثير أيضًا قد يكون من خلال الاستهداف هذا السفن بالنيران من قبل الزواق المسلحة التي تتطالها من اليابسة أو من الجزر عن طرق الطائرات المسيرة من بعد أو الصواريخ الباليستية التي يطلقها الحوثيين وهذا يحلق الضرر بهذا السفن ويعرضها للغرق أو التلوث وما بها من شحنة ويحدث التلوث البحري أو التأثير على الازدحام حركة السفن في هذا الممرات ونشأة حالة من التصادم والفوضى وقد تتحول هذه الممرات في البحر الاحمر إلى ممرات فارغة من اي تدفق من سفينه نتيجة لتعظم المخاطر والتحول نحو طرق بحرية أخرى بديلة مثل راس الرجاء الصالح وصولًا إلى غرب أوروبا.
التأثير على حركة التجارة وحجم الخسائر
وأضاف الذهب، أن التأثير على حركة التجارة وحجم الخسائر كبير فهناك تداعيات تتعلق وبالتأمين على السفن ولأن المنطقة منطقة حرب أو منطقة نزاع أو منطقة ما يشبه القراصنة فإن هذا المناطق ستكون عاليه المخاطر والدخول إليها أو موانئها يكلف زيادة في أسعار التأمين وهذا يضاعف تكلفة الشحن وأسعار البضائع.
تزيد اسعار الشحن كأثر سلبي
وقال الذهب إن مسألة الشحن ستزيد أيضا بسبب المرور في هذا المناطق لأنها مناطق غير آمنة فاسعار الشحن تزيد ولكن ايضا تزيد اسعار الشحن كأثر سلبي على حركة التجارة الدولية نتيجة عبورها في مناطق اطول مسافة ما يضاعف التكلفة قياسا بالمسار البحري القصير الممتد عبر خليج عدن وبحر العرب والبحر الأحمر ممروا بقناة السويس وصولًا إلى البحر المتوسط، فضلًا عن ذلك بأن حتي أن تتخذ التدابير لمواجهة الحوثيين فإن حركة الشحن في البحر الاحمر سوف تقل وتيرتها عما كانت سابقا.
وتوقع المحلل اليمني حدوث ازدحام في البحر الأحمر بالتالي سيكون هناك جدولة لحركة هذا السفن لهذا الممرات فتأخذ وقتا طويلا لمرور وأيضًا يكلف حراستها الدول المعنية بذلك سواء كانت الدول ستكلف بالمرافقة سفنيها التجارية والحكومية في المناطق الخطر.
مضاعفة الخسائر الحاصلة في التجارة العالمية
وأشار إلى أن هذا التأثير سيعمل على مضاعفة الخسائر الحاصلة في التجارة العالمية في الوقت الراهن والتي تواجه أساسا صعوبات منها كثير من التحولات الدولية فيما يخص الصراعات المسلحة والتداعيات الصحية لفيروس كورونا وايضا الحرب الاوكرانية وحرب غزة والتنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين بخصوص تايوان وأيضا الاحتكاك المتقطع بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل من جه وبين إيران من جهة أخرى في مضيق هرمز وبحر العرب كل هذا سيؤدي الى الاستمرار تهديد الحوثيين ومضاعفة الأعباء
قناة السويس ستكون الأكثر تضررا
وحذر على الذهب من أن انفلات الأزمة من حدود التحكم سيجعلها تتعقد أكثر فأكثر وهذا ايضا يلقي بظلاله على كثير من الدول لاسيما اقتصاديات دول المنطقة ومنها مصر لأنه في حالة نشوب يعني صراع في جنوب البحر الاحمر لذا قناة السويس ستكون الأكثر تضررا كذلك الدول التي ليس لها منافذ بديلة ستكون متضررة مثل السودان والأردن بالنسبة لإسرائيل فإن التضرر سيكون أقل لأن لديها منافذ على البحر المتوسط.
استهداف السفن التجارية
وأشار الذهب إلى أن جماعة الحوثي لن تتراجع عن استهداف السفن التجارية وذلك لاستغلال حرب غزة وأن تتخذ من هذا الموقف ما يصنع منها بطلا قوميًا وهي فرصة لقائد الحوثيين ليجد نفسه متفردا بين المواقف العربية وأن هذا الجماعة هي التي واجهت بالفعل على مستوى الجماعات المسلحة إسرائيل سواء كان بإطلاق الصواريخ نحو إيلات أو باستهداف السفن في خليج عدن أو جنوب البحر الأحمر.
مواجهة تهديد الحوثيين
واختتم: "نحن على مشارف تحالف دولي في البحر الأحمر وهو تحالف يضاف الى التحالفات الموجودة حاليًا ومن ذلك قوات العمل المشتركة البحرية التي تشارك فيها مصر، والسعودية، والأردن من دول البحر الاحمر فضلًا عن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا الأساسيتين هذا التحالف، لكن التحالف الحاصل الآن تحالف دولي سيكون لمواجهة تهديد الحوثيين دون الوصول إلى التحام عنيف معهم في اليابسة".
