رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى ثيوذورس المعترف الموسوم أخي ثيوفانيس المنشئ

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى ثيوذورس المعترف الموسوم أخي ثيوفانيس المنشئ، ووُلد القديسان في لواء الكرك من بلاد موآب شرقي الأردن، لأبوين امتازا بالتقى. وبعد ان حصّلا ثقافة كاملة سواء في العلوم الإلهية أم في العلوم البشريّة، انتحلا عام 800 الحياة الرهبانية في دير القديس سابا ونالا الرسامة الكهنوتية. في عام 813 بلغا القسطنطينية. وفي عهد الإمبراطور لاون الأرمني محارب الإيقونات، زُجّ ثيوفانيس وثيوذورس في أحد سجون البوسفور لتمسّكهما بالإيمان القويم. 

وفي عام 820 أمر الإمبراطور ميخائيل الملقّب بالالثغ بالافراج عنهما. ثم رجعا إلى السجن بأمر الإمبراطور الطاغية ثيوفيلوس. وهو نفسه عاد سنة 834 وأمر بنفيهما بعد ان ضُربا بالعصي. وبعد سنتين استدعاهما من المنفى وأمر بجلدهما جلداً وحشيّاً، وبأن يحفر بالحديد المحمي على جبين كل منهما أبيات شعرية تنص على الحكم عليهما بالسجن والنفي. وهذا تفسير اللقب الذي أعطياه فدعيا "الموسومَين". 

وقد مات القديس ثيوذورس في افاميّا من أعمال بيثينية سنة 844. أما أخوه ثيوفانيس، فبعد موت الطاغية ثيوفيلوس، أرجعه الإمبراطوران التقيان ميخائيل وثيوذورة من المنفى وانتخب متروبوليتاً لمدينة نيقية، وأسلم نفسه البارة سنة 845.

العظة الاحتفالية 

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن: لكرمة هي رمزُنا، لأنّ شعب الله المتجذّر في أغصان الكرمة الأبديّة سيرتفع فوق الأرض. والكرمة المنتشرة في أرض بور، أحيانًا تبرعم وتزهر، وأحيانًا أخرى ترتدي الأخضر، وأحيانًا تبدو وكأنّها نير الصليب الحبيب، عندما تنمو وتشكّل أغصانها الممتدّة فروع كرمٍ خصيب... إذًا نحن محقّون بتسميتنا شعب الرّب يسوع المسيح بالكرمة، لأنّه يرسم على جبينه علامة الصليب أو لكونه يجني ثمار هذه الكرمة في الفصل الأخير من السنة، أو لأنّه، على مثال صفوف الكرمة، يتساوى فيه الفقراء والأغنياء، المتواضعون والأقوياء، الخدّام والرؤساء: فللجميع في الكنيسة مساواة كاملة...

عندما نربط الكرمة، تصبح مستقيمة. وعندما نشذبها، لا نفعل ذلك لإضعافها، بل لجعلها تنمو. وهذا ما ينطبق على الشعب المقدّس: إذا قُيّد، هو يتحررّ؛ وإذا أُهين، هو يستقيم. إذا شُذِّب، فإنّنا نعطيه في الواقع إكليلًا. لا بل أفضل من ذلك بكثير: فتمامًا كما الفرع الذي يؤخذ من شجرةٍ قديمة ويتمّ تطعيمه في جذرٍ آخر، كذلك هو هذا الشعب المقدّس... الذي تغذّى من شجرة الصليب... فنما وتطوّر. إنّ الرُّوح القدس، يسكب في أجسادنا كما لو كان منتشرًا في أخاديد الأرض، فيغسل كلّ ما هو نجس، ويقوّم أعضاءنا لتوجيهها نحو السماء.

والكرّام اعتاد على إزالة الأعشاب الضارّة عن هذه الكرمة، وعلى ربطها وتشذيبها ..فهو يحرق في بعض الأحيان أسرار الجسد بالشمس، وأحيانًا أخرى يرويها بالمطر. هو يحبّ إزالة الأعشاب الضارّة من أرضه كي لا تؤذي البراعم؛ ويسهر على عدم ترك الأوراق تشكّل الكثير من الظل... فلا تُحرَم فضائلنا من النور، ولا تمنع ثمارنا من النضوج.