رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تصويرهم عراة.. "الدستور" يكشف أوضاع أطفال غزة بين القصف والاعتقال

أطفال غزة بين القصف
أطفال غزة بين القصف والاعتقال

لم ترحم إسرائيل خلال حربها مع "حماس" داخل قطاع غزة الأطفال الصغار، بل استهدفتهم بالقصف والقتل وحرمانهم من العلاج أو دخول المستشفيات، بل بدأت في اعتقالهم داخل السجون وتصويرهم عراة والقيام بانتهاكات عديدة في حقهم.

ومؤخرًا ظهرت صور للأطفال وهم مقبوض عليهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وتمارس القوات ضدهم التعذيب والانتهاك ضدهم، حيث أصبح في السجون العديد من الأطفال، ما يعد انتهاكًا للقوانين الدولية بشكل صارخ.

أطفال عراة معتقلين

ونشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي صورًا لأسرى عراة في الصحراء قامت بتجريدهم من ملابسهم وتصويرهم، ما دفع حماس لإدانة قيام قوات الاحتلال بتصوير العشرات من المدنيين الفلسطينيين في غزة بعد اعتقالهم وتجريدهم من ملابسهم رغم برودة الطقس ووصفت الأمر بأنه جريمة حرب.

وظهر الأسرى وهم يرتدون ملابسهم الداخلية، ولكن ما أثار غضب المجتمع الدولي هو ظهور أطفال بين الأسرى، وكذلك شيوخ، جمعتهم قوات الاحتلال في الملاعب بالقطاع، دون أن تحدد مصيرهم وأوضاعهم الصحية غير معروفة.

ويعاني الأطفال في قطاع غزة منذ بدء الحرب من ويلات عديدة، بداية من استهدافهم بالقصف مرورًا بالاعتقال، ويرصد «الدستور» في التقرير التالي بالأرقام أوضاع الأطفال في تلك الحرب القاسية.

الأطفال الأسرى 

خلال العام الجاري فقط، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقال 880 طفلا فلسطينيا، وفق بيان خرج به نادي الأسير الفلسطيني خلال 20 نوفمبر الماضي الذي تزامن مع اليوم العالمي للطفل، مؤكدًا أن العام الجاري شهد تصاعدًا في الاعتقالات بحق الأطفال.

وكان شهر أكتوبر هو الأعلى في اعتقالات الأطفال التي نفذها الاحتلال، حيث وصلت إلى 145 حالة اعتقال خلال ذلك الشهر فقط، ويعود الأمر إلى أنه شهر الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر الماضي، وفي نهايته وصل عدد الأطفال المعتقلين لدى الاحتلال إلى 200 طفل، بينهم 26 طفلًا رهن الاعتقال الإداري.

الاعتقال الإداري هو قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي، بزعم وجود تهديد أمني دون توجيه لائحة اتهام، ويجدد لـ6 أشهر قابلة للتمديد

ولم يكن استهداف الأطفال في غزة بالاعتقال وليد اللحظة، ولكن في العام 2022 كانت هناك حملة اعتقالات واسعة بحقهم والتنكيل بهم، حيث رصد مركز فلسطين لدراسات الأسرى 865 حالة اعتقال للأطفال لا سيما القُصر والبعض الآخر لا يتجاوز عمره 10 سنوات، ومنهم جرحى بحالات خطيرة.

ووفق بيان المركز فإن 45 طفلًا من الأطفال المعتقلين خلال ذلك العام لم تتجاوز أعمارهم 12 عامًا وبعضهم لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، بينما كان أصغر طفل تم اعتقاله خلال ذلك العام هو طفل عمره 3 سنوات.

ولكن بشكل عام فإن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 50 ألف طفل فلسطيني بين ذكور وإناث وصغار وقُصر منذ عام 1967 حتى الآن منهم 10 آلاف حالة اعتقال للأطفال منذ العام 2015، وزج بهم في السجون دون توفير أدنى احتياجات هؤلاء الصغار.

الاستهداف بالقصف

وعلى صعيد الحرب الحالية، واستهداف الأطفال بالقصف، فحتى 1 نوفمبر الماضي كان هناك 3500 طفل قتلوا في غارات إسرائيلية وحشية، ووصل العدد بحسب وزارة الصحة الآن إلى 8 آلاف طفل، حيث إن الأطفال يمثلون 42% من حصيلة الشهداء، بينما هناك ألف طفل مفقود تحت الأنقاض.

ووصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف عدد الأطفال الذين لقوا حتفهم خلال أول 3 أسابيع للحرب في غزة يزيد على مجموع الأطفال الذين قضوا في مناطق الصراعات حول العالم منذ عام 2019.

ويمارس الاحتلال على الأطفال التجويع، حيث إن هناك في القطاع 52 ألفًا و500 طفل ورضيع محاصرون بين الموت والجوع والجفاف واكتظاظ داخل مراكز الإيواء، إلى جانب استشهاد ذويهم في غارات قصف.