رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف لعبت الدبلوماسية الثقافية المصرية دورًا في مد جسود التواصل مع المصريين بالخارج؟

مبادرة اتكلم عربي
مبادرة "اتكلم عربي"

لعبت وزارة الثقافة المصرية دورًا كبيرًا خلال العام الجارى 2023 في مد جسور التواصل مع المصريين في الخارج وهو الدور الذي يوصف بالدبلوماسية الثقافية، وذلك من خلال تنظيم العديد من الفعاليات الفنية والثقافية في مختلف عواصم العالم من خلال بروتوكولات التعاون الثقافي، والتي يُشارك فيها كثير من المصريين في الخارج بقدر كبير من التفاعل.

وكوننا نقف على مشارف نهاية العام 2023؛ ونستقبل عامًا جديدًا؛ نستعرض أبرز البروتوكولات التي وقعتها وزارة الثقافة المصرية مع عدد من الجهات والهيئات الدولية خلال العام 2023؛ ومشاركتها في المبادرات التي تدعم هذا الاتجاه بالتعاون مع الوزارات المصرية المعنية بهذا الأمر:

مشاركة وزارة الثقافة في مبادرة "اتكلم عربي"

في الأول من أغسطس الماضى؛ شاركت دكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة المصرية ضمن فعاليات الجلسة الختامية من الدورة الرابعة من مؤتمر "المصريين في الخارج"، والذي تنظمه وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بحضور أكثر من 1000 مصري ومصرية من 56 جالية مصرية حول العالم.

وأكدت "الكيلاني"، أن مشاركة وزارة الثقافة في مبادرة "اتكلم عربي" التي تعمل على تشجيع استخدام اللغة، جاء كنتيجة لهجر اللغة من أبناء الأجيال الجديدة في الخارج.

وأشارت وزيرة الثقافة، إلى أن أبناء الجيل الأول من أبناء مصر في الخارج حرصوا على الحفاظ على اللغة العربية ولم تظهر أبعاد لمشكلة التواصل بين المصريين بالخارج ووطنهم الأم، حيث حافظ الغالبية العظمى منهم على هويتهم الوطنية والكثير من عاداتهم وتقاليدهم والأهم ثقافتهم ولغتهم ولهجتهم، وبمرور الوقت وبظهور الجيل الثاني والثالث من المهاجرين، بدأت تلوح في الأفق مشكلة تراجع الاهتمام باللغة وعدم اتقانها لأسباب عديدة،  ليس أقلها هجر استخدام اللغة العربية حتى في التواصل مع آبائهم، ناهيك عن تواصلهم مع بعضهم بالمجتمعات التي يعيشون فيها. 

وأضافت: “تدرس وزارة الثقافة في الوقت الحالي مقترحًا بشأن تنظيم مسابقة ثقافية إبداعية للمصريين بالخارج، تتضمن القوالب الفنية والإبداعية المتنوعة، مثل الرواية والقصة والشعر والتصوير الفوتوغرافي وغيره”.

بروتوكول تعاون مع اتحاد المعاهد الوطنية الثقافية الأوروبية

شهدت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة  15 أغسطس الماضي، بمقر وزارة الثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، توقيع بروتوكول تعاون بين المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور هشام عزمي، واتحاد المعاهد الوطنية الثقافية الأوروبية "EUNIC"، ويمثله الدكتور ديفيد سكالماني، لتنفيذ المرحلة الثالثة من منحة "دوائر الإبداع.. كريتيف سيركيلز".

ويهدف مشروع "حاضنة دوائر الإبداع.. كريتيف سيركلز"، الممول من اتحاد المراكز الثقافية الأوروبية، بالشراكة مع المجلس الأعلى للثقافة، تطوير المشاريع الثقافية لشباب الأقاليم، في إطار استراتيجية وزارة الثقافـة المرتبطة بخطة التنمية المستدامة ورؤيــة مصر 2030، والتي تتضمن بأحد محاورها دعم الصناعات الثقافية، وتهيئة البيئة الممكنة للإبداع والتميز، وتحقيق العدالة الثقافية، ووصول المنتج الثقافي للمناطق والفئات الأكثر احتياجًا، وتمكين وتطوير منظومة الاقتصاد الإبداعي، خاصة المتعلقة بالصناعات الثقافية والحرف التراثية، وذلك عن طريق دعم المؤسسات والأفراد -خاصة الشباب- أصحاب المبادرات الثقافية والإبداعية، وتعتمد على تقديم محتوى علمي وتدريبي احترافي، بواسطة مجموعة من الخبراء الأكاديميين فى مجال ريادة الأعمال، حيث يتم تبني الاقتراحات والمبادرات ذات الأثر المجتمعي، ووضعها تحت مظلة الوزارة، وإتاحة الفرصة لعرض الإنتاج المميز فى مختلف مواقعها، مما يسهم فى خلق الكثير من فرص العمل التي تنعكس إيجابًا على الدخل القومي.

بروتوكول تعاون مع المجلس الثقافي البريطاني

في منتصف شهر فبراير الماضىن وقعت وزارة الثقافة ممثلة في المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى بروتوكول تعاون/ مذكرة تفاهم مع المجلس الثقافى البريطانى ومديره بمصر مارك هاورد بشأن أوجه التعاون المشترك بين الجهتين من أجل تطوير قطاع الصناعات الإبداعية في مصر بمقر المجلس الثقافي البريطاني.

وقد صرح الدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في كلمته، أن وزارة الثقافة منفتحة على كافة التعاونات التي تحقق الأهداف التي تضمنتها استراتيجية وزارة الثقافة في اتصالها بخطة التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، وبالأهداف الأممية، والتي تضمنت (دعم الصناعات الثقافية) كهدف استراتيجي.

وأضاف أن الاقتصاد الإبداعي هو أحد أهم روافد الاقتصاد العالمى وأحد أهم محركات النمو في الدول والمجتمعات وأكثرها استدامة كونه يستند إلى الموارد البشرية كرافد أساسي، وأن التعاون مع المجلس الثقافي البريطاني انطلق من كون المملكة المتحدة من الدول الأبرز في هذا المجال على نحو يجعل شراكتنا مؤثرة ومنتجة بالضرورة، خاصة أن مصر تتمتع بطاقات بشرية مبدعة وتنوع ثقافي خلاق.