رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى القديس نعمة الله كسّاب الحرديني المعترف

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى القديس نعمة الله كسّاب الحرديني المعترف، ووُلِدَ باسم يُوسُفُ جِرْجِس كَسَّاب سَنَةَ 1808 في قَرْيَةِ حَرْدِين الواقِعَةِ في قَضَاءِ البَتْرُونِ مِنْ مُحَافَظَةِ لُبنانَ الشَمَاليّ. في العِشْرينَ مِنْ عُمْرِهِ، تَرَكَ يُوسُفُ كُلَّ شَيْءٍ وتَوَجَّهَ إِلَى الدَيْرِ فَدَخَلَ الابْتِداءَ في شَهْرِ تِشْرِينَ الثَاني سَنَةَ ١٨٢٨ في دَيْرِ مار أَنْطُونْيُوسَ قِزْحَيَّا. وهُنَاكَ تَخَلَّى عَنِ اسْمِهِ القَدِيم، واتَّخَذَ لَهُ اسْمَ “نِعمة الله”، دَلالَةً عَلَى مَوْتِهِ عَنْ حَيَاةٍ قَدِيمَة، وبِدايَةً لِحَيَاةٍ جَدِيدَة. سِيمَ كَاهِنًا بِوَضْعِ يَدِ المِطرانِ سِمعان زْوَيْن في ٢٥ كانُونَ الأَوَّلِ سَنَةَ ١٨٣٣ مَعَ ٢٢ مِنْ رِفَاقِهِ الَّذِينَ انْطَلَقُوا لِلعَمَلِ في أَدْيَارِ الرَهْبَانِيَّةِ وأَرْزاقِهَا ورَعَايَاهَا ومَدارِسِهَا.

في ٤ ديسمبر سَنَةَ ١٨٥٨ أُصِيبَ نِعمة الله بِمَرَضِ “ذاتِ الجَنْب”، لَمْ يُمْهِلْهُ أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ أَيَّام، فَتُوُفِّيَ في ١٤ ديسمبر سَنَةَ ١٨٥٨، ودُفِنَ في دَيْرِ كْفِيفَان. أُعْلِنَ مُكَرَّمًا في 7 سبتمبر سَنَةَ 1989. حَصَلَتْ بِشَفَاعَتِهِ شِفَاءاتٌ عَدِيدَةٌ. وفي ١۰ مايو سَنَةَ ١٩٩٨ أَعْلَنَهُ قَداسَةُ البَابَا يُوحَنَّا بُولُسُ الثاني طُوبَاوِيًّا، وفي ١٦ مايو سَنَةَ 2004 أَعْلَنَهُ قِدِّيسًا

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إنه كما أنّ العين الصحيحة والنقيّة تتلقّى شعاعَ النورِ الذي يُرسَل إليها، كذلك تتعرّف عينُ الإيمان بحدقةِ البساطة إلى صوت الله ما إن يسمعه الإنسان. حين يشّع النور الساطع من كلمته في نفس الإنسان، يهّب لملاقاتها ولتلقّيها مبتهجًا، كما قال ربّنا في إنجيله: "إِنَّ خِرافي تُصْغي إِلى صَوتي وأَنا أَعرِفُها وهي تَتبَعُني" 

بهذا النقاء وهذه البساطة تبع الرسل كلام الرّب يسوع المسيح. ولم ينجح العالم عن إيقافهم، ولا استطاعت عادات الإنسان الإمساك بهم، ولا تمكنّت الثروات الكبيرة في الأرض من صدّهم. لقد أحسّت هذه النفوس بالله وعاشت الإيمان. وفي هذه النفوس، لا يستطيع أيّ شيء في العالم أن يتفوّق على كلمة الله. هذه الكلمة تكون ضعيفة في الأرواح الميتة؛ ولأنّها ميتة تضعف فيها الكلمة وتتحوّل تعاليم الربّ من صحيحة إلى عديمة الفعاليّة. إنّ أنشطة الإنسان تنحصر في المكان الذي يعيش فيه؛ فمَن يعيش من أجل العالم يضع جميع أفكاره وحوّاسه في خدمة العالم، في حين أنّ مَن يعيش في سبيل الله يلتزم بوصاياه القويّة في جميع أعماله.

إنّ كلّ مَن دُعي ولم تكن روحه مُثقلة بمحبّة الأمور الدنيويّة، استجاب على الفور إلى الصوت الذي دعاه. إنّ روابط العالم هي حمل ثقيل على العقل والأفكار؛ أمّا أولئك المكبّلون بهذه الروابط، فمن الصعب عليهم سماع صوت الله الذي يدعوهم. لكنّ الرسل، وقبلهم الأبرار والآباء لم يكونوا كذلك؛ فقد أطاعوا كالأحياء، وخرجوا خفيفي الحمل لأنّ شيئًا لم يُثقِلهم في هذا العالم. لا يمكن لشيء أن يربُطَ أو يعيقَ الروح التي تشعر بالله، فهي منفتحة وجاهزة، بحيث يجدها نور الصوت الإلهي دومًا في حالة تتيح تلقّي هذا الصوت في كلّ مرّة يناديها