رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسي لبناني لـ"الدستور": تداعيات الحرب في غزة كارثية بكل المعايير

غزة
غزة

قال طوني حبيب الباحث السياسي اللبناني، إن عملية "طوفان الاقصى" لم تكن عملية بسيطة كما يخيّل للبعض، أو كما يحاول "محور الممانعة" التسويق له، مشيرا إلى أن هجوم حركة "حماس" في 7 أكتوبر، والذي قلب كل المعادلات في الشرق الوسط والعالم، قد تطلّبت تحضيرا وتدريبا لم يكن لحماس أن تنفذهما في القطاع، كما أن الهدف المُعلن تحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية لا يمكن أن يكون وحيدا. 

وأضاف حبيب في تصريحات خاصة لـ “الدستور”، أن هذا المحور مستعد دائما للتضحية بدماء شعوب الدول التي تدور بمحوره أو ترزح تحت سطوته من أجل تنفيذ أجندته، وما حرب "تموز 2006" مع حزب الله في لبنان، والتي أشعلها الحزب باختطافه الجنديين الاسرائيليين، إلا دليل آخر على هذه السياسة، بالإضافة إلى تصريح أمين عام حزب الله، الشهير، بعد الحرب بـ"لو كنت أعلم..". 

تداعيات الهجوم كارثة بكل المعايير

 

وتابع المحلل السياسي اللبناني، أن تداعيات الردّ الإسرائيلي غير المبرّر، على هجوم حماس الدموي أيضا، كارثية بكل المعايير، مشيرا الى أن الدمار الذي نشهده في قطاع غزة، مشابه تماما لما شهدناه قبل سنوات في سوريا جراء القصف السوري-الروسي للمدن السورية، كما أنه مشابه أيضا للدمار الذي نشهده في مدن أوكرانيا جراء الغزو الروسي. لا يمكن بالطبع تبرير هذه الهمجية المستخدمة، فالمدنيون لا يتحملون المسؤولية، وهنا يجب محاسبة المسؤولين بحسب القوانين الدولية، فهذه الحروب حملت بشكل واضح طابع الإبادة الجماعية. 

وأوضح: الأخطر في معركة حماس-اسرائيل، هو تطوّر الحرب لتطال دول الجوار إذا ما فُتحت جبهات أخرى. لا تزال حتى الساعة جبهة الشمال الاسرائيلي مع لبنان (حزب الله والفصائل الفلسطينية) تتحرك بشكل محصور. 

ووفقاً لتصريحاته فإن المشاركة العراقية والسورية أيضا لا تزال محصورة ببعض الصواريخ على القواعد الاميركية، ولو أن عددها قد ارتفع عن السابق، بالاضافة إلى المشاركة اليمنية التي اقتصرت على خطف السفن التجارية وبعض المسيرات والصواريخ اليتيمة، لافتة الى أن هذه الجبهات لا تزال تحت السيطرة، فقط لأن ايران لا تريد الحرب أن تتطوّر لتطالها، وهو ما تمّ تحذير طهران منه. 
واختتم بأن ملف الكارثة الانسانية التي فُرِضت على القطاع، والتي لم تنتهِ بعد، هي التي يجب على العالم معالجتها بشكلٍ فوري. كما أن التداعيات الاقتصادية قد طالت بالإضافة إلى الداخل الغزاوي والاسرائيلي، دول المنطقة ككل.

وتجدر الإشارة هنا، إلى أنه بالرغم من الاحتجاجات الشعبية في الدول الغربية دعما لغزة والمطالِبة بوقف الحرب، لم تتأثر حكومات هذه الدول بالملموس، ولو أن الوضع يمكن أن يكون مختلفا في الولايات المتحدة التي تقف على أبواب انتخابات رئاسية محمومة.