رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد سحب السفراء.. إسبانيا تواجه غطرسة إسرائيل وتكشف هشاشة وانقسامات أوروبا

نتنياهو
نتنياهو

عمّق رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، الخلاف الدبلوماسي مع إسرائيل، بعد أن قال إن لديه "شكوكًا جدية في امتثال إسرائيل للقانون الإنساني الدولي".

جاءت تصريحات رئيس الحكومة في إسبانيا بعد أيام من اتهامه إسرائيل بـ"القتل العشوائي للفلسطينيين" خلال حربها في قطاع غزة، فيما نددت دولة الاحتلال الإسرائيلي بتصريحاته الأخيرة ووصفتها بأنها شائنة، كما كشفت هذه التصريحات عن مدى الانقسامات والخلافات التي تضرب أوروبا بقوة، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

إسبانيا تعمق من أزمات الاتحاد الأوروبي وتعلن دعمها الصريح لفلسطين

أكدت الإذاعة البريطانية أنه للمرة الثانية خلال أسبوع، تم استدعاء سفير إسبانيا لدى إسرائيل للتعبير عن غضب تل أبيب من التصريحات الإسبانية.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين على موقع X: "إن إسرائيل تتصرف، وستواصل التصرف، وفقًا للقانون الدولي، وستواصل الحرب حتى إعادة جميع المحتجزين والقضاء على حماس في غزة".

وردًا على ما وصفه بأحدث "الاتهامات التي لا أساس لها" من قبل الزعيم الإسباني، قال كوهين إنه قرر استدعاء سفيرة إسرائيل في مدريد، روديكا راديان جوردون، للتشاور.


وتابعت الإذاعة البريطانية أن سانشيز فاز بفترة ولاية جديدة كرئيس للوزراء قبل أسبوعين فقط، لكنه أصبح أحد أكثر المنتقدين صراحة بين زعماء الاتحاد الأوروبي لرد إسرائيل على عملية طوفان الأقصى، وتتكون حكومته اليسارية من حزبه الاشتراكي وتحالف سومار اليساري والكتالونيين المؤيدين للاستقلال.

وأضافت أن الموقف الإسباني كشف عن مدى الانقسامات في أوروبا بين مؤيد ومعارض لإسرائيل.

وأشارت إلى أنه قبل زيارة رئيس الوزراء الإسباني إسرائيل والضفة الغربية الأسبوع الماضي، قال للبرلمان إن حكومته الجديدة ستعمل في أوروبا وإسبانيا على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث تتولى إسبانيا حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي.

وأضافت أن سانشيز سافر إلى إسرائيل مع رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، وأخبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه بينما يدافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فإن عدد الضحايا الفلسطينيين "لا يطاق".

وأوضحت أنه تم استدعاء سفراء البلدين لتوبيخهم، ورفض وزير الخارجية الإسباني الاتهامات الإسرائيلية، وقام بدوره باستدعاء سفير إسرائيل.

وقال رئيس الوزراء الإسباني إن اللقطات المصورة من غزة لأشخاص يموتون، خاصة الأولاد والبنات، "غير مقبولة"، وكرر اعتقاده بأن حل الأزمة يتطلب "الاعتراف بالدولة الفلسطينية"، مضيفا أن من مصلحة أوروبا معالجة الأمر "من منطلق قناعة أخلاقية".

وشدد على أن "الدول الصديقة يجب أن تقول لبعضها البعض الحقيقة".

على جانب آخر، أكدت مجلة "بولتيكو" في نسختها الأسترالية، أن اجتماع المجلس الأوروبي سيعقد بعد أسبوعين، وفي ظل تصاعد الانقسامات الكبرى بين الدول الأعضاء بشأن قضيتين رئيسيتين وهما دعم أوكرانيا واتخاذ موقف موحد بشأن ما يحدث في قطاع غزة.

وقال أحد مسئولي الاتحاد الأوروبي، قبل اجتماع منتصف ديسمبر: "نحن نتجه نحو أزمة كبرى"، كما حذر أحد كبار الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي من أن هذا قد يصبح "أحد أصعب المجالس الأوروبية".

وتابعت المجلة أن العديد من المحللين يرون أن الهجرة، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والإرهاق من الأحزاب الرئيسية، وانعدام الأمن بشأن الحرب في أوكرانيا، تتحول إلى اصطفاف غير مسبوق بين نجوم أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، حيث يحاول العديد منها الاستيلاء على أرضية الوسط، بينما تتشكل انتخابات الاتحاد الأوروبي في العام المقبل لتكون بمثابة "صراع الحضارات".