رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تتخلى الولايات المتحدة عن دعمها لإسرائيل للحفاظ على نفوذها عالميًا؟

بايدن ونتنياهو
بايدن ونتنياهو

تعالت الأصوات في كل أنحاء العالم، للمطالبة بوقف دائم وفوري لإطلاق النار في غزة مع انتهاء الهدنة الثانية بين حماس وإسرائيل، من بابا الفاتيكان والأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء الدول ورئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي والمحتجين في جميع أنحاء العالم بقيادة الفلسطينيين واليهود وغيرهم الكثير، الجميع يطالب بوقف العدوان على غزة.

ولكن في الولايات المتحدة والرئيس جو بايدن قد يكون للمسألة شكل آخر، ينتج عنها صدام وشيك بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خصوصًا بعد عزل الولايات المتحدة الأمريكية عن العالم، بحسب تقرير نشره موقع "ذا هيل" الأمريكي.

الأمان الأمريكي لإسرائيل

وأشار تقرير نشره الموقع الأمريكي إلى أنه في الولايات المتحدة انضم أعضاء الكونجرس والعاملون في مجال الرعاية الصحية وحقوق الإنسان والأكاديميون والطلاب وغيرهم الكثير إلى نداء النشطاء، حيث يعتصم الممثلون المنتخبون في مجالس ولايات نيويورك وفيرجينيا وأوكلاهوما، بالإضافة إلى مرشحي الكونجرس وغيرهم، اعتصامًا كاملًا لمدة 5 أيام خارج البيت الأبيض احتجاجًا على أزمة الجوع في غزة والدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وأشار إلى أن "الفرص حقيقية في أن يؤدي التوقف قصير المدى إلى تعليق أطول يهدف إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين لدى حركة حماس في 7 أكتوبر"، لكنه لم يدعم وقفًا دائمًا لإطلاق النار. 

وأوضح أنه عندما تتعالى الأصوات في الإدارة الأمريكية بضرورة وقف كامل لإطلاق النار، فإن الرد الرسمي لبايدن هو "وقف إطلاق النار لا يفيد إلا حماس"، ولكنه يتجاهل حقيقة مفادها أن وقف القصف من شأنه أن يعود بالنفع العميق على الأطفال في غزة الذين قالت منظمة إنقاذ الطفولة، قبل أيام، إنهم يُقتلون بمعدل طفل واحد كل عشر دقائق.

ولفت إلى أن بايدن منذ اندلاع الأزمة، وهو يصدر بيانات مهذبة لإسرائيل لمحاولة عدم قتل عدد كبير جدًا من المدنيين، ومن خلال تصرفاتهم، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، وحكومته قول "لا" ببساطة، ما أسفر في النهاية عن استشهاد قرابة 15 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال.

ونوه بأن السر وراء عدم انصياع إسرائيل لأي ضغوط دولية رغم أنها تتلقى الكثير من المساعدات العسكرية من دافعي الضرائب الأمريكيين منذ الحرب العالمية الثانية أكثر من أي دولة أخرى، هو شعورها بالأمان، وإدراك قادتها جيدًا أن ما تُريده سيتم تنفيذه، ولم ترَ إسرائيل في أي وقت أي دليل على أن الإدارة الأمريكية قد ترفض طلبًا لها.

وأشار الموقع إلى أنه لا توجد مطالب ولا إنذارات نهائية ولا عواقب لقول لا، يُستهل كل طلب مهذب بتأكيدات مفادها أن "الولايات المتحدة تدعم إسرائيل، وأن إسرائيل لن تضطر أبدًا إلى الوقوف بمفردها، وأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس"، بالرغم من الانتهاكات الإسرائيلية لقوانين الحرب وعلى رأسها قتل الأطفال.

هل تفقد واشنطن نفوذها بسبب إسرائيل؟

وأكد الموقع أنه بسبب الدعم المطلق لإسرائيل، فإن الولايات المتحدة تعاني من عزلة شديدة في الأمم المتحدة وفي مختلف أنحاء العالم، وعلى الصعيد الداخلي، يتراجع الدعم الضعيف بالفعل لإدارة بايدن، ويشعر كبار الديمقراطيين في الكونجرس بالقلق من التداعيات في عام 2024، في ظل ابتعاد القيادة الديمقراطية عن قاعدتها السياسية.

وأضاف أنه من الممكن أن تتغير الأمور، ويستطيع البيت الأبيض أن يتخذ قرارًا بشأن نهج جديد يعتمد على القانون الدولي ويدعمه الرأي العام، لكن من المؤكد أن طلبات بايدن المهذبة لن تفي بالمهمة، إن التوصل إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار يتطلب اتخاذ إجراءات واضحة لا لبس فيها، وليس مجرد كلمات مهذبة.

وأشار إلى أن استمرار الضغوط الدولية على الولايات المتحدة قد يدفع إلى صدام وشيك بين بايدن ونتنياهو، خصوصًا مع تهديد بعض أعضاء الكونجرس بوضع شروط مسبقة على المساعدات العسكرية لإسرائيل.

ونوه بأن بايدن ينوي التحدث بشكل مباشر مع نتنياهو بشأن السلام الدائم في فلسطين ووقف فوري لإطلاق النار إذا ما قررت الحكومة الإسرائيلية استئناف القتال في غزة.

وأضاف أن بايدن يملك الآن مسألة محاكمة نتنياهو في محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة ووقف التمويل العسكري لإسرائيل بشكل كامل، حتى تتوقف إسرائيل عن ارتكاب الفظائع في القطاع المحاصر.