رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرزها المجاعة.. منظمات دولية تحذر من كوارث بسبب الوضع الإنساني في غزة

غزة
غزة

تتصاعد تحذيرات المنظمات الدولية من خطر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، ووقوف إسرائيل حائلا دون دخول المساعدات الإنسانية من مستلزمات طبية وغذائية ووقود إلى القطاع الذي يتعرض لعدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو 7 أسابيع دون توقف.

وقال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في الأرض الفلسطينية المحتلة، أندريا دي دومينيكو، إن الأرواح في غزة معلقة بخيط رفيع بسبب نفاد الوقود والإمدادات الطبية.

وأضاف دي دومينيكو، أن مكتبه تلقى تقارير تفيد بأن المرضى بدأوا يموتون بالفعل مع اشتداد القتال في المستشفيات شمال غزة وحولها، وخاصة حول مستشفى الشفاء.

وأكد أن البنية التحتية الحيوية في المستشفى تعرضت للضرر بما في ذلك خزانات المياه ومحطات الأكسجين ومرفق القلب والأوعية الدموية وجناح الولادة، كما تم الإبلاغ عن مقتل ثلاثة ممرضين.

وذكر أن بعض الأشخاص تمكنوا من الفرار من المستشفى في ظروف خطيرة للغاية، ولكن آخرين ما زالوا عالقين داخل المستشفى خائفين من مغادرته أو غير قادرين على ذلك لأسباب طبية.

وأشار إلى إعلان جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن توقف مستشفى القدس في مدينة غزة عن العمل بسبب الأضرار التي لحقت بخط المولد الرئيسي، والذي لم يكن من الممكن إصلاحه خلال أعمال العنف الدائرة.

ننام مع 20 شخصا في غرفة واحدة

وبحسب موقع «سويس إنفو»، اضطرت المنظمات الإنسانية إلى مراقبة الأزمة المدنية المتفاقمة في قطاع غزة عن بعد، لعدم قدرتها على إرسال الإمدادات أو مساعدة المحتاجين والمحتاجات بشكل كاف من بين سكان المنطقة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وتقف منظمة أرض البشر (Terres des Hommes)، ومقرها سويسرا، على أهبة الاستعداد بمعدات الطوارئ التي تحتوي على أكياس النوم ومستلزمات النظافة للنساء والفتيات واللوازم المدرسية للأطفال.

لكن في الوقت الحالي، اضطرت منظمة أرض البشر إلى إعطاء الأولوية لسلامة موظفيها الأحد عشر في قطاع غزة.

وقالت ختام أبو حمد، مديرة مكتب منظمة أرض البشر في غزة: ننام مع 20 شخصًا في غرفة واحدة، بدون كهرباء، ومن الصعب جدًا العثور على الماء. ساعات الليل مخيفة بالنسبة لنا، كما هو الحال بالنسبة لجميع الناس في غزة. نحاول النوم ونحن نعلم أن هذه قد تكون ليلتنا الأخيرة. ونودع دائما بعضنا البعض قبل أن الذهاب إلى النوم. الاستيقاظ كل صباح هو بمثابة معجزة.

تعليق عمليات أطباء بلا حدود 

ووجدت منظمة أطباء بلا حدود أن الظروف الحالية صعبة للغاية بالنسبة للاضطلاع بمهمتها في رعاية المرضى وهي الخدمة التي تقدمها في غزة منذ عام 1989.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود: نتيجة للحصار المستمر والقصف العنيف والهجمات العشوائية، اضطرت المنظمة إلى تعليق تنسيق العمليات الإنسانية في غزة. نحن لا ندير الأنشطة الطبية في هذه المرحلة. ومع ذلك، لا يزال بعض زملائنا من الفلسطينيات والفلسطينيين يعملون في المستشفيات في شمال وجنوب غزة.

وقد لجأت منظمة أطباء بلا حدود إلى صندوق الطوارئ الخاص بها للتعامل مع الوضع الحالي والاستعداد لاستئناف أنشطتها الكاملة.

كما دعت المنظمات الإنسانية، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى وقف إطلاق النار للسماح لها برعاية المدنيين المنكوبين. في ظل الحصار العسكري المفروض، لن تتمكن المنظمات الإنسانية، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من المساعدة في هذا النزوح الجماعي لسكان غزة. إن الاحتياجات مذهلة، ويجب أن تكون المنظمات الإنسانية قادرة على زيادة عمليات المساعدة.

محاولة خنق أونروا

من ناحيته، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، إنه يعتقد أن هناك محاولة متعمدة لخنق عملها الإنساني في غزة، محذرا من أن الوكالة قد تضطر إلى تعليق عملياتها بالكامل بسبب نقص الوقود.

وأضاف لازاريني، أن كثيرا من عمليات الأونروا، التي تقدم دعما لأكثر من 800 ألف نازح في قطاع غزة المحاصر، قد توقفت بالفعل، بما في ذلك العشرات من آبار المياه ومحطتا مياه ومحطات للتعامل مع مياه الصرف، بحسب وكالة رويترز.

وأوضح لازاريني للصحفيين في جنيف: أعتقد أن هناك محاولة متعمدة لخنق عملياتنا وإصابة العملية بالشلل. نجازف بتعليق عملياتنا الإنسانية كلها. أعتقد أن من الشائن أن وكالات إنسانية تضطر للتسول من أجل الوقود.

وأشار إلى إطلاق الوكالة، نداءات لأسابيع للحصول على الوقود الذي أُدخل إلى غزة، يوم الأربعاء، لأول مرة منذ بدء حرب إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، موضحًا أن الوقود الذي سُمح بدخوله، 24 ألف لتر من وقود الديزل لتشغيل شاحنات توزيع المساعدات التابعة للأمم المتحدة، لا يكفي ما يحتاج له سكان قطاع غزة للبقاء على قيد الحياة.

وحذر المفوض العام للأونروا من أنه دون وقود سيكون من المحتوم سقوط قتلى من المدنيين بشكل لا يتصل مباشرة بالحملة العسكرية الانتقامية، التي تشنها إسرائيل على حماس بعد هجوم السابع من أكتوبر.

وفيما يتعلق بانقطاع الكهرباء، قال لازاريني: يمكن لذلك تأجيج أو تصعيد آخر نظام مدني متبق لدينا في قطاع غزة، واصفا نطاق الخسائر والدمار في غزة بأنه مهول وحسب.