رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بايدن- نتنياهو.. إدارة المعركة تهدد "علاقة الموقف الواحد"

نتنياهو وبايدن
نتنياهو وبايدن

كشف مسئولون أمريكيون عن أن مسئولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على خلاف متزايد مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن كيفية شن هجومها العسكري على حماس، وكيف تتصور الدولتان المستقبل السياسي لغزة، حيث وقعت خلافات كبرى بين نتنياهو وبايدن في اجتماعتهما المغلقة.

إحباط أمريكى من جرائم إسرائيل فى غزة

وأكدت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، أن مسئولي الإدارة الأمريكية غاضبون للغاية من الإسرائيليين بسبب سقوط أكثر من 11 ألف شهيد فلسطيني، حيث قال أحد مسئولي الإدارة: "نحن قلقون من أنهم لا يبذلون كل ما في وسعهم للحد من الخسائر في صفوف المدنيين"، وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي توغلت فيه القوات الإسرائيلية في مستشفى الشفاء الرئيسي في مدينة غزة، حيث قالت إن نشطاء حماس يعملون من مركز قيادة تحت الأرض دون تقديم أي دليل واضح.

خلاف نتنياهو وبايدن

وقال مسئول أمريكي سابق: "هناك فجوة أكبر تلوح في الأفق بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن ما ستكون عليه غزة خلال شهر أو شهرين".

وتابعت الشبكة الأمريكية أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة وإسرائيل حاولتا تقديم جبهة موحدة علنًا، إلا أن الانقسام انكشف بعد أن قال نتنياهو، الأسبوع الماضي، إن إسرائيل سيكون لها دور أمني في غزة لفترة غير محددة، وهو ما ردده الرئيس الإسرائيلي صباح اليوم الخميس في تصريحات لصحيفتي "هآرتس" و"فاينانشيال تايمز".

وأضافت أنه بعد أقل من 24 ساعة رد وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، موضحًا أن الولايات المتحدة لن تقبل أي اقتراح بإعادة احتلال قطاع غزة أو حصار القطاع.

وقال "بلينكن"، خلال زيارة إلى طوكيو، إن الولايات المتحدة تعتقد أنه لا يمكن أن يكون هناك إعادة احتلال لغزة بعد الصراع، وبالتالي لا محاولة لحصار غزة أو حصارها، ولا يوجد تقليص في أراضي غزة. كما عرض "بلينكن" رؤيته الأكثر تفصيلًا حتى الآن لمستقبل غزة، قائلًا إنها "يجب أن تشمل حكمًا بقيادة فلسطينية وغزة موحدة مع الضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية".

وأوضحت الشبكة أن نتنياهو رفض اقتراح بلينكن، وهو ما أثار غضب بايدن، وزاد نتنياهو من الأزمة بعد أن قال في تصريحات تليفزيونية: "غزة بحاجة إلى نزع السلاح والتطرف، وأن أي قوة فلسطينية، بما في ذلك السلطة الفلسطينية، ليست على مستوى هذه المهمة".

وتابعت أن الحوار بين بلينكن وبايدن من جانب ونتنياهو من جانب آخر يكشف كيف يكافح الحليفان لإيجاد أرضية مشتركة حول من سيحكم غزة في المستقبل.

وقال ماثيو ليفيت، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن الإدارة تنتظر أن تضع إسرائيل الخطوط العريضة لاقتراح واقعي لما يمكن أن يحدث بعد عملياتها العسكرية في غزة.

وتابع ليفيت: "أعتقد أن هناك إحباطًا لأنه لم يتم بذل المزيد من الجهد ووضعه في المرحلة التالية".

خلافات جديدة تلوح فى الأفق

وأوضحت الشبكة الأمريكية أن الخلاف بين بايدن ونتنياهو قد يتزايد بقوة خلال الأشهر المقبلة، بسبب إصرار الإدارة الأمريكية على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وهو أمر يعارضه بشدة أعضاء اليمين المتشدد في حكومة نتنياهو.

وقال جيرالد فايرستاين، الدبلوماسي الأمريكي السابق والباحث في معهد الشرق الأوسط للأبحاث: "هذا ليس هو المكان الذي تريد حكومة إسرائيل الذهاب إليه، لأنهم يفضلون مواصلة التعامل مع غزة كقضية منفصلة عن الضفة الغربية، بصرف النظر عن المسألة الأكبر المتمثلة في التوصل إلى حل سياسي إسرائيلي فلسطيني". 

كما يشعر مسئولو إدارة بايدن بالقلق من الفكرة التي طرحها مسئولون إسرائيليون سابقون لإقامة "منطقة عازلة" شديدة التحصين في شمال غزة لحماية إسرائيل من أي هجوم مستقبلي من غزة.

كما شعرت إدارة بايدن بالقلق إزاء تصاعد أعمال العنف ضد الفلسطينيين من قبل المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، وقالت وزارة الخارجية إنه عندما التقى بلينكن مع نتنياهو، في وقت سابق من هذا الشهر، أخبر رئيس الوزراء وحكومته الحربية بأن الأحداث الجارية في الضفة الغربية غير مقبولة.

وتابعت الشبكة الأمريكية أنه خلف الأبواب المغلقة عبّر بايدن عن غضبه الشديد من القرارات الإسرائيلية وعدم القدرة على مواجهة موجة الغضب العربي والعالمي من العدوان غير المبرر واستهداف المستشفيات، والمدارس والمساجد، بحجة أنفاق حماس، دون تقديم أي دليل واضح على هذه الادعاءات.